أثر الانهيار المتسارع والمفاجئ لحكم الأسرة الأسدية بسوريا وفي خضم الجدل الدائر في الوسط اليمني وتحديداً المحافظات الجنوبية منه حول هذا الحدث الدراماتيكي، كان أهم ما استرعى اهتمامهم ليس هذا الانهيار وما ترتب وسيترتب عليه من آثار منظورة وغير منظورة، وإنما ذلك التحسن الكبير لقيمة الليرة السورية التي كان الدولار يساوي خمساً وعشرين ليرة ليتراجع بين ليلة وضحاها إلى خمس عشرة ليرة.
ويرجع هذا الاهتمام إلى الحالة المعيشية المتردية التي يعيشها الإنسان في المناطق الجنوبية بفعل تراجع قيمة العملة الوطنية الريال أمام الدولار، وانعدام قدرتها على تلبية أبسط احتياجاته الغذائية، والتي دفعت به إلى بؤرة جدل تتطلع فقط إلى السبل الأكثر فاعلية في تحسن سعر صرف العملة المحلية بمقابل الدولار، والتي بات يراها في حدوث تحولات مطابقة للواقع السوري خصوصاً بعد أن عجزت الحكومات المتكررة عن إحداث تحسن ولو بسيط لقيمة العملة الوطنية المتهالكة.
إن هذا التطلع الذي بات الشارع في المحافظات الجنوبية تحديدا يحلم به ليعكس المصير المحتوم الذي باتت تفرضه سيطرة الفساد على مقاليد السلطة ، والذي يفرض بدوره تقبل أي أحداث مهما كانت دامية ومربكة وغير مستقرة، في مقابل ولو تحسن بسيط لتحسين ظروفه المعيشية.