لا تزال أصداء زيارة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزُبيدي، إلى محافظة شبوة، تتردد في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط محاولات مكثفة من القوى المعادية لتشويه الزيارة والتقليل من أهميتها، وهو ما يعكس حجم القلق الذي تثيره تحركات الزُبيدي لدى تلك الأطراف.
ان الهجمات الإعلامية.. محاولة لطمس النجاح كما جرت العادة، فإن كل تحرك يقوم به الزُبيدي، خاصة حين يكون مرتبطًا بتعزيز حضور القضية الجنوبية، يواجه بحملات دعائية مضادة. فالزيارة الأخيرة إلى شبوة، والتي شهدت لقاءات مكثفة مع القيادات المحلية والقبلية والعسكرية، قوبلت بسيل من التلفيقات الإعلامية بهدف التشويش على مخرجاتها. لكن الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أن هذه الحملات تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك أطرافًا متضررة من أي خطوة تعزز الحضور الجنوبي سياسيًا وعسكريًا.
ولكن هنا يبقى السؤال الأهم.. هل سيتم تنفيذ المطالب التي قدمها محافظ شبوة، الشيخ عوض ابن الوزير، وعلى رأسها المطالب الملحة لابناء شبوة التي شانه تعزيز الاستقرار المعيشي والتنموي لابناء المخافظه وتتمثل في انشاء شركة بترو شبوة وإنشاء مصافي شبوة لتكرير النفط وانشاء منطقة عسكرية لمحافظه شبوة واستكمال اتفاقية التفاهم بشان انشاء محطة غازية في العقلة بقدرة 60ميجاوات، إضافة إلى عدد من المطالب الهادفة التي تحقيق استقرار معيشي واقتصادي لأبناء المحافظة ولذلك ندرك ان التحديات التي تواجه هذه المطالب ليست سهلة، فشبوة كغيرها من محافظات الجنوب تعاني من تبعات السياسات الاقتصادية الفاشلة، والتجاذبات السياسية، وهو ما يجعل تنفيذ أي وعود مرهونًا بمدى جدية الأطراف المتحكمة في القرار المركزي.
ومع ذلك، فإن اللواء عيدروس الزُبيدي، بصفته نائب رئيس المجلس الرئاسي، يمتلك أدوات ضغط، قد تساعد في تسريع تنفيذ بعض الملفات، خاصة ما يتعلق بتحسين الخدمات الأساسية.
وهنا الاستقرار مرهون بتنفيذ الوعود إذا تمت الاستجابة السريعة لمطالب شبوة، فإن ذلك بلا شك سينعكس إيجابيا على الوضع العام في المحافظة، وسيعزز من حالة الاستقرار، لا سيما أن تحسين الخدمات وتوفير الوظائف يعدان من الأولويات الملحّة للمواطنين. أما إذا ظلت هذه المطالب حبيسة الأدراج، فإن حالة الاحتقان الشعبي ستتفاقم، وهو ما قد يكون له تداعيات سياسية وأمنية مستقبلا..
ان زيارة عيدروس الزُبيدي إلى شبوة لم تكن مجرد خطوة بروتوكولية، بل حملت رسائل سياسية واضحة، وأكدت على أن المجلس الانتقالي لا يزال حاضرًا في المشهد الجنوبي كقوة سياسية وعسكرية لا يمكن تجاوزها. والكرة الآن في ملعب الحكومة والجهات المختصة، فإما أن تترجم هذه الزيارة إلى قرارات عملية تلبي احتياجات المواطنين، أو أن تبقى الأوضاع كما هي، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من التعقيدات في المشهد العام.