دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلن الجيش الروسي أن قواته الجوية تقصف فصائل مناهضة للحكومة في سوريا ضمن عملية لصد "متطرفين" شنوا هجوماً كبيراً على مدينة حلب، وفق ما أوردت وكالات أنباء روسية رسمية.
ونقلت الوكالات عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا قوله إن "القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية، ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية تابعة للإرهابيين".
وأوردت الوكالات أن الغارات أدت إلى "القضاء" على 200 مسلح خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال أوليغ إغناسيوك نائب رئيس مركز المصالحة الروسي إن "عملية صد عدوان المتطرفين مستمرة"، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية.
وموسكو هي الداعم العسكري الأهم للرئيس السوري بشار الأسد، وساهم تدخلها المباشر اعتباراً من العام 2015 في تحويل مسار النزاع لصالح النظام.
وتمكنت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل حليفة لها من الدخول إلى مدينة حلب التي تقع تحت سيطرة النظام السوري، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد يومين من عملية عسكرية مباغتة أطلقتها تلك الفصائل ضد مناطق النظام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفصائل "دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية" للمدينة وسيطرت على خمسة منها. وقال شاهدا عيان من المدينة للوكالة إنهما شاهدا رجالا مسلحين في منطقتهما، وسط حالة هلع في المدينة.
وكانت مجموعات مسلحة بينها "هيئة تحرير الشام" وفصائل مدعومة من تركيا قصفت أمس الجمعة، مدينة حلب في شمال سوريا وأصبحت على أبوابها.
وأودت العمليات العسكرية بحياة 255 شخصاً، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، معظمهم مقاتلون من طرفي النزاع، ومن بينهم أيضاً 24 مدنياً قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام في المعركة.
ومع حلول اليوم، كانت الفصائل بسطت سيطرتها على أكثر من 50 مدينة وقرية في الشمال، وفقاً للمرصد السوري، في أكبر تقدم تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة منذ أعوام.
ووصلت في المقابل تعزيزات من جيش النظام السوري إلى مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في سوريا، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن الجيش السوري في بيان مواصلته "التصدي" لهجوم "هيئة تحرير الشام" وفصائل معارضة حليفة لها وصلت إلى مشارف مدينة حلب بعد يومين من هجوم مباغت أوقع عدداً كبيراً من القتلى من الطرفين.
وقال الجيش في بيان، "تواصل قواتنا المسلحة العاملة على جبهات ريفي حلب وإدلب التصدي للهجوم الكبير الذي تشنه التنظيمات الإرهابية"، مضيفاً أن قواته تمكنت من "استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية".
من جهتها، أكدت إيران مجدداً دعمها الحازم للنظام السوري حليفها، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان.
وجاء في البيان أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "شدد على دعم إيران المستمر لحكومة سوريا وأمتها وجيشها في كفاحها ضد الإرهاب"، وذلك في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن عراقجي ندد بهجمات للمعارضة السورية ووصفها بأنها "خطة أميركية صهيونية بعد هزيمة النظام الصهيوني في لبنان وفلسطين".
ووصل مقاتلو "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها اليوم إلى مشارف حلب، وقال مدير "المرصد" رامي عبدالرحمن إن "القتال وصل الآن إلى مدينة سراقب الاستراتيجية" الخاضعة لسلطة النظام، مضيفاً أنه "إذا تمكن المتمردون من السيطرة عليها، فقد يؤدي ذلك إلى محو مكاسب النظام في المنطقة منذ خمس سنوات".
وأوضح أن المسلحين "سيطروا الآن على نحو 50 بلدة وقرية" في محافظتي إدلب وحلب، لافتاً إلى أنه "من الغريب أن نرى قوات النظام تتلقى ضربات قوية كهذه، على رغم الغطاء الجوي الروسي والمؤشرات المبكرة على أن هيئة تحرير الشام ستشن هذه العملية".
وقصف المسلحون حلب للمرة الأولى منذ أربع سنوات واستهدفوا المدينة الجامعية فيها حيث قتل أربعة مدنيين، بينهم طالبان، بحسب وكالة "سانا" الرسمية.
وقال جيش النظام السوري ومصادر من المعارضة إن طائرات حربية روسية وسورية قصفت في اليوم التالي شمال غربي سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة، بالقرب من الحدود مع تركيا في محاولة لصد هجوم استولت فيه المعارضة على أراض، للمرة الأولى منذ سنوات.
ووصلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة حلب، وتحدث مصدر أمني سوري طالباً عدم الكشف عن هويته عن "معارك واشتباكات عنيفة من جهة غرب حلب"، مؤكداً أنها "لم تصل إلى حدود المدينة".
وسط هذه الأجواء قال الكرملين إنه يريد أن تستعيد دمشق النظام الدستوري في منطقة حلب في أقرب وقت ممكن بعد هجوم استولت فيه المعارضة على أراض هناك، وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو تعتبر الهجوم انتهاكاً لسيادة سوريا وتريد من السلطات سرعة التحرك لاستعادة السيطرة هناك.
وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس 2020 عندما وافقت روسيا، التي تدعم الرئيس بشار الأسد، وتركيا، التي تدعم المعارضة، على وقف لإطلاق النار لإنهاء القتال الذي استمر سنوات وشرد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.
وشنت فصائل معارضة بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام" هجوماً أول من أمس الأربعاء، اجتاحت خلاله 12 بلدة وقرية في محافظة حلب.
وقالت مصادر أمنية تركية إن جماعات معارضة في شمال سوريا شنت عملية محدودة في أعقاب هجمات نفذتها قوات النظام السوري على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسعت عمليتها بعد أن تخلت القوات الحكومية عن مواقعها.
وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب، التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019.
ويقول المسلحون إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من القوات الجوية الروسية والسورية بمناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأية هجمات من جانب جيش النظام الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع المسلحين.
وذكر مصدر عسكري أن الجيش قصف مناطق قرب مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، ومدينتي أريحا وسرمدا ومناطق أخرى في جنوب محافظة إدلب.