أنتم البلد الوحيد في العالم الذي يتخذ من المخالفات المرورية مصدر جباية على الرايحة وعلى الجاية فقلت : صدقت وبلا تعليق.
وقال : أنتم البلد الوحيد في العالم الذين ضربتم رقما قياسيا في كثرة الفاسدين الذين نهبوا المال العام وبشكل غير مسبوق(( والمشكلة تحت مظلة حماية ))... فقلت له : صدقت.
وأضاف أنتم البلد الذي لا يوجد فيه سوى طبقتين الأولى نهابة ومتنفذة ومستفيدة والأخرى غارقة في الفقر والجوع والحرمان . فقلت له : صدقت وبلا تعليق .
وأنتم البلد الذي يوجد فيه أعداد كبيرة من الجامعيين العاطلين عن العمل وشهاداتهم ورقية لا قيمة لها في حياتهم . فقلت : صدقت وبلا تعليق .
وأنتم البلد الوحيد في العالم الذي تدرس فيه وزارة التربية والتعليم تدريس اللغة الانجليزية لطلاب التعليم الاساسي مع أن طلاب الثانوية ما زالوا ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول به وينصبون المجرور وينصبون المبني للمجهول ويقولون لا نعرف إلا (النصب ) .
وبعد أن أفحمني بما ذكره من حقائق قلت له كل هذه المعلومات يعرفها الجميع و تعرفها الدولة ، كما يعرفها المواطن اليمني .
فهل فعلًاً يمننا ليس مثله بلد !!!
2 - من المسئول عن طلابنا؟!
انتشرت في الآونة الأخيرة بين طلاب التعليم الأساسي والثانوي ،تصوير وتصغير ووضع خطط وبرامج من اجل عميلة الغش فهنالك طرق عديدة وللأسف الشديد تستخدم من قبل الطلبة ، فمنها سماعة الهاتف التي توضع خفية في الأذن، ومنها إخراج ورقة الأسئلة ويبقى الطالب مكتوف الأيدي في قاعة الامتحان انتظاراً بقدوم ورقة الإجابة، ومنها البراشيم أي تصغير المادة وإخراجها في قاعة الامتحان، ومنها تبادل الإجابات والمعلومات، ومنها تقسيم أداور الغش داخل قاعة الامتحان من اجل الوقت فبعض الطلبة لو وضعناه في بيته وأعطيناه ورقة الأسئلة واستخدم طريقة البراشيم فإنه لن ينجح لأنه لا يستطيع تحديد الإجابة حيث تنتعش في هذه الأيام تجارة خاصة إنها تجارة البراشيم التي تقودها مراكز تصوير ومكتبات متخصصة بتصغير المناهج الدراسية والملخصات لأحجام صغيرة، تسهيلا على بعض الطلبة الذين يلجأون لاستخدامها في الامتحان.
ولكن أقول هل أصبح الغش بيمننا ثقافة ؟ أم أنه حق مكتسب للطالب ؟! أنا لست ضد الطالب ولا مع وزارة التربية ولكن المنطق يقول بأن الحق أولا وأخيرا على المراقب الذي يضع يده على القرآن ويقسم ومن ثم يسمح بعملية الغش بل أن البعض منهم يقوم بمساعدة الطلبة داخل القاعة وخارجها من اجل ماذا أيها المراقب؟.من أجل أن تصبح الشهادة اليمنية غير معترف فيها أم شهادة ضعيفة وركيكة.
التعليم في هذه الأيام هو احد ظواهر الفساد باليمن التي تجتاح حياتنا على نحو لافت وذلك عبر تقنين قضية الغش، وهي ممارسة تبقى مفهومة كما قلنا حين يمارسها طالب على نحو منفرد أما إرادة تحويلها إلى ظاهرة فلا يمكن أن تكون مقبولة بأي حال من الأحوال.
إن المسؤولية هنا تقع من دون شك على الحكومة فالعدالة والمساواة لا تكون فقط بالحيلولة دون تسريب الأسئلة أو العدالة في التصحيح أو طرح مناهج قوية فهذا لا يهم بل تكون أيضا عبر توفير أجواء نظيفة لتقديم الامتحان ومنع أي شكل من أشكال الغش بين الطلبة فضلا عن تحويل بعض المدارس والقاعات إلى مهرجانات للغش الجماعي.
فطلابنا أمانه في أعناقنا جميعاً فيجب علينا أن ننشئ جيلاً جيداً يحب هذا الوطن ويحافظ عليه.