
موسكو / 14 أكتوبر / متابعات:
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين، اليوم الأربعاء، بتقديم مقترحات بشأن إمكانية إجراء تجارب نووية ردا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن واشنطن ستجري تجارب.
وقال بوتين خلال جلسة لمجلس الأمن الروسي: "أوجه وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الروسية وأجهزة الاستخبارات والهيئات المدنية ذات الصلة ببذل كل ما في وسعها لجمع معلومات إضافية حول هذه المسألة، وبحثها وتحليلها في مجلس الأمن، وتقديم مقترحات مشتركة بشأن إمكانية بدء العمل في التحضير لتجارب الأسلحة النووية"، مضيفاً "لنبدأ من هذا. وأنتظر تقاريركم".
كما أعلن الرئيس الروسي أن موسكو حذرت من أنها ستضطر لاتخاذ إجراءات للرد حال أجرت دول أخرى تجارب نووية. وقال: "قلت في رسالتي للجمعية الفيدرالية في عام 2023 إنه إذا أجرت الولايات المتحدة أو الدول الأخرى الأطراف في المعاهدة ذات الصلة، مثل هذه التجارب، فسيتعين على روسيا أيضًا اتخاذ تدابير مناسبة للرد".
وشدد بوتين على أن روسيا لطالما التزمت التزاماً صارماً بتعهداتها بموجب معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وستواصل ذلك حتى تُجري أية دولة من الدول مثل هذه التجارب.
من جهته، أكد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف أنه يتوجب على روسيا "الحفاظ على القدرات النووية والتصرف بشكل مناسب" رداً على الخطط الأميركية المحتملة لإجراء تجارب نووية.
وقال بيلاوسوف إنه من المستحسن الشروع فوراً في التحضير لإجراء تجارب نووية واسعة النطاق، مضيفاً أن "جاهزية القوات والوسائل في موقع التجارب المركزي في أرخبيل نوفايا زيمليا تسمح بإجرائها في غضون فترة زمنية قصيرة".
وأكد في تقرير قدمه إلى بوتين خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي: "هذه مجموعة موحدة من الإجراءات، تشمل خططاً أميركية محتملة لإجراء تجارب نووية، مما يزيد بشكل كبير من مستوى الخطر العسكري على روسيا. ويترتب على ذلك أنه يجب علينا الحفاظ على قدراتنا النووية على أهبة الاستعداد لإلحاق أضرار غير
مقبولة بالعدو في أي ظرف من الظروف، والتصرف بشكل مناسب رداً على إجراءات واشنطن لضمان أمن بلادنا".
في سياق آخر، رأى وزير الدفاع الروسي أن واشنطن انسحبت تدريجياً من معاهدات الاستقرار الاستراتيجي القائمة منذ زمن طويل. وأعلن أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير صاروخ جديد عابر للقارات برأس نووي ومدى يبلغ 13 ألف كيلومتر. وأضاف أن واشنطن تعمل على تحديث الترسانة الهجومية الاستراتيجية بوتيرة عالية.
من جهة أخرى، قال بيلاوسوف إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ برنامج "القبة الذهبية"، الهادف إلى اعتراض وتدمير الصواريخ الروسية والصينية قبل إطلاقها، كما أنها تجري تدريبات منتظمة للقوات الاستراتيجية الهجومية، مشيرا إلى أن آخر تلك التدريبات كان على توجيه ضربات صاروخية نووية استباقية على الأراضي الروسية.
كما أعلن وزير الدفاع الروسي أن الولايات المتحدة بصدد استئناف تشغيل 56 منصة إطلاق على متن 14 غواصة نووية، كما تعمل على تطوير الغواصة الاستراتيجية الواعدة "كولومبيا".
من جانبه، صرح رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، أن تحليل تصريحات مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى يشير إلى نية واشنطن التحضير لتجارب نووية وإجرائها. كما أشار إلى أن التحضير للتجارب النووية يستغرق من عدة أشهر إلى عدة سنوات.
وأضاف غيراسيموف في هذا الصدد: "لم يُقدّم الجانب الأميركي تفسيراً رسمياً لتصريح الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب بشأن استئناف التجارب النووية.. قد يستمر الجانب الأميركي في التهرب من التفسيرات الرسمية، لكن هذا لا يُغيّر شيئاً، لأنه إذا لم نتخذ الإجراءات المناسبة الآن، فسنُضيّع الوقت والفرص للرد بفعالية على الإجراءات الأميركية، لأن التحضير للتجارب النووية، حسب نوعها، يستغرق من عدة أشهر إلى عدة سنوات".
