بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
تجددت الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية اليوم الإثنين، بعد إنذار للسكان بالإخلاء، على وقع استمرار المواجهة المفتوحة بين "حزب الله" وإسرائيل التي قالت إنها استهدفت "مراكز قيادة" تابعة للحزب.
وأوردت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن الطيران الإسرائيلي شن ثلاث غارات على محيط حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تصاعدت سحابتا دخان وغبار ضخمتان من المنطقة بصورة متزامنة.
وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي حدد عبر منصة "إكس" ثلاثة أبنية في حارة حريك، طالباً من السكان إخلاءها.
وفي بيان إثر القصف، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن ضربات على "مراكز قيادة عدة" تابعة للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية.
وجاءت الضربات اليوم الإثنين بعد عطلة نهاية أسبوع تخللتها سلسلة غارات إسرائيلية طاولت أبنية عدة في ضاحية بيروت الجنوبية وأطرافها، وغارة دامية فجر السبت استهدفت منطقة البسطة الفوقا في قلب بيروت.
وقالت إسرائيل إنها استهدفت مركز قيادة لـ"حزب الله" في غارتها السبت على منطقة البسطة.
وأسفرت تلك الغارة التي أحدثت دماراً كبيراً وتردد صداها إلى مناطق خارج نطاق العاصمة، عن مقتل 29 شخصاً في الأقل وإصابة 67 آخرين بجروح، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة.
براً، تحاول القوات الإسرائيلية التوغل على محاور عدة إلى عدد من القرى والبلدات في جنوب لبنان، أبرزها بلدة الخيام حيث تخوض اشتباكات "شرسة" مع مقاتلي "حزب الله"، وفق الوكالة الوطنية.
في هذا الوقت، أفادت القناة الـ14 الإسرائيلية بأنه اتفق على انضمام فرنسا إلى الاتفاق مع "حزب الله"، وأشارت إلى أن الاتفاق جاء في اللحظة الأخيرة، ومعناه أن فرنسا ستكون على الأرجح جزءاً من الآلية، التي من المتوقع أن تراقب التفاهمات التي يتم التوصل إليها في إطار الاتفاق.
وأوضحت أن من بين التفاهمات التي توصل إليها انسحاب "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني، ونزع سلاح الحزب في المنطقة الواقعة بين النهر والحدود مع إسرائيل، وقبل كل شيء، الحفاظ على حرية العمل للجيش الإسرائيلي في منطقة جنوب لبنان في حالة حدوث انتهاك، ويتضمن الاتفاق انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي تحركت فيها قواته.
أما بالنسبة إلى عودة سكان جنوب لبنان إلى قراهم ومنازلهم، فأوضحت أن مسلحي "حزب الله" لن يعودوا إلى المنطقة، إذ سيعود المدنيون الذين لا يحملون السلاح.
واليوم، ندد لبنان بهجوم وقع في الآونة الأخيرة على قاعدة لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "يونيفيل" في جنوب البلاد، الذي أسفر عن إصابة أربعة إيطاليين من عناصر حفظ السلام بجروح طفيفة.
ودعا وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب خلال مؤتمر في روما جميع الأطراف إلى احترام سلامة جميع القوات.
وأشار بو حبيب إلى أن "يونيفيل هي جسر التعاون بين لبنان والشرعية الدولية. إن الدول الصغيرة، مثل لبنان، تحتمي تحت مظلة الأمم المتحدة ومؤسساتها، لحماية نفسها من الأطماع والاعتداءات الخارجية". وقال "الاعتداءات والقتل والدمار والتهجير لنحو مليون ونصف المليون لبناني تجعلنا أكثر إصراراً على طلب دعم المجتمع الدولي، للتغلب على التحديات التي نواجهها. إن المساعدة التي يقدمها أصدقاء لبنان أساس لتحقيق التعافي والانتعاش. ويتطلع اللبنانيون إلى دولة قوية تدافع عن حقوقهم وسيادتهم وسلامة أراضيهم".
ولفت إلى أن "التنفيذ المتوازي والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، هو بوابة الاستقرار. إن لبنان مستعد للوفاء بالتزاماته المنصوص عليها في القرار المذكور أعلاه. وهذا يعني حرفياً، وأنا أقتبس: لن يكون هناك سلاح من دون موافقة الحكومة اللبنانية، ولا سلطة غير سلطة الحكومة اللبنانية".