طهران / 14 أكتوبر / متابعات :
يجتمع دبلوماسيون أوروبيون وإيرانيون اليوم الجمعة في جنيف لمناقشة إذا ما كان من الممكن الانخراط في محادثات جادة في الأسابيع المقبلة لنزع فتيل التوتر في المنطقة، بما في ذلك قضية البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل قبل عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للبيت الأبيض.
وقال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز" إن إيران تتوقع محادثات "صعبة وجادة" مع القوى الأوروبية وإن روسيا والصين سيتم إطلاعهما على نتائج الاجتماع الأسبوع المقبل.
وأضاف المسؤول، "إذا نجحنا في التوصل إلى خريطة طريق مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا لكيفية حسم النزاع النووي، ستصبح الكرة في ملعب الولايات المتحدة لإنعاش أو قتل الاتفاق النووي لعام 2015". وقال، "هناك ارتباط بين النزاع النووي والأزمات الإقليمية والتعاون العسكري بين طهران وروسيا".
بالتزامن، ذكر تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الخميس أن إيران أبلغت الوكالة باعتزامها تركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، يصل عددها إلى 6 آلاف، في منشأتي نطنز وفوردو وتشغيل أجهزة تم تركيبها أخيراً.
ويسرد التقرير الموجه إلى الدول الأعضاء في الوكالة تفاصيل إجراءات أبلغت إيران الوكالة باعتزامها تنفيذها، على رغم أنها لم تنجز سوى القليل منها حتى الآن، إذ تعهدت بإضافة آلاف من أجهزة الطرد المركزي بعد قرار صادر ضدها من الوكالة التي يتألف مجلس محافظيها من 35 دولة.
وجاء في التقرير أن "إيران أبلغت الوكالة" بنيتها وضع هذه الآلات في الخدمة في موقعي فوردو ونطنز بمعدل تخصيب يصل إلى خمسة في المئة، أي ما يزيد قليلاً على النسبة المسموح بها بموجب الاتفاق النووي الدولي لعام 2015 التي تبلغ 3.67 في المئة.
وتملك إيران بالفعل أكثر من 10 آلاف جهاز طرد مركزي قيد التشغيل في موقعي نطنز وفوردو تحت الأرض ومحطة فوق الأرض في نطنز. ويحدد التقرير تفاصيل خطط تركيب أكثر من 32 مجموعة تتألف كل منها من 174 جهازاً تقريباً، إضافة إلى مجموعة ضخمة وغير مسبوقة من 1152 جهازاً متقدماً للطرد المركزي من طراز "آي آر-6".
ولم يتطرق التقرير إلى ذكر التخصيب لدرجة نقاء 60 في المئة القريبة من مستوى صنع الأسلحة عند 90 في المئة، مما قد يشير إلى اتباع إيران نهجاً حذراً نسبياً في ظل استعدادها لإجراء محادثات اليوم الجمعة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في جنيف بهدف العودة للحوار مع الغرب.
وقبل أسبوع فقط من الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة، عرضت طهران وضع حد أقصى لمخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة 60 في المئة، لكن دبلوماسيين قالوا إن ذلك مشروط بعدم اعتماد المجلس قراراً يستهدفها.
وتحققت الوكالة من أن إيران تبطئ من التخصيب عند ذلك المستوى الأعلى ووصفت الأمر بأنه "خطوة ملموسة في الاتجاه الصحيح"، لكن مجلسها اعتمد قراراً اقترحته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة يكرر دعوة إيران إلى زيادة تعاونها مع الوكالة.
ولم يذكر التقرير أن إيران عدلت عن الإبطاء في التخصيب إلى ذلك المستوى الأعلى، لكنه أوضح أن طهران أخطرت الوكالة بأن ثماني مجموعات مضافة حديثاً من أجهزة "آي آر-6" سيتم تشغيلها للتخصيب إلى درجة نقاء تصل إلى خمسة في المئة. وأظهر تقرير للوكالة في أغسطس (آب) الماضي أن درجة النقاء المزمعة غير محددة.
في غضون ذلك دعت إيران الاتحاد الأوروبي اليوم إلى التخلي عن سلوك اعتبرته "غير مسؤول" في شأن مجموعة من القضايا الدولية بعد لقاء أمس الخميس مع الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا في جنيف، حيث تجرى اليوم محادثات بين الطرفين حول الملف النووي.
وكتب نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، وهو جزء من الوفد الإيراني، على "إكس"، "أكدنا له مجدداً أن على الاتحاد الأوروبي التخلي عن سلوكه الأناني وغير المسؤول في مواجهة مشكلات هذه القارة وتحدياتها، والقضايا الدولية".
ورأى أن أوروبا "لم تنجح في أن تكون لاعباً جدياً" في المسألة النووية، بعدما قامت واشنطن في 2018 بمعاودة فرض عقوبات على طهران كان الأوروبيون يعارضونها.
وكان غريب آبادي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي أجريا مناقشات أمس في جنيف مع مورا، الذي يشغل منصب نائب الأمين العام للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
من جهته أفاد مورا عبر "إكس" بأنه جرى بحث "دعم إيران العسكري لروسيا الذي يجب أن يتوقف، والمسألة النووية التي تحتاج إلى حل دبلوماسي، والتوترات الإقليمية - من المهم أن يتفادى جميع الأطراف التصعيد - وحقوق الإنسان".