
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا سلطت فيه الضوء على ما يحدث في غزة على صعيد البيئة، إذ وصف كاتب المقال جورج مونبيوت ما يحدث في هذا الشأن بأنه “إبادة بيئية”.
وقال مونبيوت إن هدف الحكومة الإسرائيلية في غزة خلق “شعب بلا أرض وأرض بلا شعب”، عبر وسيلتين أساسيتين: القتل الجماعي والتهجير القسري للفلسطينيين، وتحويل الأرض إلى بيئة غير قابلة للعيش “إلى جانب جريمة الإبادة الجماعية، تتكشف جريمة أخرى مروعة هي الإبادة البيئية”، بحسب وصف الكاتب.
وذكر أنه “قبل هجوم 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، كانت غزة تزرع نحو 40 في المئة من أراضيها، وكادت أن تحقق الاكتفاء الذاتي من الخضروات والدواجن، وتلبي جزءاً كبيراً من احتياجات السكان من الزيتون والفواكه والحليب”.
وأضاف: “لكن تقريراً للأمم المتحدة الشهر الماضي أفاد بأن 1.5 في المئة فقط من الأراضي الزراعية لا تزال متاحة وسليمة، أي ما يعادل نحو 200 هكتار فقط لإطعام أكثر من مليوني شخص”.
ويعود ذلك جزئياً إلى التدمير الممنهج للأراضي الزراعية على يد الجيش الإسرائيلي، حيث تُقتلع البساتين، وتُحرث المحاصيل، وتُسحق التربة، وتُرش الحقول بالمواد الكيميائية، بحسب الكاتب.
وتبرر القوات الإسرائيلية هذه العمليات بالقول إن “حماس غالباً ما تعمل من داخل البساتين والحقول”.
واستشهد الكاتب بما ذكره الباحث الحقوقي حمزة حموشنة إن إسرائيل، بدلاً من “جعل الصحراء تزهر”، تحول الأراضي الخصبة إلى صحراء.
وأشار المقال إلى أن الهجوم أدى أيضاً إلى انهيار منظومة معالجة مياه الصرف الصحي، ما تسبب في غمر الأراضي بالمياه الملوثة، وتسربها إلى المياه الجوفية والساحلية.
واستشهد الكاتب ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي أشار إلى أن كل متر مربع في غزة يحتوي على نحو 107 كغم من الركام الناتج عن القصف، والذي يختلط بالأسبستوس، والذخائر غير المنفجرة، وبقايا بشرية، ومواد سامة.
كما استشهد بتصريحات عالم البيئة الفلسطيني مازن قمصية الذي قال: “التدهور البيئي ليس عرضياً – إنه متعمد، وممتد، ويهدف إلى كسر الصمود البيئي للشعب الفلسطيني”.
ويشير المقال إلى أن القوات المسلحة حول العالم تُنتج نحو 5.5 في المئة من الانبعاثات العالمية، لكنها معفاة من الإبلاغ الإجباري، ومعفاة أيضاً من المحاسبة على تدمير الغابات وغير ذلك من أضرار للبيئة بموجب اتفاق باريس للمناخ.
ويختم المقال بالإشارة إلى أن “محو الأنظمة البيئية ووسائل العيش يبدو أنه هدف استراتيجي للحكومة الإسرائيلية”، وأن ما يحدث في غزة يُوصف بأنه “هولوسايد” – أي تدمير شامل لكل مظاهر الحياة.