كييف / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :

أعلن وزير الدفاع الأوكراني، اليوم الأحد، عن بدء المحادثات الأوكرانية الأميركية بالرياض لبحث وقف جزئي لإطلاق النار في الحرب مع روسيا.

وقال رستم عمروف الذي يرأس الوفد الأوكراني على فيسبوك "بدأنا الاجتماع مع الفريق الأميركي في الرياض"، مضيفا "يتضمن جدول الأعمال مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية".

وقال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأحد إنه يتوقع أن تحقق أوكرانيا وروسيا تقدما بشأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود خلال المحادثات المقررة في السعودية.

وصرّح ستيف ويتكوف لقناة فوكس نيوز "أعتقد أنكم سترون في السعودية الاثنين تقدماً حقيقياً، لا سيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل"، مضيفاً أنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد السلام.

لكن الكرملين قلّل اليوم الأحد من توقعات التوصل إلى حل سريع للنزاع في أوكرانيا، قائلا إن المفاوضات ما زالت في بداياتها وحذّر من أنها ستكون "صعبة".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي "هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل. لسنا سوى في بداية هذا المسار".

ولفت إلى أن هناك العديد من "المسائل" و"الخلافات الدقيقة" حول طريقة تنفيذ وقف إطلاق النار المحتمل.

وكان مصدر في الوفد الأوكراني كشف أن المباحثات بين بلده والأميركيين بشأن هدنة محتملة في الحرب مع روسيا ستعقد مساء اليوم الأحد في مدينة الرياض، وقال المصدر لوسائل إعلام من بينها وكالة فرانس برس إن "اللقاء مع الأميركيين مرتقب مساء" في العاصمة السعودية.

وقالت وكالة بلومبيرغ نيوز اليوم الأحد نقلاً عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال أسابيع وتستهدف إبرام مثل تلك الهدنة بحلول 20 أبريل المقبل.

ونقلت وكالة عن الكرملين تأكيده أن الاتصال الذي جرى بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين كان خطوة نحو لقاء مباشر والمحادثات في السعودية ستكون كذلك.

وقتل ثلاثة أشخاص وجرح 10 في الأقل ليل السبت / الأحد بضربات مسيرات روسية استهدفت كييف، بحسب ما أعلنت سلطات العاصمة الأوكرانية.

وقالت الإدارة العسكرية في كييف على "تيليغرام"، "بحسب المعلومات المتاحة، قتل ثلاثة أشخاص، من بينهم طفل في الخامسة، وجرح 10 آخرون".

وبحسب هيئة الطوارئ الأوكرانية فإن الهجوم الروسي تسبب في اندلاع حرائق في مبان سكنية وأجبر عشرات الأشخاص على إخلاء منازلهم.

وذكرت هيئة الطوارئ على تطبيق "تيليغرام" أن امرأة لقيت حتفها بعدما تسبب حطام طائرة مسيرة مدمرة في اندلاع حريق بمبنى سكني شاهق في منطقة دنيبروفسكي بالعاصمة. وجرى إجلاء ما لا يقل عن 27 شخصاً من المبنى. وأضافت الهيئة أن شخصاً آخر لقي حتفه في الهجوم الذي وقع الليلة الماضية على منطقة هولوسيفسكي في كييف.

في المقابل قال يوري سليوسار القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف الروسية، اليوم الأحد، إن هجوماً بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل شخص داخل سيارة في المنطقة الواقعة بجنوب البلاد.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 59 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل. وأضافت الوزارة في منشور على "تيليغرام" أنه تم تدمير 29 طائرة فوق منطقة روستوف الجنوبية و20 فوق منطقة أستراخان والبقية فوق مناطق فورونيغ وفولغوغراد وكورسك وساراتوف بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم.

تأمل موسكو في تحقيق "بعض التقدم" في المحادثات التي تعقد في السعودية، غداً الإثنين، وفق ما أفاد المفاوض الروسي غريغوري كاراسين لتلفزيون رسمي، قبل محادثات منفصلة يجريها مسؤولون أميركيون مع موسكو وكييف في شأن وقف محتمل لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام.

ورفضت موسكو اقتراحاً أميركياً أوكرانياً بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، وعرضت بدلاً من ذلك وقف الضربات الجوية على منشآت الطاقة.

وسيلتقي المفاوضون الأميركيون بشكل منفصل مع الوفدين الروسي والأوكراني في السعودية، في ما اعتبره الموفد الأميركي كيث كيلوغ "دبلوماسية مكوكية" بين غرف الفندق.

ورغم الحراك الدبلوماسي والضغط من جانب دونالد ترمب يبدو من الصعوبة تحقيق اختراق.

وقال كاراسين لقناة "زفيزدا" التابعة لوزارة الدفاع الروسية، "نأمل في تحقيق بعض التقدم". وأضاف أنه وزميله المفاوض مستشار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي سيرغي بيسيدا، يتعاملان مع الأمر بروح "بناءة وإيجابية".

وذكر مسؤول أوكراني، أول من الجمعة، أن كييف تأمل في أن تفضي المحادثات "في الأقل" إلى وقف للضربات على منشآت الطاقة والبنى التحتية والمرافق في البحر الأسود من كلا الطرفين.

وأشار كاراسين إلى أن الوفد الروسي سيتوجه إلى السعودية اليوم الأحد على أن يعود الثلاثاء المقبل.

وكان اختيار روسيا للمفاوضين قد أثار تساؤلات، مع تعيين شخصين من خارج مؤسسات صنع القرار الدبلوماسي التقليدية مثل الكرملين أو وزارتي الخارجية والدفاع.

فكاراسين هو دبلوماسي سابق وسيناتور حالي في مجلس الشيوخ الروسي، في حين أن بيسيدا هو من كوادر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، إنه التقى كبار القادة العسكريين في شمال شرقي البلاد لمناقشة الوضع على خطوط المواجهة في حرب أوكرانيا مع روسيا، والتحضير لاجتماع من المقرر أن يعقد، اليوم الأحد في السعودية، مع مسؤولين أميركيين.

وظهر زيلينسكي على منصة "إكس" مع القادة في خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا، وهي هدف متكرر للهجمات الروسية.

وقال إنه بحث الوضع على الجبهة في شرق أوكرانيا، وكذلك في منطقة كورسك في غرب روسيا حيث لا تزال القوات الأوكرانية موجودة بعد سبعة أشهر من التوغل عبر الحدود.

وكتب الرئيس الأوكراني على "إكس"، "أجرينا تحضيراً لاجتماع بين الوفدين الأوكراني والأميركي سيعقد في السعودية".

ذكر مصدر في واشنطن مطلع على خطط الاجتماعات في السعودية مع مسؤولين أوكرانيين وروس أن آندرو بيك من مجلس الأمن القومي ومايكل أنطون من وزارة الخارجية سيقودان الوفد الأميركي.

ومن المقرر أن يلتقي الفريقُ المسؤولين الأوكرانيين، مساء اليوم الأحد، ونظراءهم الروس في اليوم التالي.

وقال زيلينسكي، الخميس الماضي، إن المسؤولين الأوكرانيين سيشاركون في المحادثات التي تنخرط فيها الولايات المتحدة وروسيا، لكنهم لن يكونوا في نفس القاعة مع روسيا.

قال الكرملين، إن خبراء من روسيا والولايات المتحدة سيناقشون سبل ضمان سلامة الشحن في البحر الأسود خلال محادثات حول تسوية سلمية محتملة عندما يتوجهون إلى السعودية غداً الإثنين .

ووافق زيلينسكي على وقف جزئي لإطلاق النار على أهداف في قطاع الطاقة، بوساطة واشنطن. وقال الرئيس الأوكراني، إنه سيضع قائمة بالمنشآت التي قد يشملها وقف إطلاق النار.

والتقى مسؤولون أوكرانيون لأول مرة مسؤولين أمريكيين في السعودية في وقت سابق من هذا الشهر.

وزار زيلينسكي في وقت سابق، أمس، منطقة دونيتسك الأوكرانية، حيث التقى قادة وحدات الطائرات المسيرة بالقرب من مدينة بوكروفسك الشرقية الاستراتيجية.