نظام جدولة المياه في المديريات لصالح المواطن
عدن/ 14 أكتوبر / خاص:
تلمساً لأوضاع عمل المؤسسة المحلية للمياه في ظل الظروف الراهنة، وسعيا للتعرف على أبرز ما تم التعامل معه في مجال تقديم الخدمات والنشاط والعمل الذي تمارسه في الوقت الحالي، وانطلاقا من الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسة وحرصا على تعريف المواطنين بعملية سير وتنفيذ العمل.. التقينا بهذا الخصوص بالمهندس محمد بن محمد عبد الله باخبيرة مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في عدن، ونوجزه في الآتي :
مشاريع كبيرة ستشهدها محافظة عدن
مصادر المياه الموجودة لا تكفي جميع مناطق محافظة عدن
نسعى لإيجاد مصادر جديدة للمياه عبر الطاقة الشمسية
بعض المشاكل الفنية تكون بسبب المكونات والأجزاء القديمة
آبار جديدة في حقل بئر أحمد لتعزيز تموينات المياه
انقطاعات المياه بسبب المشكلات الفنية
كمية المياه
يحدثنا المهندس محمد بن محمد عبد الله باخبيرة مدير المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن قائلا: «تعتبر كمية المياه الموجودة في عدن والتي نقوم بإنتاجها عبر المؤسسة المحلية للمياه وعبر طاقمها الفني غير كافية للسكان بمحافظة عدن كاملاً، وهذا كلام قد تم إعلانه أكثر من مرة بأن مصادر المياه الموجودة لا تكفي في جميع المناطق بمحافظة عدن».
وأشار : «نحن راضون على مستوى التموين إلى الآن بما لدينا من إمكانيات للمحافظة، وعلى سبيل المثال مناطق كبيرة من محافظة عدن تتمون بالمياه عدا بعض المناطق التي يحصل فيها جدولة في تموين المياه، وحدوث انقطاع المياه يحصل بسبب مشكلات فنية، وطالما أن العدد الهائل من السكان متواجدون في محافظة عدن وهذا يدل على أن هناك خدمة تقدم لهم وإلا ما كانو استطاعوا أن يعيشوا بمحافظة عدن» .
العمل بجهد
وأضاف : «رغم ما نعانيه من خدمات الطاقة الكهربائية التي تؤثر على جميع نواحي الحياة، ومنها خدمة المياه والصرف الصحي لا يستطيعان العمل من غير طاقة، وبالتالي فالصرف الصحي لابد أن تكون له طاقة من أجل عمل مضخات المجاري، أيضاً المحطات وحقول المياه لابد أن تكون هناك طاقة لها من أجل العمل، وإضافة إلى بعض المشاكل الفنية التي تعود إلى قدم بعض من المكونات والأجزاء، ونحن نعمل جاهدين لاستبدال المكونات وإيجاد مصادر جديدة للمياه، ولإيجاد بدائل الحلول للطاقة، وكل هذه الأشياء نحن نتحدث عنها، ولدينا مشاريع تنفذ على أرض الواقع» .
الحاجة للاستبدال
وأضاف قائلا : «فهناك أجزاء من شبكات المياه وأجزاء من شبكات الصرف الصحي بحاجة إلى استبدال وإلى إيجاد تمويلات خاصة بأعمال الاستبدال، نحن لا نستهدف إلا المشاريع ذات الإستراتيجية والتي لها أثر على حياة المواطن في الوقت الحالي والمستقبل ولا نقوم بأعمال مؤقتة» .
تقديم الخدمات
وأوضح من خلال حديثه:«من صميم عملنا الاهتمام بالخدمات الضرورية للمواطنين فنحن نرغب بتقديم كل ما يمكننا من خدمات ونطمح ونحاول بقدر المستطاع، ونسعى ونعمل على حل المشاكل الفنية التي تحدث في بعض الأحياء من المديرية، وهذه تحدث في بعض الأحيان وتكون نتيجة تأخير عملية التموين وتأتي في فترة عملية انقطاع الكهرباء في بعض الأحيان، فعندما يستقر الوضع تجد المياه استقرت وفي نفس الوقت يتم التموين، وهذا ما نتمنى ونطمح إليه أن يستقر التموين وبالتالي يحصل المواطنون على اكتفاء بالنسبة للمياه، فحين تحصل دربكة في التوقيت تحصل لخبطة في تموين المياه نتيجة دخول بعض الحواري في وضع انقطاع الكهرباء، وتشغيل الدينما وهذه صارت من الأعباء الكبيرة التي تؤثر على تموين المياه، وخاصة في مديريات ( كريتر- المعلا – التواهي ).
وأشار إلى «أن استخدام الدينمات لم يكن شائعا قبل حوالي 15 أو 16 عاما فهده لم تكن موجودة، وكان جميع المواطنين يستفيدون من غير دينما ومن غير مضخات صغيرة منزلية وهذه من الأشياء التي عملت ارباكا في التموين وهذا يعود لعدة أسباب منها : العشوائيات والبناء العشوائي و المخططات في مناطق غير مخططة للسكن، ومناطق أخرى مخططة صار يضعف عليها ضخ المياه وذلك نتيجة تشغيل مضخات الدينما الصغيرة التي يتم منها سحب المياه.. التموين المفروض انه يستمر من الخزان الرئيسي الذي يمون مديرية (كريتر – المعلا – التواهي ) وأنه ينزل من انحدار طبيعي من غير دينما أو أي شيء إلى مستوى معين والذي تم إنشاؤه وتخطيطه كتخطيط مدني، وما حدث أن غالبية المنازل التي فوق الجبال صارت أعلى من مستوى الخزان وبالتالي، تم استحداث مضخات أهلية وبعضها مضخات خاصة بالمؤسسة وهذا سبب إرباكا، فمن الحلول التي يجب أن نسعى إليها أن يتم حل هذا المشكلة عبر عمل نظام توزيع عبر الخزانات وليس عبر الضخ المباشر، وهذا يتطلب جهودا كبيرة منها :
•وقف البناء العشوائي والحد منه .
• معرفة المستوى الذي سوف تتوقف فيه المباني، ليس من المعقول بأن نقوم بعمل حل لهذه المنطقة وبعد فترة تجد أن منطقة أخرى وجدت فوق الجبل وبعد ذلك نلجأ الى حل آخر وهكذا نبقى ندور في دوامة، لذلك هي مسألة تخطيط .
ويشير قائلا : «كنت من سكان مديرية كريتر وكان منزلنا في الدور الثالث كان يأتي الماء من خزان جبل حديد ويصل للمنزل في الدور الثالث ويتجمع الماء للخزان، لأنه أولا كان عدد السكان قليلا، وثانيا كان مستوى المياه في الخزان يمكنه ان يصل إلى مستوى عال، وكل هذه المشاكل والتراكمات ورثناها ونحاول ونسعى لنجد حلولا لها بكل السبل والطرق المتاحة، وصارت أمرا واقعا ولابد أن نتعايش معها ولكن نسعى لإيجاد حلول لها» .
حفر الآبار
ويواصل حديثه : «من ضمن تعزيز مصادر المياه يوجد لدينا آبار تحفر في حقل بئر أحمد منها جديدة ومنها استبدالية، ولكن بحد معين نحن لا نتوسع بالحفر بشكل عشوائي بحيث لا نضر بمخزون المياه الموجود بمحافظة عدن والذي يغذي سكان محافظة عدن وهذا يعتبر أمانا مائيا للسكان».
مشاريع الطاقة البديلة
وأشار إلى أن «لدينا مشاريع في الطاقة البديلة، الطاقة الشمسية، ينفذ المشروع في الوقت الحالي في بئر ناصر بقدرة 1ميجا التابع للبنك الدولي عبر اليونبس والمدن الحضارية وينفذ وفي مراحل متقدمة، ولدينا مشاريع في الصرف الصحي تنفذ على أرض الواقع، ولكن حتى مع هذه المشاريع يظل لدينا عجز في الطاقة الكهربائية المشغلة لمنظومة المياه والصرف الصحي، أما المشاكل البسيطة الفنية فتعود إلى أن بعض المناطق لدينا فيها مكونات قديمة ونحن نسعى جاهدين لاستبدالها، فعملية البناء والإعمار تأخذ وقتاً أما الهدم فهو سهل، ونحن الآن بمرحلة الإعمار» .
المشاريع على أرض الواقع
وفيما يخص المشاريع قال : «سوف تشهد محافظة عدن مشاريع كبيرة منها مشاريع الصرف الصحي، و من وجهة نظري أكبر مشكلة كانت تعاني منها محافظة عدن هي مشكلة الصرف الصحي خصوصا المديريات الأربع وهي( خور مكسر – المعلا – التواهي – كريتر ) فكان تصريف مياه المجاري بمديرية كريتر إلى البحر أمام مستشفى عدن، والمعلا في الدكة، والتواهي أمام ميناء السياح، وخور مكسر أمام جامعة عدن، وكانت المجاري تصرف إلى البحر من غير معالجة، ونحن في الوقت الحالي ننفذ بفضل الله وبالتعاون من المانحين والمنظمات الداعمة مشاريع ضخمة سوف تعيد رونق الحياة لمدينة عدن وتعيد منظومة الصرف الصحي.. الصرف الصحي من غير محطات معالجة لا يعتبر صرفاً صحياً، فالصرف الصحي لا يسمى صرفا صحيا من غير محطات معالجة، فهذا يعتبر صرفا غير صحي ومؤثرا ومضرا للبيئة، فالذي صار من عام 2008 حتى الآن هو مشروع صرف غير صحي، إلى أن يستكمل المشروع ويتم ضخ مياه البحر ومياه الصرف الصحي إلى أحواض المعالجة سوف تعود عملية المعالجة المكتملة من مياه الصرف الصحي وبالتالي نحافظ على البيئة وعلى صحة الإنسان وعلى مياه البحر من التلوث وهذا من أهم المشاريع التي تنفذ حاليا، خور مكسر حاليا تضخم مياه المجاري إلى محطة المعالجة، وسوف تتبقى لنا 3 مديريات وإن شاء الله سوف تنفذ كل المشاريع، والمعلا في جهة الدكة في الوقت الحالي يتم تنفيذ مشروع الصرف الصحي، والتواهي بدأ من حجيف باتجاه التواهي، وكريتر تم الانتهاء من مد الخط الرئيسي من جانب مستشفي عدن إلى منطقة خورمكسر أمام الجامعة، جميعها مشاريع تنفذ على أرض الواقع».
مكونات قديمة
وأضاف : «بمحطة البرزخ هناك مكونات قديمة عفا عليها الزمن ومن العيب أنها لا تزال تستخدم في الوقت الحالي فمنها ما انهار أو تعرض للانهيار كما حدث للخزان الذي كان يغذي مديريات (كريتر- والمعلا -والتواهي )هما خزانان تم انشاؤهما في الخمسينيات واحد منهما انهار من تلقاء نفسه بفعل عامل الزمن وانتهاء العمر الافتراضي له انتهى، فالمنشآت المدنية لها عمر افتراضي قد يصل الى 30 عاماً، و وصل عمر هذا الخزان حوالي 50 أو 60 عاما الى أن انهار في عام 2015 م، وصار من الهموم الكبيرة أن نجد بديلا، وحاليا نعمل على خزان واحد قديم من نفس العمر ونخشى من انهياره أو حدوث أي مشكلة، وبالتالي طالبنا جهات عدة بتمويل الخزان، والحمد لله بدأ العمل بتنفيذ إنشاء خزان كبير أرضي يستقبل المياه من الحقول ويتم عبر محطات الضخ ضخها إلى الخزان العلوي فوق جبل حديد وبالتالي سوف يعطي لنا وقتا بأن نقوم بعد انتهاء العمل فيه بصيانة الخزان المستخدم الذي ممكن أن ينهار في أي لحظة، وهذا من المشاريع ومن الهموم الكبيرة، ولدينا هم البحث عن مصادر جديدة والتي سوف تكون بالتوجه إلى تحلية مياه البحر حتى نستطيع توفير كمية كافية من المياه لسكان محافظة عدن، كما أشرت أن مصادر المياه غير كافية لسكان محافظة عدن لما حدث من توسع فجائي للسكان بمحافظة عدن، نحن نعمل على تجديد وبناء مكونات جديدة والبحث عن مصادر مياه جديدة ومنها التوجه إلى التحلية، بالإضافة إلى البحث عن مصادر طاقة بديلة أو مصادر طاقة تعمل على تخفيف الأعباء عن محطة الكهرباء ومن ضمنها مشاريع الطاقة الشمسية التي تم مزامنتها مع حفر الآبار في بئر أحمد وناصر».
رسالة
وفي ختام حديثه حث جميع الجهات المختصة و المشتركين وشرائح المستخدمين لخدمة المياه والصرف الصحي للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، قائلا: لدينا أعباء ومشاكل كثيرة ولكن لدينا مشاريع كبيرة وتنموية ويجب أن يكون لديها صيانة وتشغيل وإدارة وذلك لن يتم إلا عندما يتم دفع المستحقات الخاصة التي تخص تكلفة المياه والتي لا تكلف شيئا سواء كان من المواطن او من المرافق الحكومية أو من الشرائح التجارية، لدينا بعض القصور ولدينا بعض الموظفين الذين لا يمثلون المؤسسة بشكل جيد ولكن نحن نسعى إلى تغيير هذه الصورة عن الموظفين وعن المؤسسة وعن أداء مستوى خدمتها، وعلى المواطن أن لا يسمح بأي انجرار إلى أعمال قد تسيء إلى خدمة المياه والصرف الصحي، وأيضا عليه تسديد واجباته اتجاه مؤسسة المياه والصرف الصحي .