فمن خلال المبادرات التي قدمتها جميع الفرق وممثلوهم والعمليات التي تم تنظيمها ضمن نظام مؤتمر الحوار الوطني بمحاوره وفرصه المتعددة توصلت إلى اخرج منتج جديد للوطن وهو بناء دولة اليمن الاتحادية هذا المنتج تم إعداده وفقا» لعناصر ومكونات دول العالم الثاني.
فالمشروع قدم الدراسة الكاملة لبناء الدولة وسلم الوثيقة لقائد المهمة فالكل منا لازال يتذكر كلمات رئيس الجمهورية ورئيس مؤتمر الحوار الوطني حينما اعتلى المنصة وخاطب أعضاء المؤتمر هل انتم موافقون على هذه الوثيقة أم لا؟ وافق الجميع وصدر تفويض شامل للرئيس هادي قائداً لمهمة نقل اليمن للدولة الاتحادية الفيدرالية.
فالمبادرة الخليجية هي خارطة الطريق والسياسة التي اعتمدها المؤتمر للوصول إلى وثيقة الاجتماع الوطني حتى تم انجازها وسلمت للقائد و أصبحت بعدها وثيقة شعب وهي حق وطني ملزم تنفيذه فيما عدا حدود الاتحاد الجغرافي بين الأقاليم الستة كمصلحة توافق لخدمة دعم دولة اليمن الاتحادية.. المهمة صعبة والتحديات كبيرة على كافة المستويات .
الهدف الأول عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والخروج بوثيقة وطنية تكون مرجعية شعبية يحتكم إليها عموم أفراد الشعب فلم تعد ملكاً للأطراف التي ساهمت في الحوار عليها ولا ملكاً لأطراف المبادرة الخليجية فكلا الفريقين أطراف موتمر الحوار وأطراف المبادرة الخليجية هم الضامنون والملزمون بتنفيذها وهي وثيقة سياسية ترتقي إلى مصاف الدستور فالمساس بها مساس بالثوابت الوطنية فأصبحت بمثابة الثابت الوطني بدون منازع .
ولكن دعونا نتعرف على كيف تم انجاز هذا الهدف الوطني وماهية المراحل التي مر بها: تم وضع نظام لمؤتمر الحوار وطني يضم حل الصراع الوطني اليمني الشمالي الجنوبي ويضمن حل الصراعات داخل الكيانات الوطنية الظاهر منها كقضية صعدة وغير الظاهر والموجود في جميع الكيانات الشمالية والجنوبية فقسمت مقاعد المؤتمر بالمناصفة بين الشمال والجنوب فكان تحقيق الهدف هذا صعباً وخاصة على مستوى المؤسسات السياسية فترك لكل منها تطبيق الأسس والمعايير وكان لابد من إشراك الحركات السياسية في الجنوب تحت مسمى الحراك الجنوبي ومكونات الحركات السياسية الأخرى كالتكتلات التي وافقته على قبول الدعوة والانخراط في العملية السياسية من خلال حوار شامل لاسقف له .
فجلوس كل الأطراف السياسية والمجتمع على طاولة الحوار كان قرار حكيماً من قائد فذ فالخمس المراحل التي مر بها كان جزء منها متعلق بالحضور والقبول للحوار والجزء الأخر بجعل الباب مفتوحاً للأطراف المعارضة الرافضة للحوار وهذه حسنة تحسب للرئيس هادي ومساعد الأمين العام السيد جمال بن عمر والدول الراعية للمبادرة الخليجية والراعية للوثيقة الوطنية .
المرحلة الأولى مرحلة رفض الحوار لم تكن جميع الأطراف التي تتصارع قابلة للحوار او المشاركة فيه ولا تزال تتمترس خلفها لم ترفع وخاضت حرباً أهلية ضمن صراع ثورة فيما سمي بصراع حرب الحصبة وأطراف خاضت مع النظام ست حروب فيما سمي بحروب صعدة وقوى سياسية كل منها استحضر الماضي لتصفية الحسابات ويحلم بالقصاص وفي الطرف الأخر الأطراف الجنوبية الثائرة التي خاضت ثورة ضد النظام من العام 2007م .
فكل طرف سياسي عبر عن رفض إلى أن تم التوصل لاقتسام مقاعد الحوار بين الطرف الاساس وهو الحراك الجنوبي الذي عبر بعض القادة السياسيين للمكونات عن الرفض للحوار فكان من الصعب عقد مؤتمر حوار وطني دون وجود فصيل ممثل عن الحراك الجنوبي فكان الرئيس هادي صبوراً وواثقاً من قدرته على لم شمل الجميع في مؤتمر الحوار فكان يؤكد لممثل الأمين العام ان الحراك الجنوبي ليس معيقاً لمؤتمر الحوار .
المرحلة الثانية هي مرحلة المقاومة للحوار مع المماحكات السياسية بين أطراف النظام السابق والحاكم عبر وسائل الإعلام هدد كل طرف منهم بعدم حضور مؤتمر الحوار والبعض تنصل ان يكون الحوار حواراً وطنياً وعلى مستوى الطرف الجنوبي بدأ الحراك الجنوبي مرحلة المقاومة لعقد مؤتمر الحوار ورفض شرعية الحوار وعبر البيض عن رفض الحوار وطالب بمفاوضات بين ممثلين عن الدولتين وعمل الحراك الجنوبي على دعوة الشارع للقيام بفعالية مليونية ترفض الحوار ومليونية القرار فزادت التحديات وتملك الجميع حالة من اليأس والإحباط وان البلاد ستدخل دورة عنف وان طبول الحرب الأهلية قرعت .
المرحلة الثالثة مرحلة الترك بدأت كافة الأطراف تترك المقاومة بعد ان شعروا بالدعم الدولي للانتقال السلمي لليمن وعلى وجه الخصوص دعم مجلس الأمن وعقدة جلسته في صنعاء فوافقت الأطراف على تسمية كتلها وعلى مستوى الحراك الجنوبي تحمل فصيل مؤتمر شعب الجنوب مسؤوليته الوطنية بتمثيل الجنوب وقضيته .
فالمرحلة الرابعة مرحلة التأقلم وهذه المرحلة بدأت مع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ان يتأقلم الجميع مع الأطراف وقبول طرحهم في الجلسة الافتتاحية تساوى فيها الجميع ضمن مواطنين تحت شعار المواطنة والمتساوية وشكلت الفرق عبر محاور المؤتمر وكل طرف تواجد ضمن مجموعات تعبر عن الوطن في محاور المؤتمر هذه المرحلة تقابل فيها الخصوم وجها لوجه وكانت لحظة تاريخية ستسجل للحكمة اليمانية .
المرحلة الخامسة مرحلة التقبل فجميع الأطراف تقبلت مطالب كل طرف منها سواء كان على مستوى اللجان المتخصصة أو اللجان المصغرة استمر المؤتمر فتره إضافية فوق ما كان مخططاً له فخرج الجميع بوثيقة وطنية اقرها الجميع ونقلت وسائل الإعلام كل جلسات المؤتمر وكان الشعب يتفاعل مع المتحاورين حتى توصلوا إلى انجاز الوثيقة .
فوضعت الوثيقة معالم الانتقال لدولة اليمن الفيدرالية وأصبح كل مواطن يطلع على وثائق المؤتمر ويعتبرها وثيقة وطنية من المبادئ والثوابت الوطنية الاتحادية اليمنية وكانت خاتمة الأمل لمشروع متكامل طبقت فيه مبادئ العدل والإنصاف على مستوى اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه فاتفق البعض على تفويض الرئيس هادي باستكمال مشروع النهضة فيما يخص شكل الدولة الذي يضمن توسع المشاركة الواسعة في السلطة بين أعضاء الدولة الاتحادية .