- أعود إلى استئناف ما بدأت به وأقول إن تلك القوى السياسية وأولئك المثقفين، استمروا في التهوين من أمر القاعدة، ولما اكتشفوا الحقيقة الفاقعة عزوا وجود القاعدة إلى النظام وابرموا عقد زواج بين القاعدة والنظام في غياب الاثنين وعدم قبول أحدهما بالآخر، وقيادات القاعدة تكرر منذ وقت غير بعيد القول إن الذين يربطون بينها وبين النظام إما يحقرونها ويستهينون بقدراتها أويتجاهلون ما يجري من حرب حقيقية بين النظام وبينها ، وهي حرب بين أعداء.
وجاءت الأزمة السياسية التي مكنت القاعدة من التوسع وجلب آلاف الإرهابيين الأجانب الذين تضافروا جميعاً على دولة ضعيفة وأجهزة أمن وقوات مسلحة متصارعة، وفي هذه البيئة أحرز الإرهابيون انتصارات استولوا على أسلحة بعد
قتل الجنود .. وتفردوا بمناطق خرجت عن سيطرة دولة فقدت قدرات كثيرة وكبيرة على السيطرة وعندها فسر أصحابنا الأحداث بناء على التفكير الأخرق نفسه .. النظام ترك لهم .. النظام أخلى وتخلى.. النظام سلم لهم .. ومثل هذا المنطق لا يزال سائداً رغم أن النظام الذي يعاركونه لم يعد موجوداً اليوم.
-إنهم يتجاهلون هوية القاعدة وقدراتها من كافة الجوانب، وهم دائماً يقظون عندما يتعلق الأمر بالنظام السابق والحالي أيضاً وكلما فعل تنظيم القاعدة فعلة أعفوه من المسؤولية ورموا بها جهة النظام . الهجوم الإرهابي الكبير في ميدان السبعين أعقبته بيانات من قوى سياسية ومقالات وتحليلات لعباقرة من ذلك النوع.. تنظيم القاعدة يعلن عن مسؤوليته فيقولون لك لا .. لا .. هذا مش كلام القاعدة .. أجهزة الأمن تؤكد أن القاعدة وراء الهجوم وتسمي الانتحاري المنفذ والانتحاريين المقبوض عليهم قبل انتحارهم فيقولون لك: لا .. لا .. الأمر فيه “ إنه”.. يقولون لك : شوف القاعدة لا يمكن أن تقتل كل هذا العدد من الأبرياء ما لم تكن قد تلقت مساعدة من جهة تملك قدرات دولة.. ويتجاهلون أن إرهابياً واحداً مجهزاً من قبل التنظيم يمكن أن يقتل مئة ومائتين في حفل أو شارع عام فالمسألة لا تتعلق بذكاء بل تتعلق باستعداد الإرهابي للانتحار وأن يأخذ معه أرواح الأبرياء.