كثيراً ما نسمع في الوطن العربي والإسلامي وبالأخص في وطننا اليمني أن هناك العديد من الأطباء قد نسوا أن مهنة الطبابة مهنة إنسانية يجب على من يمتهنها أن يتقاضى عليها الأجر الزهيد الذي يكفيه لسد احتياجاته الأساسية والعيش الكريم، لكن اليوم للأسف الشديد نجد أن الكم الكبير من الأطباء قد اتخذوا من مهنة الطب وسيلة للربح السريع وبلوغ أهدافهم المادية فأين الرحمة لدى ملائكة الرحمة في الأرض؟! صعدوا بسلم صنعوه من أكتاف وظهور مرضاهم بكل فئاتهم وطبقاتهم للوصول إلى هرم الغنى الفاحش والمتاجرة .
هل هذا المفهوم الحقيقي لمهنة الطب؟ أم أن فيه مبالغة!! إذا كانت فيه مبالغة فلنأخذ مثلاً هذه المقارنة بين ما يملكه الطبيب أثناء فترة دراسته بالطب وبعد تخرجه ومزاولته لمهنة الطب في العيادة الخاصة - قبل تخرجه نجده شخص عادي يستقل سيارات الأجرة والدراجات النارية كوسيلة للتنقل والوصول إلى وجهته ناهيك عن عدم امتلاكه شقة بسيطة وعدم مقدرته على توفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية وغيرها لمنزله بينما بعد تخرجه نجده قد امتلك ثروة هائلة من المباني والسيارات والأرصدة بالبنوك والإنفاق ببذخ والعيش بترف إضافة إلى السفريات لحضور بعض المؤتمرات الطبية التي تعقد في دول عربية وأجنبية والتي نجده في كثير من الأوقات يستقطبها بالمجان نظير عمله في تسويق الأودية التي تصنعها بعض شركات الأدوية وتصريفها للمرضى أثناء ترددهم عليه للتداوي بالرغم من عدم احتياجهم لها.. آه وألف آه أين ضمائر هؤلاء الأطباء؟
نداء أوجهه إليكم أيها الأطباء الكرام هل نسيتم رسالتكم الإنسانية النبيلة؟ أين أنتم من ملائكة الرحمة؟ اعلموا أنكم أطباء ومهنتكم مهنة إنسانية أكثر منها تجارية! رفقاً بمرضاكم في التخفيف من آلامهم وآهاتهم ومراعاة ظروفهم المادية الصعبة التي يعاني منها الكثير، لاتغركم الدنيا بدناءتها وجشعها وطمعها داووا مرضاكم بالتي هي أحسن وأقوم واعلموا أنكم مساءلون أمام الله وستقفون بين يديه في الآخرة فماذا أنتم فاعلون؟
أملي أن يزول هذا المفهوم عند الأطباء وان يصححوا نظرتهم التي يمارسون بها مهنتهم وأن ينظروا إليها من زوايا إنسانية أكثر من أي شيء آخر وليس من زاوية التجارة والربح السريع بدافع الطمع والجشع وحب الدنيا وليس كل الأطباء بهذه الصفات فهناك الكثير من الأطباء الذين نحبهم ونحترمهم ونكن لهم كل الاحترام والتقدير لهم بصمات وضعوها في مجال الطب وعملوا على تطوره وخدمة مرضاهم تجدهم متواضعين لا يملكون إلاَّ الشيء اليسير من متاع الحياة الدنيا الزائل .