شرت صحيفة فايننشال تايمز مقالا لجديون راتشمان، يُحذر فيه من أن حملة ترامب ضد “أعدائه الداخليين” تهدد أسس عظمة أمريكا. بدلاً من تعزيز القوة الأمريكية، “يسعى ترامب لتفكيك المؤسسات التي تجعلها عظيمة، مثل الجيش، والجامعات، والصحافة الحرة، والاحتياطي الفيدرالي”.
ويرى راتشمان أنه من خلال تعيين “شخصيات انتقامية” في مناصب رئيسية، مثل تولسي جابارد على رأس الاستخبارات الوطنية وروبرت ف. كينيدي جونيور في وزارة الصحة، “يهدد ترامب بتقويض القيم الأمريكية الأساسية”. مضيفاً “حملته قد تضر بحرية الفكر، والصحافة، وسيادة القانون، مما سيؤدي إلى تدهور القوة الدولية لأمريكا، في الوقت الذي قد يستفيد فيه أعدائها مثل روسيا والصين”.
في سياق ذلك، يُحذر المقال من أن تصعيد الهجوم على المؤسسات الأمريكية يمكن أن يعمق الانقسام الداخلي في البلاد، مما يجعلها عرضة للضعف على الساحة الدولية.
ويقول الكاتب إذا نجح ترامب في تعزيز سلطته على المؤسسات الكبرى، مثل الجيش والاستخبارات، “فقد يؤدي ذلك إلى ضعف التنسيق والتعاون بين الهيئات الحكومية، مما يهدد الاستقرار السياسي والأمني للولايات المتحدة”.
من جهة أخرى، يعتبر المقال أن سياسات ترامب يمكن أن تؤدي إلى تقويض الديمقراطية الأمريكية نفسها. “فحملة الانتقام التي يقودها ضد خصومه الداخليين، سواء كانوا في الجيش أو الصحافة أو القضاء، قد تخلق بيئة يسود فيها الخوف والقمع”. هذا بدوره سيزيد من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها، ويعزز الصورة السلبية التي قد تتشكل عن أمريكا في العالم، خصوصاً في ظل توسع النفوذ الروسي والصيني، وفق الكاتب.
ويُشير المقال إلى أن الحرب ضد “الأعداء الداخليين” يمكن أن تعمق الاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي، حيث يُعرض مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان للخطر. بدلاً من أن يعزز ترامب من عظمة أمريكا من خلال الإصلاحات، قد يتسبب في تدمير المبادئ التي جعلت من أمريكا قوة عظمى على مدار التاريخ.
في الختام، جاء في المقال، “ستكون العواقب بعيدة المدى، ليس فقط على الشعب الأمريكي، بل على العالم بأسره”.