عشرات الشهداء بـ(غزة) والاحتلال يقصف مقر الدفاع المدني بـ(حي الدرج)
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مقرا للدفاع المدني في حي الدرج بمدينة غزة وواصل عدوانه على مستشفيات العودة والإندونيسي وكمال عدوان، وفي حين استشهد العشرات نتيجة الغارات الإسرائيلية، تعرضت قافلة مساعدات إنسانية للسرقة على يد عصابات مرتبطة بالاحتلال، وذلك بعد اغتيال الطيران الإسرائيلي أفراد الأمن الذين كانوا يتولون حمايتها.
وقالت الأنباء إن قصف الاحتلال الإسرائيلي لمقر الدفاع المدني في حي الدرج بمدينة غزة أدى لاستشهاد عنصر من الدفاع المدني ونجله وإصابة عدد من المواطنين.
بدوره، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة الرائد محمود بصل أن قوات الاحتلال لا تريد لفرق الإنقاذ أن تعمل في القطاع أو أن تساعد السكان.
في الأثناء، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها للمنظومة الصحية بحصارها واستهدافها المباشر لمستشفيات "الإندونيسي وكمال عدوان والعودة" خلال الساعات الماضية، حسبما أكدت وزارة الصحة في غزة.
وأضافت الوزارة في بيان أن القصف الإسرائيلي يشمل جميع أقسام مستشفى كمال عدوان ومحيطه على مدار الساعة والشظايا تتناثر داخل ساحاته محدثة أصواتا مرعبة وأضرارا جسيمة.
وكانت آليات إسرائيلية قد أطلقت نيرانها تجاه مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وتقوم بنسف المباني المحيطة به باستخدام روبوتات وبراميل متفجرة.
وقد خلفت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على مستشفى كمال عدوان خلفت 20 إصابة في صفوف الطواقم الطبية والمرضى، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في جدران المستشفى الذي يتعرض منذ أيام لحصار واستهدافات إسرائيلية بين الفينة والأخرى.
وأظهرت مشاهد اشتعال النيران في أحد المواطنين الفلسطينيين عقب استهدافه من قبل قوات الاحتلال أمام بوابة مستشفى كمال عدوان، كما أظهرت المشاهد محاولة عدد من الفلسطينيين إنقاذه وسط استمرار إطلاق النار من المسيرات والآليات العسكرية.
بدورها، أكدت إدارة مستشفى العودة، في تل الزعتر شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع، أن غارات جوية عنيفة شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية في محيطه بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات واشتعال النيران في منازل قريبة منه.
وأعلنت إدارة المستشفى اندلاع حريق في مستودع الأدوية المركزي، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمحيط المكان.
كما أفادت الأنباء بتقدم عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية بالتزامن مع غارات جوية وإطلاق نار مكثف من تلك الدبابات والمسيرات في محيط مستشفيي العودة والإندونيسي في تل الزعتر شرقي جباليا، مؤكدا أن طلقات نارية أصابت مباني المشافي المذكورة وتسببت بأضرار مادية وحالة من الخوف والهلع في صفوف المرضى داخلهما.
من جهتها قالت وزارة الصحة في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر في القطاع، وصل منها للمستشفيات 21 شهيدا و51 مصابا خلال 24 ساعة.
وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفع إلى 45 ألفا و338 شهيدا و107 آلاف و764 مصابا.
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "في كل ساعة يقتل طفل بغزة، وهم ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح تزهق في وقت قصير دون أي مبرر".
وأضافت -في تغريدة على موقع إكس- أن من نجا من هؤلاء الأطفال أصيب بندوب جسدية ونفسية، وهم محرومون من التعلم، ويقضي الفتيان والفتيات في غزة وقتهم في البحث عن طعام بين ركام الأنقاض.
وأكدت أنه تم الإبلاغ عن مقتل 14 ألفا و500 طفل في غزة، مشددة على ضرورة وقف الحرب، لأنه لا يمكن تبرير قتل الأطفال.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف في قطاع غزة روزاليا بولين، في مقابلة مع الجزيرة من المواصي، إنه لا يوجد أي مكان آمن في غزة.
وأضافت أن أطفال غزة يعانون من أزمات نفسية عميقة، بسبب القصف الجوي المستمر.
إنسانيا، تعرضت شاحنة مساعدات كانت تحمل دقيقا للنهب في وسط قطاع غزة في أعقاب غارة إسرائيلية مساء الاثنين نتج عنها استشهاد 4 من رجال الأمن كانوا داخل سيارة تحرس الشاحنة، في شارع صلاح الدين بمدينة دير البلح وسط القطاع.
قالت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة إن 23 شاحنة من بين قافلة تتكون من 66 شاحنة تحمل أغذية ومساعدات إنسانية أخرى تعرضت للنهب وفقدت.
وأفادت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي بأن قافلة برنامج الأغذية العالمي غادرت يوم الأحد من معبر كرم أبو سالم عبر ممر فيلادلفيا الذي تم الموافقة عليه مؤخرا. ورغم التأكيدات الإسرائيلية بشأن توفير الظروف الآمنة، قالت إنه تم تنفيذ غارة جوية إسرائيلية.
وتابعت تريمبلاي أن أول 35 شاحنة وصلت مستودع برنامج الأغذية العالمي دون خسائر. وقالت إن القوات الإسرائيلية أخرت بقية القافلة.
بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الاحتلال يوفر رعاية كاملة لسرقة المساعدات ويقتل عناصر تأمينها بهدف تجويع المدنيين.
واغتالت إسرائيل 723 رجل شرطة وعنصرا لتأمين المساعدات، منذ بداية الإبادة الجماعية بغزة في 7 أكتوبر 2023، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الخميس.
وغالبا ما يستهدف جيش الاحتلال رجال الشرطة الذين يحرسون شحنات المساعدات، ثم تقوم عصابات مسلحة بحماية كاملة من قوات الاحتلال بسرقة المساعدات الإنسانية ضمن حرب التجويع التي تفرضها إسرائيل كعقاب جماعي لسكان غزة.
وقالت مصادر من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إنهم يواجهون صعوبة في إيصال المساعدات، بما في ذلك الإمدادات الشتوية الضرورية، إلى غزة، جزئيا بسبب عمليات النهب وغياب الأمن لحماية القوافل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها ستوقف تسليم المساعدات عبر المعبر الرئيسي إلى قطاع غزة بسبب تهديدات العصابات المسلحة التي تنهب القوافل. وألقت الوكالة باللوم في انهيار النظام الأمني إلى حد كبير على السياسات الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.