كـليـــة اللغــات والترجمــة تُعــد الأولـى مــن نوعهـا بـــعــدن
عدن/14 أكتوبر/ خاص :
تعتبر كلية اللغات والترجمة في جامعة عدن، من الكليات حديثة المنشأ، حيث انشئت عام 2013م، وبدأ العمل بها فعلياً في العام 2015م ، وحول هذه الكلية كان لصحيفة 14 أكتوبر، لقاء خاص مع عميد كلية اللغات والترجمة في جامعة عدن أ.د/ جمال محمد الجعدني، اليكم تفاصيل هذا اللقاء:
- لدينا (8) لغات أجنبية ولأول مرة تدرّس اللغة الصينية
- نتيجة الحرب الأخيرة نالت كلية اللغات النصيب الأكبر من الدمار
- نعمل بجهود ذاتية لإعادة هذا الصرح الأكاديمي إلى سابق عهده
- المـوازنــة التشغيلية متوقفة منذ العام 2011م
بداية التأسيس
في بداية حوارنا مع الدكتور جمال محمد الجعدني اعطانا لمحة اولية حول تاسيس الكلية حيث قال: (في بداية تأسيس الكلية ، ركزنا على تخصصات معينة ملبية لمتطلبات سوق العمل المحلية والعربية والدولية، ومن ضمن هذه التخصصات تخصص اللغة الإنجليزية التجارية والترجمة ، وهذه من التخصصات التي لها رواج كبير بين الطلاب لسهولة الحصول على وظيفة سواء كانت في المنظمات الدولية أو المحلية أو حتى في المؤسسات مثل المنطقة الحرة والمطار، كما يوجد لدينا ثمان لغات أجنبية اللغة الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الألمانية والأسبانية ومؤخراً الصينية، ولأول مرة في عدن تدرس اللغة الصينية)..
وحول ذلك أكد الجعدني بالقول.. كان معنا مؤخراً اجتماع عبر الزوم مع الملحق الثقافي في الصين ومع رئاسة جامعة (تاتيوا) في الصين أثمر بتقديم (20) منحة دراسية للطلاب الذين أكملوا دورات القنصلية في قسم اللغات والترجمة في جامعة عدن.
مبادرة ذاتية
وأشار الدكتور جمال الجعدني، الى أن الزيارة جاءت بمبادرة ذاتية من السفير الصيني، حيث زارنا مرتين متتاليتين، وكان الغرض من الزيارة تفعيل برنامج اللغة الصينية.. مشيراً الى أنه بتوجيهات من رئاسة الجامعة الدكتور ناصر لصور الذي يُقدم لنا مشكوراً كل الدعم والتشجيع بدانا بالفعل بتدريس اللغة الصينية في فترة قياسية وفي زيارته الثانية جاء السفير ليشكرنا ويقدرنا على الجهد الذي بدأنا به فعلاً والحمد لله أكملنا ثلاث دورات، والآن وجهت لنا منح دراسية من الصين وسيسافر الطلاب بالقريب العاجل.
تخصصات مواكبة للسوق المحلية
واضاف الدكتور الجعدني حول تخرج بعض الدفعات المواكبة حسب طلب سوق العمل المحلية حيث قال: (طبعاً ركزنا على فتح تخصصات تكون مواكبة لسوق العمل والبرامج المتطورة في الجامعات الأخرى، كما عملنا على تجهيز القاعات الدراسية بشكل حديث، حيث زودنا إحدى القاعات بشاشات لتسهيل عملية الشرح، كما يوجد لدينا طاقة كهربائية مستمرة على مدار الساعة خلال أوقات الدوام الرسمي) .
نقلة نوعية
ويقول الدكتور جمال الجعدني ، إن الكلية تُعد الأولى نوعياً عن غيرها من الكليات، حيث فتحنا إلى جانب دراسة البكلاريوس برامج دراسات عُليا في الماجستير والدكتوراه.. مشيرا إلى أن العاصمة عدن خاصة وأبناء هذه البلد عامة يستحقون كل جديد ونوعي في مجال العلم والمعرفة .
نشاطنا الفعلي
واضاف الدكتور جمال الجعدني: (بدأنا نشاطنا الفعلي في الكلية عام 2015م، لكن لسوء الحظ تعرضت العاصمة عدن لحرب تدميرية غاشمة - في نفس العام - قضت على كل ما هو جميل فيها ودمرت البنية التحتية لها، وكان لكلية اللغات النصيب الأكبر من هذا الدمار كونها تقع بالقرب من مطار عدن الدولي ومعسكر بدر ولا يفصلنا عنهما إلا أمتار معدودة).
رد صادم
وواصل حديثه قائلاً: (بعد كل هذا الدمار الذي لحق بالكلية، لم يتم تعويضنا بشيء، وعند متابعتنا للجهات المعنية ونزولهم لتلمس مستوى الدمار الذي وقع على الكلية، كان ردهم صادما لنا بأن عملهم فقط محصور في الترميم أما إعادة البناء فلم يتم البدء فيه، إلا أننا لم نستسلم للواقع المرير وعاودنا النهوض من أول وجديد وتحدينا كل الصعاب، حيث عملنا بجهود ذاتية على بناء أربع قاعات دراسية تستوعب بين (100 إلى180) طالبا وطالبة).
أما بالنسبة لمنتسبي الكلية أوضح بالقول: (يوجد لدينا ما يقارب (2000) طالب وطالبة بكالوريوس و(500) طالب كفاءة وأكثر من (200) طالب وطالبة في اللغات المختلفة ليصل إجمالي عدد طلاب كلية اللغات والترجمة في جميع البرامج ما يقارب (3000) طالب وطالبة).
دور جامعة عدن
وعن دور جامعة عدن، أشار الدكتور الجعدني الى أن الموازنة التشغيلية متوقفه منذ العام 2011م، واضاف: كل الذي يصلنا فقط رسوم محدودة وليس من كل الطلاب، لأن الكلية كبقية الكليات تعمل بنظامين (نظامي وموازٍ)، فهناك طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن أبناء الهيئة التدريسية وأبناء الموظفين وكذا أبناء الشهداء، هذا يؤثر على دخل الكلية، ناهيك عن النفقات التشغيلية التي ارتفعت مؤخراً أضعاف ما كانت عليه في السابق، مثال على ذلك في 2015م كنا نشتري العلبة المداد بـ(4500 ريال) كان أفضل نوع، أما الآن ارتفعت قيمتها إلى (75 ألفا)، وليست أفضل نوع إنما درجة ثانية، مثمناً الدور الكبير الذي تلعبه رئاسة جامعة عدن في إعادة شريان الحياة لينبض من جديد داخل أروقة الجامعات والقاعات.
أنشطة توعوية
وتابع عميد كلية اللغات والترجمة حديثه بالقول: إضافة إلى الأنشطة الأكاديمية التي نقدمها، توجد لدينا انشطة مجتمعية..
مكملا حديثه بالقول: نقوم بأنشطة توعوية أهمها نشاط (ثقافة السلام )، نحن وصلنا إلى مرحلة أن الكل يجب أن يعمل من أجل السلام وأن لا حل لنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً إلا بالسلام ، فإن وجد السلام تستطيع أن تهتم بالتعليم والاقتصاد والتنمية المستدامة وإن فقدناه ينهار كل شيء بما فيها الأخلاق وهذا ما نعيشه اليوم من ظروف معيشية صعبة أدت إلى اباحة كل شيء من سرقة وقتل ونهب .
وبألم وحسرة شديدين يقول: (للأسف يوجد لدينا بلد ولا يوجد وطن والفرق بينهما أن البلد هو المكان الذي تسكن فيه ، أما الوطن فهو المكان الذي تتحصل فيه على كافة حقوقك القانونية، لهذا نحن نملك بلدا ولا نملك وطنا).
إحاطة لابد منها
وتمنى الدكتور الجعدني في ختام اللقاء الذي اجريناه معه أن يعم هذا البلد الأمن والسلام لأنه بوجودهما يصلح كل شيء.. مشيراً الى ان بلادنا تتمتع بالكثير من الموارد البشرية والثروات الطبيعية والمناطق الزراعية والسواحل الخلابة هي فقط بحاجة إلى أياد بيضاء ونفوس صادقة محبة تعمل على إماطة كل آثار الدمار الذي طالها منذ سنوات طويلة في مختلف المجالات وشوهت منظرها الجمالي.