عندما نقرأ القصص، لا نجد شريرًا مطلقًا، بل نجد إنسانًا ضائعًا بين ظلمات الجهل وندوب الماضي، شخصًا لم تسعفه الحياة ليبصر الحقيقة كاملة، ولم يجد يدًا تمتد إليه لتنير دربه. كل خطأ هو جهل، وكل قسوة هي صرخة ألم غير مسموعة، وكل ظلم هو انعكاس لندوب لم تلتئم.
حين نقرأ القصص بعين الرحمة..!!
نرى أن الحياة ليست ساحة حرب بين الخير والشر، بل رحلة تهذيب وتعلّم، حيث كل نفس تبحث عن نورها، كل روح تحتاج إلى من يعيد وصلها بالمحبة، بالرحمة وبالحكمة. وما كان الله ليترك شجرة الوجود الطيبة تذبل، بل جعلها تمتد بجذورها في الأرض وتنشر أغصانها في السماء، وأزال عنها كل ما يعكر صفاءها، حتى لا تبقى سوى ثمارها الصالحة، تسقي الأرواح العطشى، وتغذي العقول الباحثة.
إن سر الحكمة في الوجود يكمن في إصلاح العالم وتهذيب الأمم لا محاربة الأشخاص..!!
إذ ليست المعركة ضد البشر، بل ضد الجهل، ضد القسوة، ضد الظلمة التي تحجب عنهم نور التسامح والتعايش.
وحين نفهم الإنسان من جديد..!!
سنحمل مشعل الهداية بدل السلاح، ونمد يد التعليم بدل الاتهام، ونعلم أن كل شرٍّ زائل، وكل قلبٍ قادرٌ على التغيير، فقط لو وجد السبيل.
ودمتم سالمين