عودة زخم مفاوضات (هدنة غزة) وسط تفاؤل الأطراف المشاركة
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
ذكرت مصادر طبية أن 34 شهيدا سقطوا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة بالقطاع منذ فجر اليوم. ويواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات نسف مبانٍ سكنية في بيت لاهيا ومنطقة المشروع، كما سمعت انفجارات ضخمة ناتجة عن عمليات أخرى لنسف مبان في مخيم جباليا. وذكر مراسل الجزيرة أن جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية في حي الجنينة شرقي مدينة رفح.
وعلى الصعيد الإنساني، حذر نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو -في حديث للجزيرة- من مجاعة متوقعة بشمال قطاع غزة، مشيرا إلى أن البرنامج غير قادر على الوصول إلى المنكوبين في شمال غزة.
وقال سكاو إن الأطفال يموتون جوعا في شمال قطاع غزة بسبب عدم وجود الغذاء.
وشدد على وجوب تأمين مسارات توزيع المساعدات في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هناك نهبا لشاحنات المساعدات الداخلة إلى قطاع غزة.
وأكد سكاو أن برنامج الأغذية يحاول إيجاد مسارات لتوزيع المساعدات في قطاع غزة.
على صعيد متصل، أعلن مكتب إعلام الأسرى أن الاحتلال الإسرائيلي أفرج عن 18 أسيرا من سكان شمال غزة كان الاحتلال قد أسرهم في العملية العسكرية المستمرة في جباليا وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة ووصلوا إلى المستشفى الأوروبي لتلقي العلاج.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة على مرأى ومسمع العالم أجمع، خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
سياسيا ارتفع التفاؤل في إسرائيل وقطاع غزة بعد تصريحات رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، اليوم السبت، والتي قال فيها إن الزخم عاد إلى المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة وتبادل للرهائن في غزة بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال بن عبد الرحمن في منتدى الدوحة: «لقد شعرنا بعد الانتخابات بأن الزخم يعود... وهناك كثير من التشجيع من الإدارة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق،
حتى قبل أن يتولّى الرئيس منصبه». ورأى أن الخلافات بين «حماس» وإسرائيل «ليست جوهرية».
وتؤكد تصريحات رئيس الوزراء القطري تقارير سابقة حول إبداء إسرائيل وحماس مرونة كبيرة من أجل التوصل إلى اتفاق، واستعداد حماس للمرة الأولى القبول باتفاق «متدرج» في غزة على غرار اتفاق لبنان، وبدء الحركة حصر قوائم الأسرى الأحياء والأموات لديها ولدى فصائل أخرى، استعداداً لاتفاق محتمل.
وقالت مصادر مطلعة إن الحركة تدرس مقترح مصر الأخير، وسترد عليه إيجاباً. ويفترض، حسب المصادر، عقد جولة جديدة من المفاوضات خلال أيام في القاهرة.
والتقى قادة حماس مسؤولين مصريين الأسبوع الماضي وقطريين وأتراكاً، ثم أجرت الحركة مشاورات داخلية ومع فصائل فلسطينية أخرى.
وأكدت المصادر أن المشاورات مكثفة وحثيثة، والاتفاق هذه المرة أقرب من أي وقت مضى.
ووفق المصادر، فإن التوجّه لدى «حماس» إيجابي للغاية، لكنها قد تطلب توضيحات أو تضع توضيحات لمنع الالتباس.
والتفاؤل لدى حماس موجود في إسرائيل كذلك. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية عودة الزخم للمفاوضات. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن التفاؤل يزداد لدى كل الأطراف، وهناك أمل في التوصل لصفقة.
وقال مراسل «القناة 12» الإسرائيلية إن هناك فرصة حقيقية هذه المرة لإنجاز صفقة. ونقل المراسل عن مصدرين قولهما: «بالفعل هناك تحرك نحو صفقة... الظروف تنضج، ودافع حماس للوصول إلى صفقة هو الأعلى منذ شهور».
وأضاف: «التفاؤل يأتي بشكل رئيس من الرسائل التي تُنقل إلى الوسطاء حول بندين يبدو أن حماس مستعدة للتنازل عنهما، وهناك عدة أسباب تدفع الحركة لتقديم تنازلات، منها الضغط في الشمال، وأيضاً بالطبع اغتيال يحيى السنوار».
ويعود الزخم فعلياً إلى رغبة ترمب في الوصول إلى صفقة قبل تسلمه الحكم في 20 يناير المقبل.
وقال مصدران مطلعان لـ«تايمز أوف إسرائيل» إنه بناءً على طلب مسؤولين من فريق ترمب الانتقالي، أعادت قطر دعوة قادة «حماس» إلى الدوحة الأسبوع الماضي سعياً لإحياء مفاوضات الرهائن.
وكانت قطر قد جمّدت وساطتها أواخر أكتوبر الماضي، وقلّصت حضور «حماس» في العاصمة الدوحة، بعد طلب من إدارة الرئيس جو بايدن، في محاولة للضغط على الحركة من أجل الوصول إلى اتفاق وقف نار في قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أبلغ في يوليو الماضي، بأنه يريد إنهاء الحرب في غزة بحلول عودته إلى منصبه، وفق ما ذكرت مصادر «تايمز أوف إسرائيل»، وجرى تعزيز هذا الطلب منذ فوز ترمب في الانتخابات. ويبدو أن مبعوث ترمب الجديد إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، نقله إلى رئيس الوزراء القطري، خلال اجتماع عقد مؤخراً في الدوحة، حسب أحد المصادر.
ولم يوضح مساعدو ترمب لقطر أنهم يريدون إنهاء أزمة الرهائن بحلول 20 يناير فحسب، بل طلبوا أيضاً منها إعادة قادة «حماس» إلى الدوحة تحقيقاً لهذه الغاية، عادّين جهود الوساطة التي تبذلها الدولة الخليجية ضرورية لنجاحها.
وأكد أحد المصادر أن عودة مسؤولي «حماس» مؤقتة فقط، في إطار جهود التفاوض الجديدة.
وتوسّطت قطر إلى جانب الولايات المتحدة ومصر منذ أشهر في محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حماس 7 أكتوبر 2023.
ونجح الوسطاء في التوسط لوقف إطلاق النار؛ الذي استمر لمدة أسبوع في نوفمبر 2023، عندما تم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، لكن المحادثات تعثّرت منذ ذلك الحين، واستمرت الحرب، ولا يزال هناك 100 رهينة في غزة.
وبعد التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الأسبوع الماضي، أكدت إدارة بايدن أن الاتفاق ترك حماس معزولة، وربما أكثر استعداداً للتنازل في مفاوضات الرهائن.
وقالت الولايات المتحدة إنها أطلقت جهوداً جديدة مع مصر وقطر وتركيا للتوصل إلى اتفاق.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مساعدو نتنياهو للصحافيين إن مصر أعدت اقتراحاً جديداً أثار تفاؤلهم.
وأشاروا إلى تهديد ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث حذر من جحيم في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن قبل تنصيبه، وزعموا أن حماس تواجه ضغوطاً غير مسبوقة لتقديم تنازلات.
وقال مساعدو نتنياهو إن الاقتراح المصري يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، مماثلاً إلى حد كبير للمرحلة الأولى من الإطار المكون من 3 مراحل، والذي كان الوسطاء يدفعون إليه منذ أشهر. والاقتراح المدرج الآن على جدول الأعمال يشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في المرحلة الأولى، وتبادل أسرى، وفتح معبر رفح، ولا يضمن إنهاء الحرب أو انسحاباً إسرائيلياً كاملاً، ويبقي القوات الإسرائيلية في محوري فيلادلفيا ونتساريم، ويعطي الفرصة للاتفاق لاحقاً على الانسحاب الشامل وإنهاء الحرب بشكل تدريجي.