العلاقات فيه كانت كجسورٍ تصدّعت ثم انهارت، كبيوتٍ من ورق لم تصمد أمام المطر. الأيام مرّت كقافلةٍ في صحراء عطشى، لا ظلّ فيها سوى الصبر، ولا ماء سوى الرجاء.
استنزف منّا طاقة الحياة، كبحرٍ عاتٍ يسحب السفينة ثم يعيدها لتتعلم لا لتنجو. سرق ألوان الفرح، لكننا أشعلنا قناديل الأمل من فتات الضوء المتبقّي في أرواحنا.
ومع كل وجع، كنا نُطرق كحديدٍ على سندان الألم، فنخرج أصلب، لا مكسورين بل مُعاد تشكيلنا. لم تهزمنا السنة، بل صقلتنا، كما يصقل البحر الصخور، وكما تولد العنقاء من رمادها.
نطوي صفحتها لا لننساها، بل لنضعها بين كتب التجارب الثمينة. ونستقبل عامًا جديدًا نرجوه كربيعٍ يزهر بعد شتاءٍ قاسٍ، عامًا يُرمم الكسور، ويُعيد ترتيب نبضنا، عامًا نُصافح فيه الفرح دون خوف، ونحمل جراحنا كأوسمة نجاة.
عام نريده أن يُكتب بأنفاسٍ مطمئنة، وبأملٍ أخضر لا تذروه العواصف.
كلية الإعلام- عدن
