انطلاق حراك دولي وإقليمي لوقف الحرب في (غزة)
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
بدأت الولايات المتحدة وقوى فاعلة في الشرق الأوسط اليوم الأربعاء العمل على التوصل لوقف الحرب في قطاع غزة، بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن الولايات المتحدة ستبدأ اليوم الأربعاء مسعاها الجديد للتوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حزب الله اللبناني.
وفي مقابلة مع قناة إم.إس.إن.بي.سي، قال سوليفان إن "الرئيس بايدن يعتزم بدء هذا العمل اليوم من خلال تواصل مبعوثين مع تركيا وقطر ومصر وفاعلين آخرين في المنطقة".
وكان بايدن تعهد في وقت سابق بالعمل خلال الأيام المقبلة مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال بايدن "سنعمل على إطلاق سراح "الرهائن" من غزة وإنهاء الحرب من دون وجود حماس في السلطة".
وفي القاهرة قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل اليوم الأربعاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "وبحثا الجهود المشتركة الرامية لوقف إطلاق النار في غزة".
وأضافت أن الجانبين شددا على الأهمية البالغة لتمكين ودعم كافة مؤسسات الدولة اللبنانية للحفاظ على أمن وسيادة لبنان.
وفي وقت سابق، أعربت قطر عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. وقالت إنها تأمل في أن يفضي إلى اتفاق مماثل لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة.
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء إن بلاده مستعدة للمساعدة بأي طريقة ممكنة للتوصل لوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة
وعبَر عن ارتياحه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في لبنان.
وقال أردوغان لنواب من حزبه العدالة والتنمية الحاكم "نعلن أننا، بوصفنا تركيا، مستعدون لتقديم أي مساهمة لإنهاء المذبحة في غزة وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار".
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر لم تسمها أن إسرائيل طلبت من تركيا أن تتدخل في الوساطة مع حماس للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وقد انتقدت القناة 12 الإسرائيلية طلب إسرائيل من تركيا التوسط لدى حماس.
وقالت القناة إن أردوغان الذي كان يصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالأمس بالنازي "تحول في لحظة إلى راعي الوساطة بين إسرائيل وحماس".
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الوضع في الشرق الأوسط مستمر في التدهور نتيجة سياسات إسرائيل التي وصفها بالعدوانية.
وشدد على أن رغبة واشنطن في احتكار الوساطة والتضحية بقرارات مجلس الأمن من أسباب تدهور الوضع في الشرق الأوسط.
يذكر أنه وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي الجانب اللبناني، خلف العدوان الإسرائيلي أزيد من 3 آلاف قتيل وأعدادا كبيرة من الجرحى، إلى جانب تهجير سكان قرى بالجنوب اللبناني.
إلى ذلك ذكرت وزارة الصحة بغزة، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 33 شهيدًا و134 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأوضحت الصحة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 44,282 شهيدًا و104,880 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ولفتت الوزارة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وفي التفاصيل الميدانية، أفادت الأنباء أن مدفعية الاحتلال قصفت منطقة المواصي غرب رفح جنوب قطاع غزة.
كما أطلقت مدفعية الاحتلال المتمركزة على محور فيلادلفيا قذائفها بكثافة تجاه وسط مدينة رفح. وأصيب فلسطيني إثر استهداف مجموعة مواطنين في خربة العدس شمال رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت الأنباء بوصول 3 أسرى أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي إلى مستشفى الأوروبي بخان يونس جنوب القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وجميعهم من سكان شمال قطاع غزة.
وفي وسط القطاع، وقع قصف مدفعي شمال غرب النصيرات وسط قطاع غزة.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44,249 مواطنًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,746 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
إلى ذلك ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء إلى 12 على الأقل، جراء غارات إسرائيلية استهدفت مركزا للإيواء وتجمعا لمواطنين ومنزلا في محافظتي غزة والشمال، وسط استمرار القصف المدفعي على مختلف مناطق القطاع.
ومن بين هؤلاء 8 فلسطينيين بينهم 3 أطفال استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين، وسبق للجيش الإسرائيلي ارتكاب مجزرة كبيرة فيها خلال أغسطس الماضي.
كما أدى قصف نفذته طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم على مركز إيواء مدرسة التابعين، إلى وقوع شهداء ومصابين ومفقودين في صفوف النازحين داخل المركز، في حين ما زالت أعمال البحث جارية عن مفقودين آخرين.
وفي حي الشجاعية شرق غزة، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في شارع بغداد.
وفي العاشر من أغسطس الماضي، ارتكبت طائرات إسرائيلية مجزرة بحق النازحين أثناء أدائهم صلاة الفجر داخل مصلى مدرسة التابعين، وعرفت باسم مجزرة الفجر، حيث قصفتها بشكل مباشر ومن دون إنذار؛ ما أسفر عن استشهاد 100 فلسطيني على الأقل وإصابة وفقدان عشرات آخرين، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
أما بمحافظة شمال غزة، فقد استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا أمام بوابة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
وأضاف المصدر ذاته وشهود عيان أن طائرات إسرائيلية شنت غارات عنيفة على بلدة بيت لاهيا ومحيط مستشفى كمال عدوان إحداها استهدفت برجا سكنيا.
كما نفذت مقاتلات حربية أحزمة نارية بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف ومكثف على مناطق مختلفة بمحافظة الشمال.
وأكدت الأنباء بأن قوات الاحتلال تجبر نازحين في مدرسة عوني الحرثاني بمشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة على مغادرتها تحت التهديد.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف للمنازل والمباني السكنية في مخيم جباليا، وذلك إمعانا بالإبادة والتطهير العرقي المستمر بمحافظة الشمال منذ الخامس من أكتوبر الماضي.
وفي الخامس من أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة.
أما في منطقة وسط قطاع غزة، فقد أطلق الجيش الإسرائيلي النار وقذائف مدفعية غربي مخيم النصيرات، بينما سمع دوي انفجار ضخم في المخيم ناتج عن عملية نسف مبان سكنية شمالي المخيم.
كما شهدت مدينة رفح أقصى جنوب القطاع قصفا مدفعيا مكثفا تركز في المناطق الشرقية والغربية، بحسب شهود عيان.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.