عودة الدفتيريا إنذار بالخطر يحذر من الإهمال في التطعيمات الروتينية




14 أكتوبر/ خاص :
لقاء/ أشجان المقطري:
يُعتبر الخناق الدفتيريا من الأمراض المعدية الخطيرة التي كادت أن تختفي من بلادنا بفضل برامج التحصين الصحي الشامل. ومع ذلك، أصبح هذا المرض يشكل تهديداً جسيماً نظراً لعزوف عدد غير قليل من أولياء الأمور عن تحصين أطفالهم باللقاحات الروتينية، على الرغم من توفرها في المرافق الصحية الحكومية بصورة مجانية ودائمة. وحول هذا المرض التقينا بالدكتور/ عارف محمد الحوشبي، مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني، الذي تحدث إلينا قائلاً:


- الدفتيريا مرض بكتيري حاد يهدد الجهاز التنفسي والقلب والأعصاب
- تراجع المناعة المجتمعية.. بوابة لعودة الأمراض المنقرضة
- الدفتيريا ليس مرضًا عابرًا.. والوعي المجتمعي صمام الأمان

الدفتيريا.. مرض بكتيري حاد
تنجم الإصابة بهذا المرض عن بكتيريا (Corynebacterium diphtheriae)، التي تنتج سمًّا خطيراً يهاجم الجهاز التنفسي وقد يؤثر أيضاً على القلب والأعصاب، مما يجعل الإصابة بهذا المرض من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب علاجًا سريعًا. إنه مرض بكتيري حاد يصيب غالبًا الحلق والأنف. وواصل حديثه بالقول: «تظهر أعراضه عادة من خلال التهاب شديد في الحلق، وصعوبة في التنفس مع ظهور غشاء سميك رمادي اللون على اللوزتين والحلق مصحوب بارتفاع درجة الحرارة وتورم الغدد اللمفاوية».
وأشار إلى أنه يُعتبر من الأمراض الخطيرة بسبب السموم التي تنتجها البكتيريا، والتي قد تؤدي إلى التهاب عضلة القلب أو شلل الأعصاب، وفي بعض الحالات قد تفضي إلى الوفاة إن لم يُعالج المريض بسرعة. وأضاف أن المرض ينتقل بسهولة شديدة، خاصة بين الأشخاص غير المطعّمين، وذلك من خلال الرذاذ المتطاير عند السعال أو العطاس، أو الاحتكاك المباشر مع إفرازات المصاب، أو ملامسة الأغراض الملوّثة بالبكتيريا. كما أن سهولة الانتقال تجعل من الدفتيريا مرضًا سريع التفشي إذا لم تتوفر الوقاية المجتمعية المناسبة.
اللقاحات.. خط الدفاع الأول
وحول هذا الموضوع، أشار الدكتور عارف إلى أن الوقاية باللقاحات تُعتبر خط الدفاع الأول ولا غنى عنه، إذ لا توجد وسيلة للوقاية من الدفتيريا أكثر فاعلية وأمانًا من اللقاحات. يُعد لقاح الدفتيريا (الذي يأتي عادة ضمن اللقاح الخماسي) الوسيلة الأساسية لحماية الأطفال من هذا المرض القاتل، لذا يتوجب على أولياء الأمور الالتزام بجدول التطعيمات الروتينية للأطفال دون تأخير، مع الحفاظ على النظافة الشخصية وتجنب الاحتكاك بالمصابين، ومراجعة الطبيب عند وجود أعراض مشابهة لضمان التشخيص المبكر والتدخل السريع.
عزوف أولياء الأمور
يواصل د. الحوشبي حديثه معنا قائلًا: “بالرغم من أن الإصابة بالدفتيريا أصبحت نادرة في العديد من الدول، إلا أن هناك حالات ظهرت مجددًا في بلادنا بسبب تراجع معدلات التطعيم نتيجة لعزوف بعض الآباء والأمهات عن إعطاء أطفالهم اللقاحات الروتينية، وهذا يبرز الحاجة الملحة لتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية اللقاحات.
وأكد أن كل تراجع في المناعة الجماعية يفتح الباب أمام عودة أمراض خطيرة قد تمت السيطرة عليها سابقًا، وفي مقدمتها الدفتيريا. كما أن التوعية المستمرة تساعد على حماية الفئات الأكثر عرضة للإصابة ومنع تفشي المرض في المدارس والمجتمعات مع الحفاظ على صحة عامة قوية تحول دون انتشار أمراض الطفولة المميتة.
الدفتيريا ليس مرضًا عابرًا
وفي الختام، يشير د. عارف إلى أن الدفتيريا ليست مجرد مرض عابر؛ بل حالة يمكن أن تهدد الحياة ما لم يتم التعامل معها بالوقاية اللازمة، وهي متاحة وسهلة عبر التحصين باللقاحات. إن نشر الوعي المجتمعي حول أهمية التطعيم هو السبيل الوحيد لضمان القضاء على هذا المرض وحماية الأجيال الحالية والقادمة من خطر يمكن تفاديه بالكامل. أيضًا، لا ننسى أنه بتكاتف وتعاون المجتمع والمؤسسات الصحية يمكن للدفتيريا أن تبقى في صفحات التاريخ بدلًا من أن تعود إلى واقعنا الصحي.
ختــامــا..
يظل الالتزام بالتطعيمات هو السبيل الأهم للوقاية من الدفتيريا وحماية الأطفال من مخاطره. فبزيادة الوعي الصحي وتعاون المجتمع يمكننا منع عودة هذا المرض والحفاظ على صحة الجميع.
