مخدرات الكيف.. شمة الحوت الطريق إلى الإدمان
عدن/ 14 أكتوبر/ خاص:
لم يكن م/س البالغ من العمر 13عام يعلم أنه سيصل حد الإدمان لشمة الحوث التي غزت محافظة عدن وأصبحت في متناول الشباب الكبير قبل الصغير وأصبحت تباع خاصة في البقالات القريبة من المدارس والتي تبعد بمسافة تقدر بـ 30متر أو أقل ...
يتابع م/س حديثه قائلا :»كنت أرى اصدقائي يتعاطونها امامي وهذا ما جعلني اتحفز لكي اجربها ولقد جربتها وأصبحت مدمن عليها لا استطيع تركها ولم يكن أحد من اهلي يعلم أنني اتعاطها حتى رأتني أختي الصغيرة وقالت لأمي اخي يأكل من هذا وكانت والدتي قد سمعت بان هذا النوع من الفوفل عبارة عن مخدر أنا أحاول أن قلع عنها ولكني لا استطيع «.
- أضرار صحية جمة وسرطان اللثة في المقدمة
- بعض أرباب الأسر تعطي ابناءها كيس الشمة بأيديهم
- أولياء أمور مغيبون وادارة مدارس مهملون
- إبني في الصف السادس أكتشفت أنه يتناول شمة الحوت قطعت عنه المصروف وكانت النتيجة إيجابية
- مطالبات عدم بيع الشمة بجميع أنواعها في كفتريات ومقاصف المدارس
مصادرنا الخاصة تشير إلى أنه ظهرت أكشاك بيع الشمة بكافة أنواعها بشكل واضح ومعلن بعد حرب 2015 حيث تباع بكميات كبيرة في الشوارع والجولات ، ,ومتداد لهذا العام وما بعده ظهرت شمة الحوت بقوة ؛ تباع بجميع البقالات ومراكز التموينات الغذائية ، بعض الطلاب والطالبات يحملونها بحقائبهم المدرسية وكأنها عصائر ووجبات مدرسية يومية ويبيعونها لطلاب أخرين .
قبل حرب 2015 وفي الأعوام السابقة تحديدا في 2011 كانت الشمة السوداء على موعد للظهور على شكل اكياس نايلون وتباع بالخفاء وفي اماكن معينة في كريتر بداية السوق الطويل عملية بيعها تتم في العلن ولكن كان هناك جانب توعوي حول اخطار تعاطي هذا النوع من الشمة كونه يصنع من مواد كيميائية خطيره جدا تسبب سرطان الفم ؛ اذ بلغ سعرها في ذلك الوقت 30 ريال وبلغة ( المولعة ) وبواره اليوم أصبح سعر شمة الحوت المعبئة في مصانع خاصة في الهند ولها وكيل موزع بعدن معتمد يطلقون عليه ( ملك الصنف ) سعرها يقارب الـ 700 ريال واكثر للكيس الواحد وبداخله اكياس صغيرة .. هذه المعضلة الخطيرة اصبحت تهز ميزانية الطلاب الذين يأخذون مصروفهم المدرسي من والياء امورهم علما ان الاوضاع الاقتصادية لأرباب الاسر في عدن يكسوها الشيب والان يضاف الى كاهل بعض الاسر مصاريف ابنائها الاضافية لأرضاء الكيف او مايسمونها بالغة الدارجة الخرمة .
في المدارس هناك صرخة استغاثية
صالح موسى وهو معلم في إحدى مدارس محافظة عدن يستعرض تجربته مع مدارس الاولاد اذ يقول :»يتعاطى الطلاب اكياس شمة الحوث بكميات غير معقولة في الآونة الأخيرة و كنا زمان بداية ظهورها نجد واحد أو اثنين يتناولها ولكننا اليوم إذا ما فتشنا جيوب الطلاب سنجد من ستة اكياس صغيرة إلى عشرة وهذا دليل على فضاعة ما وصل إليه اولادنا الطلاب «.
وتشاركه الحديث إحدى المشرفات في مدرسة البنات وتدعى سوسن علي قائلة :»كنا نظن أن الاولاد فقط من يتعاطى شمة الحوث لكننا وجدنا طالبات يتناولونها على أساس أنها فوفل غير مدركات أنها نوع من أنواع المخدرات الذي غزت مدارسنا في الآونة الأخيرة كثير ما نشدد على عدم بيعها في كفتريات ومقاصف المدارس ولكن هناك من يجلبها إلى الطالبات وبيعها بطرق ملتوية من الطالبات أنفسهن ونحن نسعى في إدارة الإشراف المدرسي إلى تفتيشهن قبل دخولهن إلى الفصول إذا ما شككنا بأمر اي طالبة».
وتواصل سوسن : «نسعى إلى ربط علاقتنا بأولياء الأمور لتكون قوية حتى نتجنب انتشار هذه الظاهرة لتعطي الطالبات لشمة الحوث لأننا كنا نسمع بأن الاولاد منتشرة بينهم ولكننا تفاجأنا بأعداد كبيرة من الطالبات يتناولونها على أنها فوفل أنا من هنا أوجه رسالة لأولياء الأمور شمة ليست فوفل بل هي مخدر يدمن عليه متعاطيه ارجوا من الجميع محاربة هذه الظاهرة بكل الطرق «.
في احدى مدارس مديرية المعلا تقول احدى المشرفات الاجتماعية لايوجد ظاهرة الفوفل ولا الحوت في مدرستنا ولكن بمدارس الأولاد هناك كثير من حالات التعاطي للشمة الحوت والتمبل وهذا لأنه لا توجد رقابة وتفتيش من الدارة المدرسة وكذلك التسيب الذي نراه من اجهزة من الدولة أو من أصحاب الصحة بعدم دخول مثل هذه الحاجات المضرة لابد من مراقبة الإكشاك الصغيرة وأماكن بيع الشمة و التمبل».
وتوضح ج، ق،أ، وهي معلمة في إحدى مدارس كريتر قائلة : «اكتشفنا بعض من الطالبات في حمامات المدرسة يطلبن اذن من المعلمة في الحصة للذهاب الى الحمام ولا يذهبين إلى الحمام ولكن يقومين في الاختباء في فناء المدرسة لتتناول شمة الحوت وعندما اكتشفت احدى الطالبات وهي تتناول هذه المادة فقلت لها ماذا تتناولين، فردت الطالبة لقد جاء وقت الجرعة ولا استطيع انتظر لوقت الاستراحة ولقد اكتشفنا أكثر من عشرين طالبة يتناولين شمة الحوت».
تقول اخصائية اجتماعية في احدى الثانويات بمحافظة عدن :» عندما يذهب الطالب الى المدرسة نعرف ان الحرم المدرسي بيئة تتمحور حول الطالب وتسهل الإبداع الفردي والجماعي ليصبحوا قادرين على تقديم نمط جديد من الأفكار التي تقدر وتكرم كل خطوة تنفذ في مدارسنا، ولكن الآن نلاحظ طلابنا يقومون باستخدام أشياء لا يجوز استخدامها والتي تؤثر عليهم سلبا ؛ وتسبب لهم اضرار كثيرة وعلى سبيل المثال تناول شمة الحوت والتي تباع في الأكشاك والبقالات والأسواق العامة وبحرية مطلقة ، ولا يوجد أي رادع من الجهات المختصة».
اولياء الامور في خط المواجهة الصعبة
س،م،ع، ولي أمر طالب يقول: «يدرس إبني في الصف السادس واكتشفت انه يتناول شمة الحوت فقمت بضربه وحبسه في البيت لمدة أسبوع وبعد ذلك منعت عنه المصروف لمدة شهر وظليت اراقبه حتى أثناء ذهابه للمدرسة وكنت بين حين وآخر أذهب إليه للمدرسة حيث منعته من مرافقة زملائه حتى لا اعطيه فرصة لتناولها مرة أخرى والحمدلله استطعت ابعاده عن تعاطي هذه المادة الخبيثة « .
اراء المواطنين في هذا الموضوع
المواطن رياض محمد احد المهتمين بقضايا التربية والتعليم عن الموضوع اذا يقول :»اولا الموضوع يتعلق بالأسرة و مراقبة ابناءها وخاصة الاولاد وعدم السماح لهم الجلوس بالشارع الى اخر الليل لأننا نجد اطفال الى اخر الليل في الشوارع وهذا اكبر غلط تواجدهم الى منتصف الليل دون رقيب او حسيب لان رفقاء السوء في في كل مكان «.
ويتابع رياض حديثه قائلا:» انا اعرف بعض الاسر الاب يعطي ابنه كيس الشمة بيده والصدمة ان الاب يتعاطى الشمة مع ابناءه وهذا الموضوع الذي حز في نفسي ان هناك اباء يفضلون تناول اولادهم الشمة امامهم حتى لا يسلكون تعاطيها بالسر حسب قول احد اولياء الامور الذي يفضل ان يكون على دراية بأن ولده يتعاطها أمامه حقيقة الموضوع هذا هو متعلق بدرجة اساسية بالأسرة التي تتغاضي عن بعض سلوكيات ابناءها».
أما الاخ عامر فهمي طالب جامعي يقول : « للأسف الشديد اصبح الشباب وخاصة الطلاب يرون هذه الاشياء اذا لم يجربوها يشعرون بنقص من الرجولة فهم يحبون الاستعراض ؛ بهذه الاشياء امام الاخرين حتى يشعر انه كبير ويجب معالجة هذا الموضوع من خلال عدم استيراد هذه المواد التي تضر ابناءنا».
احد الشباب ويدعى ر.ر يقول:» هناك نوع جديد شبيه بشمة الحوت بدا بالظهور بين اوساط الشباب من الطبقة الراقية وهذا النوع يتم تداوله بينهم فقط ولكن اذا تم انتشاره فستكون كارثة على اولادنا وبناتنا ممن يتعاطون شمة الحوث»
توعية
سعاد علوي لها تجارب في التوعية داخل مدارس محافظة عدن تقول: « بالنسبة للتوعية في المدارس نقوم اولا بالتنسيق مع مكتب التربية ومدراء المدارس وتحديد النزول إلى المدرسة من جانبنا نكون حددنا المعلومات المراد توصيلها للطلاب واعددناها بالشكل المطلوب لقد قمنا بالتوعية في عدة مدارس من بينها مدارس بنات لان خطر المخدرات وكذلك شمة الحوت تلاحق ابناءنا من كل الاتجاهات لهذا نحاول ان نكون معهم وتوعيتهم بهذا الشيء الذي سيضرهم في المستقبل «.
وتواصل حديثها قائلة :»طبعا المخدرات بشكل عام تؤثر على الوعي وتغيبه. والشمة كذلك رغم أن المتعاطين ينكرون ذلك لكنها تمر خلال أنسجة الفم إلى الدماغ لتؤثر في المستقبلات العصبية في الدماغ. وتشعرهم بالسعادة والنشوة ثم يعودون على هذا الشعور الناتج عن تعاطي الشمة يصل إلى مرحلة الادمان ولا يمكن التوقف عنها إلا من خلال العلاج».
وتابعت علوي قائلة :» والعلاج من هذه الاشياء يحتاج إلى تكاثف الجميع ووجود مراكز متخصصة للعلاج لكي نلحق المدمن قبل ان يستفحل الامر فيه فالشمة إلى جانب الادمان فهي تسبب الإصابة بأمراض خطيرة اهمها امراض في اللثة واللسان عبارة عن تقرحات قد تتطور إلى سرطان وهذه الشمة اصبحت منتشرة في كل المحافظات للأسف الشديد ولا توجد احصائيات بهذا الشيء».
في اكشاك بيع الشمة
من خلال نزولنا الى المدارس وبحثتنا المستفيض وجدنا ان غلب المتعاطين لشمة الحوت تتواجد بالقرب من مدارسهم بقالات تبيع شمة الحوت بكميات كبيرة وعندما سألنا اصحابها اجابنا الاخ أ،ص،ع، صاحب كشك في كريتر :» أبيع بسكويت وعصائر وقراقش للأطفال ومشروبات غازية وسجائر وشمة حوت وفي نهاية اليوم عندما اجمع حصيلتي أكثر دخلي من شمة الحوت ويصل قيمة القرطاس إلى 700مئة ريال، واكثر زبائني أولاد في سن الثانية عشرة وما فوق وأيضاً نساء».
ومن جانبه يقول عبدالواحد صاحب بقالة في منطقة البساتين :» هنا في منطقتنا يأتي لشراء شمة الحوت اكثر هم من طلاب المدارس الصغار لا تتجاوز اعمارهم ال13 الى 16 من طلاب الثانوية والاعدادي وبكميات كبيرة اصبحنا كذلك نوفرها لأصحاب الكفيهات التي تقدم خدمة الشيشة فيها لهذا هي الان طاغية في كل شارع ومنزل «.
ازداد انتشار اكشاك بيع شمة الحوت والشمة البنية بشكل كبير في محافظة عدن بشكل ملفت للانتباه مما جعل الشباب الى تعطيها دون اية رقابة فهي وكما يقول البعض انها ليست مخدرة لا تضر رغم ان هناك اطباء اثبتوا انها مضرة وتسبب سرطان اللثة وتتلف الاسنان وتضر بالجهاز التنفسي .
إدارة الأمن تداهم عدداً من البقالات ولكن ما مصير تلك الكمية المصادرة
من30 ريال إلى 700 ريال سعر كيس شمة الحوث
حملة لمكافحة شمة الحوت
في تصريح خاص للعميد الزوميلي مدير ادارة مكافحة المخدرات قال :» ان شمة الحوت لا تعتبر من قائمة المخدرات بعد ان تم فحصها ولكن الاستتمرار في تناولها تتحول الى ادمان مثلها مثل الشمة البنية العادية وكذلك نحن نقوم بعمل توعية في المدارس للحد من انتشار المخدرات التي اصبحت منتشرة بشكل كبير في محافظة عدن والمحافظات الاخرى «.
يقول الدكتور محمد القشة مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بوزارة الصحة :» من حيث المسؤولية القانونية ليست وزارة الصحة هي المسؤولة عن مكافحة المخدرات بل وزارة الداخلية بالدرجة الاولى ولكن وزارة الصحة بالتوعية التعبية فمثلا التحذير من تعاطي التبغ يتم التحذير من المخدرات باعتبار التبغ بوابة المخدرات ..
وكذلك التحذير من سوء استغلال الادوية المخدرة والمؤثرات العقلية يتم التركيز والتحذير من كونها بوابة الى ادمان المخدرات لكن تظل مسؤولية التوعية بخطورة المخدرات مسؤولية التوعية بخطورة المخدرات مسؤولية مشتركة تتقاسمها مؤسسات الدولة باختلاف تخصصاتها وكل بحسب مجاله».
ومن ادارة مكافحة المخدرات شهدت مديرية خور مكسر قبل اسابيع تنفيذ حملة واسعة مفاجأة لضبط مادة شمة الحوت في عدد من المحلات التجارية بغية الحد من انتشارها في أوساط الشباب.
وكانت هذه الحملة وفق توجيه مدير عام المديرية عواس أحمد محمد الزهري لمكتب وزارة الصناعة والتجارة في المديرية وبالتنسيق مع اللجان المجتمعية في المديرية ومشاركة قسم شرطة خور مكسر أقيمت حملة ميدانية على مروجي هذه المادة الخطيرة التي أضرَّت بصحة الشباب وتسببت بأمراض مزمنة لمتعاطيها».
وكانت الكمية التي تم احرازها قد سلمت للنيابة المختصة وهذه الحملة أقيمت بمشاركة من مكتب وزارة الصناعة والتجارة في مديرية خور مكسر ممثلاً بالأخ هديل راشد، بالإضافة إلى مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالمديرية ممثلاً بالدكتور جهاد سلطان زيد، وقسم شرطة خور مكسر ممثلاً بالنقيب أحمد فضل الشاعري وقد نجحت في مكافحة السلع غير القانونية بالمديرية.
و استهدفت الحملة شمة الحوت بكافة أنواعها، وشملت أربع مناطق رئيسة هي حي السلام، وجمال، ولينين سوق الثقافة والمدينة البيضاء، وأسفرت عن ضبط 260 كيسًا من مادة شمة الحوت بنوعيها بواقع 130 حار و 130 بارد.
تأتي هذه الحملة وفق مصادرنا الخاصة انها جاءت لتعزيز الرقابة على الأسواق ومنع تداول السلع غير القانونية التي تشكل خطرًا على صحة المجتمع وسلامته.
وهدفت الحملة اللجان المجتمعية في مديرية خور مكسر إلى مصادرة شمة الحوت من الأسواق وضبطها لحماية الشباب من مخاطر هذه الآفة الدخيلة على المجتمع والتي يقوم مروجوها بالقضاء على الشباب والأطفال من خلال تعاطيهم للمخدرات بغرض تدميرهم .
فحين استبشر عدد من مواطني مديرية خور مكسر عن ارتياحهم من هذه الحملات التي تهدف إلى الحفاظ على الصحة العامة ومحاربة المواد المخدرة.
لكنهم وجدوا انفسهم ماتزال تلك البقالات تبيع شمة الحوت رغم المداهمات التي تمت مؤخرا .
تساؤل
ومن خلال مصادرنا الخاصة اتضح لنا ان الكمية التي تم احترازها من الشمة تم بيعها من قبل منتفعين من الامن والجزء الاخر عاد الى اصحاب الاكشاك فما صحة هذه المعلومات؟ .