كان آخر لقاء بيننا، في مقهى ردفان بالمعلا وهو يتوكأ على باكورة بالكاد لتسانده في السير خشية السقوط..
وكان آخر كلام عنه في اغسطس ٢٠٢٠م قبل رحيله في ديسمبر من نفس العام بأسابيع قليلة، وكانت حالته قد تضاعف فيها المرض..
نقلته ابنته الى القاهرة على نفقة الكهرباء مرفق عمل ابنه ربيب، حسب علمي وكانت الحالة غير مستقرة، فعاد بعافية نسبيا، وتطلّب عودة، لكن تنكرت له الجهات التربوية كعادتها، والاعلامية، الا من رجل كان الشهم في زمن البخل والخيبة والتراجع، ارسل اليه بمبلغ يخفف ماهو فيه من آلام ومساعدة في تكاليف علاج..
نعم حملت المبلغ إليه الزميلة الصحفية، الانسانة الحنون، امل عياش، مخففة من معاناته، وناقلة تحيات وتمنيات الوزير أحمد الميسري -آنذاك - بالشفاء له والعافية . . ولايدوم الا الله..
وكانت حالته متأخرة ، وتكاليف العودة باهظة!!
اتصل بي مازحا بصوت خفيض وهو يعاني ، وقال:
انا ربحت المليون يانعمان، بدون جورج قرداحي !!
شاكرا الوزير وامل..
وضحكنا، فقد اشتهر بأنه صاحب نكتة وطرافة محببتين، وكانت آخر كلمات بيننا حتى الرحيل!
*مات زميلنا العزيز (العُنيفي) وهذا لقبه -وسط حزن والم، خيم علينا..
وهاهي الاعوام الاربعة تمر، الا اياما قلائل!!
رحلت يازميلنا العزيز عبدالرحمن نعمان .. القلم والتربوي العلم..
ايها الباذل المعطي منذ شبابك حتى التقاعد .. وهل تنساك جبال وسهول ووديان اليمن الديمقراطية خاصة شبوة التاريخ والكرم..
لقد زرعت بذرات التعليم والتعلم واديت رسالتك باستفاضة ويتذكرك الاجيال استاذا للغة العربية باقتدار..
وقاعدوك براتب زهيد!
وفي السلطة الرابعة كنت المرشد الهمام والقلم “الرصاص”وكانت عدن بشاطئها وجبالها وناسها في عينيك، وقد اوفيت العطاء وآن لك ان تستريح!
نعم تستريح ولكن لست منعّما بل متعبا مثقلا بالامراض التي لازمتك كثيرا حتى صرت لا تقوى على الحركة او المشي حتى في الغرفة الواحدة في سكنك المتواضع في حي الطبقة العاملة القلوعة..وكنتَ الذي لايتوقف حركة او عطاء..
ونحن نتذكرك اليوم وكنت متعبا في البيت فاقد الحركة.. لكن كان عقلك وقلبك يتسعان لوطن مترامي الاطراف..ولديك قدرة على العطاء.. ومحبون في عدن طولا وعرضا،
اما الصحافة فكنت فاكهتها بامتياز..
ويطول الحديث لو اردنا النبش، لكن يكفي تذكرك، رحمة الله عليك .
وتكفينا ابتسامتك التي لن تبلى ابدا..