

عمّان/ 14أكتوبر / خاص:
في وقت يشهد تضييقاً متسارعاً على الفضاء المدني وتصاعداً للهجمات ضد حقوق النساء في مختلف أنحاء المنطقة، تنظم منظمة مبادرة مسار السلام (PTI) مؤتمرها النسوي الرفيع المستوى الخامس الذي يمتد لثلاثة أيام في العاصمة الأردنية عمّان، ويهدف إلى تعزيز الفضاء المدني وتقوية الاستراتيجيات الجمعية من أجل السلام والعدالة.
يحمل اللقاء عنوان «بناء مجتمعات مرنة من أجل سلام شامل وتنمية مستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، ويجمع مدافعات ومدافعين عن حقوق الإنسان، وبناة سلام، وقيادات نسوية من اليمن ومن مختلف بلدان المنطقة للتفكير المشترك، وتبادل الخبرات، وصياغة رؤى جماعية نحو سلام شامل ومستدام.
يأتي هذا المؤتمر استكمالًا لعمل منظمة مبادرة مسار السلام في عقد لقاءات نسوية على مدى السنوات الماضية، ويسعى إلى تعزيز الروابط بين الحركات النسوية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ويتم ذلك من خلال بناء التضامن، وتبادل المعرفة، وتنسيق الجهود لمواجهة الأزمات المتداخلة، مثل: الصراع، والنزوح، والقمع السياسي، والهشاشة الاقتصادية. كما يهدف إلى إرساء مسارات نسوية للسلام والتعافي والعدالة ترتكز على القيادة المحلية والمرونة المجتمعية.
في تعليقها، قالت نسمة م. علي، المؤسسة الشريكة لمنظمة مبادرة مسار السلام: «يعقد هذا اللقاء في وقت يتقلص فيه الفضاء المدني كل ثانية، وتُقوَّض فيه حقوق الإنسان، ويُعاد تعريف مفهوم الاستدامة عبر نماذج اقتصادية استغلالية. نحن نخلق هذا الفضاء لنتصل، ونتضامن، ونخطط معاً».
سيناقش المشاركون على مدى أربعة أيام ثلاثة محاور مترابطة:
- الفضاءات المدنية والسلام النسوي: بحث كيفية استمرار النساء في التنظيم والمقاومة في ظل تصاعد السلطوية وتقييد الحريات؛
- المنظور النسوي للتنمية المستدامة: إعادة تصور العدالة والاستدامة من خلال عدسة نسوية؛
- الحماية والحركات النسوية: إبراز الرعاية والتضامن والصمود الجماعي كأسس للتنظيم النسوي.
من خلال الحوار وسرد القصص والتخطيط المشترك، يسعى اللقاء إلى إعادة ترسيخ التحليل والقيادة النسوية في صميم أجندات السلام والتنمية في المنطقة العربية الأوسع، وبناء روابط عابرة للحركات تستمر وتتطور بعد انتهاء اللقاء.
وبالربط بين الخبرات المحلية والشبكات الإقليمية والدولية، يؤكد هذا المؤتمر على رسالة مشتركة: «لا سلام بلا فضاء مدني - والنسويات يحمين الخط الأمامي».

