
كابول/ 14 أكتوبر / متابعات:
شهدت أفغانستان يوما ثانيا بدون خدمة اتصالات وإنترنت، اليوم الثلاثاء، بعدما قطعت سلطات طالبان شبكة الألياف البصرية.
وبدأت سلطات طالبان قطع الاتصالات والإنترنت عن بعض الولايات في وقت سابق من هذا الشهر لمنع "الرذيلة".
وليل الإثنين الثلاثاء، ضعفت إشارة الهاتف المحمول وخدمة الإنترنت تدريجا حتى أصبحت نسبة "الاتصال الوطني الإجمالي أقل من 1 بالمئة (من المستويات الطبيعية)، مما يجعل الأمر انقطاعا شاملا" وفق ما أفادت منظمة "نتبلوكس" لرصد الإنترنت والأمن السيبراني.
وهذه المرة الأولى التي تقطع فيها الاتصالات منذ عودة طالبان إلى الحكم في 2021 وفرضها قوانين مشددة.
وقال نجيب الله (42 عاما) وهو صاحب متجر في كابول: "نحن مثل المصابين بالعمى من دون هواتف وإنترنت".
وأضاف: "أعمالنا تعتمد على الهاتف. يتم توصيل الطلبات عبر الهاتف. الأمر أشبه بعطلة، الجميع في منازلهم. السوق في حالة شلل".
وقبل دقائق من قطع خدمة الإنترنت والاتصالات، أفاد مصدر حكومي وكالة فرانس برس أن الانقطاع سيستمر "حتى إشعار آخر".
وأضاف طالبا عدم كشف هويته أن الخدمة "سيتم قطعها، سيحدث ذلك تدريجا الليلة، هناك ما بين ثمانية إلى تسعة آلاف عمود اتصالات سيتم قطع خدمتها".
وأكد: "ليست هناك أي وسيلة أو نظام آخر للاتصال.. سيتأثر القطاع المصرفي والجمارك وكل شيء في أنحاء البلاد".
وقالت "نتبلوكس" إن "قطعا شاملا لخدمة الاتصالات بدأ على مستوى البلاد"، مشيرة إلى أن الواقعة "تتوافق مع فصل متعمّد للخدمة".
وقال أفغاني يبلغ 40 عاما ويعيش في سلطنة عمان لوكالة فرانس برس عبر رسالة نصية طالبا عدم كشف هويته: "بسبب قطع خدمات الاتصالات والانترنت، انقطعت تماما عن عائلتي في كابول".
وأضاف: "لا أعرف ماذا يحدث، أنا قلق حقا".
وذكرت تقارير أن زعيم طالبان تجاهل تحذيرات بعض المسؤولين في وقت سابق من هذا الشهر بشأن التداعيات الاقتصادية لقطع الإنترنت وأمر السلطات بالمضي قدما في حظر على مستوى البلاد.
وقالت مصادر لوكالة فرانس برس اليوم الثلاثاء إن شبكات الهاتف المحمول متوقفة بمعظمها.
في غضون ذلك، قال مصدر في الأمم المتحدة إن "العمليات تأثرت بشدة، وقد عادت إلى الاتصالات اللاسلكية ووصلات الأقمار الاصطناعية المحدودة".
وغالبا ما يتم تمرير خدمات الهاتف عبر الإنترنت، باستخدام خطوط الألياف نفسها، خصوصا في البلدان التي تفتقر إلى بنية تحتية قوية للاتصالات.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت اتصالات الإنترنت بطيئة جدا أو متقطعة.
وفي 16 سبتمبر أعلن الناطق باسم ولاية بلخ (شمال) عطا الله زيد حظر الانترنت عبر الألياف الضوئية بالكامل و"فصل الشبكة" بأمر من القائد الأعلى لطالبان هبة الله أخوندزاده.
وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: "اتُخذ هذا الإجراء لمكافحة الرذيلة، وسيتم توفير خيارات بديلة في كل أنحاء البلاد لتلبية حاجات الاتصال".
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس آنذاك بفرض القيود نفسها في ولايتي بدخشان وتخار الشماليتين، وكذلك في قندهار وهلمند وننغرهار وأوروزغان في الجنوب.