وقفت حائرا أفكر في كيفية تكريم رجل المرور من قبل المجتمع بمؤسساته الرسمية ومنظماته المدنية والاهلية وأفراده، أو على الأقل منحه ما يستحق بجدارة، فكلمات وعبارات وشهادات الشكر والتقدير، لا تفي بالغرض، ومنحه النياشين والميداليات والاوسمة، هي الأخرى لا تكفي، فالرجل حقا كبير بحجم دوره ومهمته ووظيفته الجليلة في حماية والحفاظ على الأرواح والدماء والممتلكات وتحقيق السلامة المرورية، يحمل على عاتقه المسؤولية الاجتماعية والواجب الوطني والرسالة الإنسانية في حفظ الأمن والأمان والسلامة والسلام على الطرقات.
إن رجال المرور بطبيعة حياتهم المهنية وواجبهم الوطني ومسؤوليتهم الاجتماعية ورسالتهم الإنسانية، يتكبدون ألوانا شتى من منغصات الحياة والظروف البيئية الطبيعية من رياح وأمطار وبرد وحر، والبيئة الاجتماعية الازعاج والمضايقات والازدحام والغوغاء والضجيج، ويصطدمون بطبائع الشخصيات المختلفة و العوارض المرضية العصابية والنفسية والاجتماعية عند تعاملهم مع مشاكل الحياة المرورية، كما يتعرضون لصدمات نفسية وانسانية أثناء التعامل مع الحوادث المرورية وكوارثها البشرية، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية الشخصية وانعكاساتها على الوضع المعيشي والحاجات الإنسانية ومتطلبات الحياة الأسرية، بالاضافة إلى انعكاسات الأوضاع الاقتصادية العامة المضطربة نتيجة عواصف وزلازل وبراكين الحروب المتكررة والمستمرة والتي لا تكاد تغادر هذا الوطن ولا تفارقه عبر المراحل التاريخية المختلفة واستنزافها القدرات والثروات والفتك بحياة المجتمع.
إن رجال شرطة السير كغيرهم من رجال الشرطة والأمن والجيش يتعرضون للكثير من الأحداث والجرائم ويشاركون في غمار الحروب ويخوضون معارك الدفاع في إطار طبيعة عملهم ويرتقي الكثير منهم شهداء وجرحى ومصابين ومعتقلين واسرى، وينالون ويلات التعصب واعمال الارهاب والتخريب والفوضى، إنهم يخوضون غمار معارك شتى وهم يؤدون واجبهم الوطني ومسؤوليتهم الاجتماعية ورسالتهم الانسانية في ربوع الوطن وطول وعرض البلاد بكل فخر واعتزاز واصرار، يجودون بأغلى وأثمن ما يملكون من الأرواح الطاهرة والدماء الزكية رخيصة في سبيل تلك الغايات النبيلة والرسالة السامية، ويبذلون جل حياتهم وعمرهم و جهودهم وإمكانياتهم متفانين ومستبسلين، حاملين أروع القيم الإنسانية والسمات البشرية وأعلاها ممثلة بالتضحية بالنفس والمال والدماء ورغد الحياة و بكل ما يملكون بكل حب وشجاعة واقتدار، مواجهين وقاهرين لمختلف صنوف الظروف والعوائق والتحديات بصمت وصبر وحنكة وحكمة، غير آبهين ولا خاضعين لملذات الحياة ومكاسب الدنيا وعوامل الفناء، رافعين شعار الولاء والعطاء للعقيدة والوطن والثورة والشعب، محققين الأمن والاستقرار والسلام.
إن رجال شرطة السير يتعرضون لاصناف وويلات وآلام الحياة، إنهم يستحقون الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، والاحتفاء والتكريم المناسب والعادل المحفز والمعزز لحسن الاداء بنزاهة وشفافية وعزم وحزم، يستحقون السعادة والاعتراف بجهودهم، بتضحياتهم، بمكانتهم وأهميتهم ليستمر البذل والعطاء بشجاعة وافتخار.
يستحقون مشاركتهم أفراحهم وبرامج فعاليات احتفائهم وجهودهم الميدانية والإدارية والرقابية والضبطية و التوعوية بالدعم والاسناد والتكريم خلال الاسبوع العربي للتوعية المرورية.
إنهم يستحقون تخليد واجلال تضحياتهم وجهودهم وصمودهم.. بالالتزام بقواعد وقوانين المرور، وتعزيز الوعي والثقافة المرورية، بالاقلاع عن المخالفات المرورية، والحد من الحوادث والكوارث المأساوية، بالالتزام بإشارات وعلامات وارشادات وتعليمات المرور.. التقيد بالمعايير والمواصفات والمقاييس في مشاريع الطرقات ووسائل المواصلات.
ان تكريم رجال شرطة السير يتجسد بإيقاف ازهاق الارواح ونزيف الدم على الطرقات وحقنها، وحفظ الممتلكات الخاصة والعامة من ويلات الحوادث.
إن تجسيد القانون والقواعد والقيم الاخلاقية وشروط السلامة المرورية والاستخدام الامثل للطرقات ، أعظم صور التقدير والتكريم لرجال شرطة المرور.. ويشارك في هذا التكريم كافة المؤسسات والاجهزة الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وشرائح وافراد الشعب.