وفي هذه الايام ونحن نحتفي بهذه الذكرى الغالية الـ61، يجب علينا الا ننسى دماء الشهداء الطاهرة الذين دافعوا عن الحرية والكرامة في مرحلة فارقة من الزمن ضد اعتى امبراطورية شهدها العالم حينها، ولكن صلابة هؤلاء الابطال الرجال الشرفاء، أجبرت قوى الاحتلال البريطاني على الرحيل من مدينة عدن الحبيبة والجنوب عامة، غير مأسوف عليهم بعد احتلال دام قرابة 129 عاما.
لقد كان نضال الثوار في تلك الحقبة كبيرا جدا في تحقيق وحدة نضال الجنوب الذي كان مشرذما الى 28 امارة وسلطنة ومشيخة، شكلت بذلك عمقا تاريخيا واستراتيجيا، وجدت فيه القوى السياسية الثورية في مرحلة شديدة الخطورة، من خلالها إعادة ترتيب اوراقهم للبدء بمرحلة جديدة من تكامل الادوار نحو تحقيق تطلعات شعبنا نصرة لامجاده، والعمل على تعريف الاجيال القادمة بتاريخهم العظيم بعد تضحيات آبائهم واجدادهم، لمواصلة المسيرة، برفضهم لاي وجود اجنبي على ارضهم الطاهرة.
فقد انتصرت ثورة 14أكتوبر لإرادتها نحو التحرر والانعتاق على طريق النهوض الوطني بمشروع الدولة الجنوبية الحرة بآفاق مستقبلها الواعد الذي تطلع اليه ابناء الشعب تحت راية كرامة المواطن والوطن، والشروع في معركة النهوض الاقتصادي والاجتماعي ليغدو الوطن مشرقاً، كحدث تاريخي وطني عظيم، بعد مسيرة كفاح مستمر لنيل الحرية والاستقلال، الذي توج في ال30 من نوفمبر 1967م.
وبذلك خلصت ثورة 14 أكتوبر ابناء المحافظات الجنوبية من براثن الاستعمار البريطاني بهذا الانجاز الاعظم والاكبر في تاريخ الجنوب، حققت بعدها الانتصارات المتتالية لتستمر جذوة الكفاح والنضال متقدة الى يومنا هذا من اجل الوطن وحلمه في الانتصار لقيم ذاته نحو مستقبل يتطلع فيه تجسيد واجتراح المنجزات على كافة المستويات، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وثقافيا، في مجتمع ينشد السلام والتقدم.
*رئيس اتحاد المؤسسات والجمعيات الاجتماعية الخيرية التنموية