من أول ما تبدأ تفكر بالأمر، يستلقفك الدلالون بعبارتهم المشهورة هذه الأيام البيوت غالي، يحسسوك وكأنك مغترب، (مريش) جاي من موزمبيق ..!!؟
أصلا الدولار طلع والريال السعودي طار ..!!؟
الدلال نفسه حالته تصعب على الكافر، رغم المبالغ التي يحصل عليها جراء مغالاته في الأسعار ..
الدلال نفسه يشكي ويبكي وسيظل يشكي ويبكي لأن ما يحصل عليه عن طريق المغالاة وقهر الآخرين، لن يكون بالأمر الهين ..
كلنا نشكي ونبكي وسنظل كذلك لأننا نمارس نفس الجشع والمغالاة فيما بيننا البين، إلا من رحم ربي، وهم قلة ..
ففي ظل هذه الحرب اللعينة، كلنا أمراء حرب، المواطن البسيط، حينما تسمح له الفرصة بالبطش، يبطش، ولا يرمش له جفن، فيتحول لأمير حرب ، التاجر تحول مع الأيام لأمير حرب، المسؤول خلق أمير حرب، صاحب البيت أمير حرب، الدلال أمير حرب، البطاط أمير حرب، الطماط أمير حرب، حتى البسباس أمير حرب، السمك، الدجاج، الكباش، أمراء حرب، كلنا أمراء حرب، نشكي ونمارس كل ما نشكو منه ..!!؟
يعني دخلك كذا، راتبك كذا، وتلاقي الدلال يطلب ضعف دخلك، ضعف راتبك، وصاحب البيت لا يعنيه أن تنفلق حتى، ستدفع لشهر، شهرين، اوكيه، بعدها مش مهم أن تتحول لسارق، لا أحد يعنيه الأمر، مجتمع يفسد بعض، وينشد الصلاح، يااااااالله..!!؟
قالوا : قليل دائم ولا كثير منقطع .
و قالوا ايضا : إن أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع .
كيف لهذا المجتمع أن يتعلم التكافل، ويحمي بعضه البعض، من شر الانزلاقات المرعبة، كيف لهذا المجتمع أن يكافح الفساد، وهو غارق في الفساد لقبّة رأسه، كيف، وكيف، أسئلة كثيرة، يطرحها الناس، وكل واحد يجاوب عليها بطريقته الملتوية، ويستغرب حين لا تأتي أكلها..!!؟
نحن باقون في هذه الدائرة الجهنمية من الفساد والافساد، إلى ما شاء الله، حينها يقول الله كلمته ..
ليست حكاية لكنها واقع مر.