
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
كشفت مصادر محلية بولاية كسلا شرق السودان عن تحليق مسيرات في محيط مطار المدينة.
وأفادت المصادر بأن أنظمة الدفاع الجوي والمضادات نجحت في التعامل مع المسيرات من دون وقوع أي خسائر.
وكانت قوات الدعم السريع قد استهدفت مطار مدينة كسلا قبل يومين ما قاد لتوقف حركة الملاحة الجوية وإلغاء الرحلات منه وإليه.
ومن جهة أخرى جددت قوات الدعم السريع عمليات القصف المدفعي على مخيم أبو شوك للنازحين بولاية شمال دارفور ما تسبب في مقتل 5 أشخاص وحوالي 30 إصابة في مدينة الفاشر .
وقصف قوات الدعم ليل أمس مدينة الفاشر كما شنت هجوماً على المحور الجنوبي تصدت له قوات الجيش والقوات المشتركة ودمرت عددا من المركبات والعتاد الحربي للدعم السريع وفق بيان للفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني.
ويشهد عدد من جبهات القتال معارك مستعرة في ظل دخول المسيرات كعامل جديد في الحرب والاستخدام المكثف لها من جانب قوات الدعم السريع التي بدأت مؤخراً في استهداف المنشآت والمرافق العامة في مدينة بورتسودان في شرق البلاد بعد عمليات استهداف سابقة لمحطات الكهرباء والسدود في شمال السودان.
ووفقاً لما أفادت به الأنباء أسفر الاستهداف عن وقوع انفجار ضخم بمحيط المطار في بورتسودان، وأظهرت مشاهد تصاعد ألسنة اللهب وأعمدة الدخان الكثيف. وأفادت مصادر ميدانية بأنّ طائرةً مسيرة استهدفت مستودعاً للوقود بالمطار.
ومن جانبها أعلنت الشركة الوطنية للكهرباء أن طائرات مُسيّرة ضربت محطة الكهرباء الرئيسية في بورتسودان اليوم الثلاثاء، ما تسبب في انقطاع كامل للتيار الكهربائي في المدينة الواقعة بشرق السودان والتي باتت المقر المؤقت للحكومة الموالية للجيش.
وأفادت شركة كهرباء السودان في بيان أن فرقها انتشرت في موقع محطة بورتسودان التحويلية لتقييم الأضرار.
كما أشارت مصادر إلى إلغاء عدد من الرحلات الجوية كانت مجدولة للإقلاع عقب الاستهداف مباشرة ما أثار حالة من الذعر بين المسافرين والموظفين.
كما أفادت الأنباء بأن مسيرة استهدفت فندق مارينا وسط بورتسودان بالقرب من القصر الرئاسي المؤقت، ما أسفر عنه دمار واسع داخل المبنى دون وقوع أي خسائر بشرية.
وأشار مصدر في الجيش أيضاً، لوكالة "فرانس برس"، بأن مسيرة استهدفت القاعدة الرئيسية للجيش في وسط بورتسودان.
وتمثل الهجمات تصعيدا حادا في القتال، إذ أصبحت المدينة المطلة على البحر الأحمر مركزا إنسانيا ودبلوماسيا ومقرا للحكومة المتحالفة مع الجيش، وظلت بمنأى عن الهجمات البرية والجوية حتى هذا الأسبوع.
يذكر أن أهميةَ بورتسودان تعود إلى أنها المقر الحالي للحكومة السودانية. فيما يعد مطار بورتسودان من أحد أهم المطارات وأكبرها بعد مطار الخرطوم الدولي بمدرج يبلغ حوالي 2460 مترًا، ويبلغ عرضه 45 مترًا.
كما أنه من أكثر المطارات السودانية حيوية من حيث الحركة الجوية والوجهات الدولية.
وقد اكتسب مطار بورتسودان أهمية إضافية خاصة بعد خروج مطار الخرطوم عن الخدمة إذ استقبل عشرات الطائرات لإجلاء رعايا الدول الأجنبية مع بداية الحرب، وبالتالي تحوّل إلى مرفق حيوي للجيش الحكومي والحكومة.
هذه التطورات الميدانية المتلاحقة في بورتسودان، سبقها تعليق من قبل نائب الممثّل الرسمي للأمين العام للأمم المتّحدة فرحان حقّ، الذي قال إنّ الأمين العام أنطونيو غوتيريش "قلق" إزاء التقارير الأخيرة، التي تتحدّث عن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت عسكرية ومدنية بالقرب من مطار بورتسودان، والتي يشتبه بأنّ قوّات الدعم السريع نفّذتها.
واعتبر غوتيريش أنّ هذا الهجوم "تطوّر مقلق يهدّد المدنيين والعمليّات الإنسانية في المنطقة".
وتعرضت قاعدة عسكرية بالقرب من المطار، وهو المطار الدولي الوحيد الذي يعمل في السودان، لقصف بطائرات مسيرة يوم الأحد، تلا ذلك استهداف مستودعات وقود في المدينة أمس الاثنين.
وفي الحالتين، اتهمت مصادر عسكرية قوات الدعم السريع، التي يخوض معها الجيش حربا مدمرة منذ عامين، بالمسؤولية. وجاءت الهجمات بعدما قال مصدر عسكري إن الجيش دمر طائرة ومستودعات أسلحة في مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
ويشهد السودان حربا منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي اندلعت بسبب خلاف بينهما قبل الانتقال إلى الحكم المدني. وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أدى إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص ودفع نصف السكان إلى براثن الجوع الحاد.
وبعد عامين من نشوب الحرب، نجح الجيش في طرد قوات الدعم السريع من معظم أنحاء وسط السودان، وحولت هذه القوات أسلوبها من التوغلات البرية إلى شن هجمات بطائرات مسيرة تستهدف محطات الطاقة وغيرها من المرافق في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش.
ويواصل الجيش شن غارات جوية في إقليم دارفور، معقل قوات الدعم السريع. كما يخوض الجانبان معارك برية للسيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي أماكن أخرى.