مكابدات استفحالية اضحى يكابدها وبشكل لا يطاق كافة المنضوين في اطار حقل التربية والتعليم.
هؤلاء الفئة المميزة في كل دول وأنظمة المعمورة إلا في بلادنا حرمت من نيل أبسط حقوقها المشروعة ومنحت بدلاً من التكريم والتبجيل شتى أنواع التطفيش والاهمال بل والتقزيم والتجويع الممنهج بعناية تفوق التخيل، ولعل أمل وطأة اشغال عقولهم وتمزيق اعصابهم وتفتيت مدخرات مكتسبات خبراتهم باللهث بين دوامة تسول رواتبهم المتعسر صرفها دون استجداء ومعاناة وبرطعة تصل حد اجبارهم على تلقين تلاميذهم مفاهيم الاضراب والعصيان بدلاً من غرس المفاهيم العلمية والقيم والمثل التربوية الاخلاقية الهادفة تنمية الأجيال المشبعة بالعلم والمثل والاخلاق الحميدة.
نعلم جيداً ان هؤلاء التربويين وجدوا انفسهم فجأة لا حول لهم ولا قوة لا يستطيعون اشباع ارماق فلذات أكبادهم .. ناهيك عن ارماقهم وارماق من هم في ذمة كفالاتهم الآباء والأمهات والزوجات ترى اي حياة منزوعة الكرامة وجدوا انفسهم في طيها .. بل أي مفاهيم علمية أو قيم تربوية سوف يلقنوها لتلاميذهم .. لنتصور مدرساً يشرح للتلاميذ معنى ومفهوم وأهمية نظافة المظهر وانه من المعيب على التلميذ ان يحضر للمدرسة وملابسه متسخة مثلاً .. فيما المدرس نفسه لا يجد قيمة ما يغسل به ملابسه المتسخة اصلاً بل كيف يشرح أهمية التغذية الصحية فيما هو بطنه (مخوع تقرقر من شدة الجوع) .. هذه أمثلة سطحية تعبر باستحياء عن المكابدات المذلة التي يتكعفها المدرسون والتربويون عموماً لا ندري ماهية دوافع المخرج الظاهر الخفي وما يرنو من ورائها ولعلنا نستوضح سياسة التطفيش والتجويع والتي شملت مختلف مناحي حياة الناس كل الناس في عدن بالذات ما حقيقة خوضها فالندوب اللاصقة في القلوب قد تحولت بمواجعها إلى شروخ وطعنات تدمي القلوب المكلومة اصلاً .. الأمر تجاوز المدرسين والاعلاميين ورجال الأمن بل وكل صفوات المجتمع، أكرر نعم على كوادر من صفوة المجتمع يكابدون كل صنوف الاذلال والتركيع بهراوة التجويع ومنغصات شح الخدمات الضرورية والغلاء الفاحش غير المبرر والممنهج بصفات رسمية من قبل ذوي الشأن والأمر ونقولها على بلاط بدون تمحيص.. هذا التربوي المخضرم وما يقدمه من واجبات انسانية تصل حد القداسة .. هل يجوز تجريعه كل هذا الشتات والاذلال فيما تصرف الدولة آلاف الدولارات للقابعين خارج ديار الوطن .. ترى ماذا يبغي المخرج افيدونا ؟!!