الاحتلال الإسرائيلي يشن قصفا متواصلا على بيت لاهيا وينسف منازل بجباليا في (غزة)
غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون بسلسلة غارات إسرائيلية وقصف مدفعي متواصل على قطاع غزة، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ أكثر من عام.
وأفادت الأنباء بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي نفذت غارات جوية على المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة، وأصيب فلسطينيون في غارة إسرائيلية على حي الشجاعية شرقي المدينة.
وأضافت بأن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي مدفعي متواصل على بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد نسفت منازل في المناطق الغربية لمخيم جباليا شمالي القطاع، كما قصفت بالمدفعية المناطق الشمالية الغربية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما أفادت الأنباء بأن محاصرين في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمالي القطاع أطلقوا مناشدات لإنقاذهم بعد قصف إسرائيلي على منازلهم.
وفي نهاية الشهر الماضي أعلنت بلدية بيت لاهيا بشمال قطاع غزة "مدينة منكوبة" جراء حرب "الإبادة الجماعية" والحصار الإسرائيلي، وأطلقت نداء استغاثة عاجلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقالت البلدية إن المدينة أصبحت "بلا طعام وبلا مياه وبلا مستشفيات وبلا إسعافات وبلا دفاع مدني وبلا أطباء وبلا خدمات وبلا اتصالات".
ومساء الجمعة، قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيا نازحا قادما من مدينة غزة قرب حاجز محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
وقال شهود إن مركبة تابعة للأمم المتحدة انتشلت جثمان الشاب الفلسطيني وسلمته لطواقم الإسعاف التي نقلته إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، استشهد فلسطينيان اثنان في قصف إسرائيلي لتجمع مدني بمنطقة مزارع عفانة شرقي المدينة.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر والجرائم ضد المدنيين في غزة لليوم الـ407 للعدوان على القطاع.
وأفادت الأنباء اليوم السبت، بقصف مدفعية الاحتلال مناطق متفرقة شمال قطاع غزة، حيث ارتقى 3 شهداء وأصيب آخرين في قصف بمحيط مسجد مصعب بن عمير في بيت لاهيا.
كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلين في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع.
فيما نسف جيش الاحتلال منازل سكنية في منطقة مخيم جباليا، بينما شن طيران الاحتلال غارة على جباليا النزلة شمال القطاع، كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة على مخيم جباليا.
وأعلن الدفاع المدني أن عملياته لا تزال معطلة قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة لليوم الـ25 على التوالى بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون استجابة إنسانية ورعاية و إغاثة طبية.
وطالب الدفاع المدني، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالاستجابة لنداءات واستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصرين في شمال قطاع غزة بفعل استمرار الجرائم الإسرائيلية، والسعي الجاد لعودة عمل الدفاع المدني وتشغيل مركباته المعطلة هناك في بلدة بيت لاهيا.
وفي جنوب القطاع، ارتقى شهيدين اثنين ووقوع إصابات في قصف اسرائيلي استهدف مواطنين بمنطقة خربة العدس شمال مدينة رفح.
كما وقع إطلاق نار وقصف مدفعي إسرائيلي على منطقة الريان شرق مدينة رفح.
كذلك وقعت إصابات في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في منطقة الشيخ ناصر شرق خان يونس.
وبوسط القطاع، استهدف قصف مدفعي المناطق الشمالية الغربية لمخيم النصيرات، وذكر مراسلنا أن آليات وزوارق الاحتلال الحربية أطلقت النار شمال وغرب النصيرات.
وكانت آليات الاحتلال قد أطلقت النار بكثافة تزامنا مع قصف مدفعي شمال وشرق مخيم البريج.
وفي مدينة غزة، أطلقت آليات الاحتلال النار في محيط شارع 8 جنوب حيّي الزيتون والصبرة جنوب المدينة.
كما أصيب عددا من الفلسطينيون جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة سمارة قرب مسجد السيد في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، فيما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة الصفطاوي شمال غربي المدينة.
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وفق وزارة الصحة بالقطاع، 43736 فلسطينيا، فيما وصل عدد المصابين إلى 103370، وأشارت الوزارة إلى أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال.
إلى ذلك قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، ، إن دخول المساعدات إلى غزة "عند مستوى متدن"، مشيراً إلى أن عمليات تسليم المساعدات إلى أجزاء من شمال القطاع المحاصر "شبه مستحيلة".
وتتعارض هذه التصريحات مع تقييم أميركي صدر في وقت سابق من الأسبوع الجاري خلص إلى أن إسرائيل لا تعرقل حالياً وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتتجنب بذلك فرض قيود على المساعدات العسكرية الأميركية. وتقول إسرائيل إنها تعمل جاهدة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة.
وقال لايركه رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي في جنيف في شأن ما إذا كان وصول المساعدات الإنسانية قد تحسن "من وجهة نظرنا، فإن جميع المؤشرات التي يمكن النظر فيها في ما يتعلق بالاستجابة الإنسانية تسير في الاتجاه الخاطئ"، وأضاف "دخولها عند مستوى متدن. الفوضى والمعاناة واليأس والموت والدمار والنزوح عند مستوى مرتفع".
وعبر لايركه عن القلق في شأن شمال غزة، حيث صدرت أوامر للسكان بالتوجه جنوباً مع استمرار توغل القوات الإسرائيلية لأكثر من شهر. وتقول إسرائيل إن عملياتها هناك تهدف إلى منع مسلحي حركة "حماس" من إعادة تجميع صفوفهم، وقال "رأينا وشعرنا بقلق على وجه الخصوص إزاء الوضع في شمال غزة الذي أصبح الآن تحت الحصار فعلياً، ومن شبه المستحيل إدخال المساعدات إلى هناك، لذا فإن هناك عرقلة للعملية"، وأضاف "الوضع في ما يتعلق بالعمل الإنساني كما يصفه أحد زملائي... هو أشبه بأنك ترغب في أن تقفز وتفعل شيئاً. غير أنه أضاف: لكن أرجلنا مكسورة. لذا يُطلب منا القفز بينما أرجلنا مكسورة".
وأعطى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن في رسالة بتاريخ الـ13 من أكتوبر الماضي نظيريهما الإسرائيليين قائمة بخطوات
محددة يتعين على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوماً للتعامل مع الوضع المتدهور في غزة.
وقالا في الرسالة إن عدم تنفيذ تلك الخطوات قد تكون له عواقب محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. وتقول جماعات إغاثية أخرى غير تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل لم تلب المطالب، وهو ما رفضته إسرائيل.
وبحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، مع نظيره الإسرائيلي، جدعون ساعر، في اتصال هاتفي المساعدات الإنسانية إلى غزة والحل الدبلوماسي في لبنان.
وأجرى بلينكن اتصالاً هاتفياً، ، بساعر وهنأه على تعيينه. وأكد الوزير بلينكن التزام الولايات المتحدة الراسخ أمن إسرائيل.
وناقش بلينكن مع نظيره الإسرائيلي الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إسرائيل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بما في ذلك الغذاء والدواء وغيرهما من الإمدادات الأساسية.
وحث إسرائيل على اتخاذ خطوات إضافية لتسريع واستدامة تسليم المساعدات المنقذة للحياة. وأكد بلينكن أهمية إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن وإرساء السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
واتهمت 29 منظمة غير حكومية الجمعة في تقرير مشترك الجيش الإسرائيلي بتشجيع نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من خلال مهاجمة قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول مكافحته.
وجاء في تقرير المنظمات وبينها "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين أن "النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية".
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي "يفشل" من جانب آخر في "منع نهب شاحنات المساعدة أو منع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية لحمايتها"، مشيرة بشكل خاص إلى مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية الإثنين عنوانه "الجيش الإسرائيلي يسمح لعصابات غزة بنهب شاحنات المساعدات وابتزاز سائقيها مقابل رسوم الحماية".
وأكدت المنظمات غير الحكومية أيضاً في تقريرها أنه في "بعض الحالات" وفيما كان عناصر الشرطة الفلسطينيون "يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، تعرضوا لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية". وأضافت "تقع عديد من الحوادث قرب القوات الإسرائيلية أو على مرأى منها، من دون أن تتدخل حتى عندما يطلب سائقو الشاحنات المساعدة". في التقرير نفسه نددت المنظمات بخفض المساعدة الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة إلى "مستوى متدن تاريخياً".
وأوضحت أن ما معدله 37 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت إلى الأراضي الفلسطينية يومياً في أكتوبر الماضي و69 يومياً في الأسبوع الأول من نوفمبر الجاري مقابل 500 قبل السابع من أكتوبر 2023 حين اندلعت الحرب إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على إسرائيل.
وفي الفترة ما بين الـ10 من أكتوبر الماضي والـ13 من نوفمبر الجاري، "أدت الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف إلى مقتل ما لا يقل عن 20 عاملاً في المجال الإنساني... يعملون بشكل رئيس لصالح جمعيات فلسطينية"، وفق المنظمات الـ29. وأضافت أن "هؤلاء الموظفين قتلوا في منازلهم أو في مخيمات النزوح أو أثناء توزيع المساعدات".
وأشارت إلى أنه في الـ13 من أكتوبر الماضي، طلبت الولايات المتحدة مجدداً من السلطات الإسرائيلية تحسين الوضع الإنساني في غزة تحت طائلة تقييد المساعدة العسكرية الأميركية. وأضافت "ليس فقط لم تستجب إسرائيل للمعايير الأميركية" إنما قام جيشها "في الوقت نفسه باتخاذ إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير"، لا سيما في شمال غزة.
وكانت ثماني منظمات غير حكومية بينها "سايف ذا تشيلدرن" و"كير" و"ميرسي كورب" أشارت في الآونة الأخيرة إلى أن الوضع "أكثر كارثية مما كان عليه قبل شهر".
لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت الخميس إنها "عازمة تماماً على تسهيل استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة... وزيادتها"، ولا سيما "من خلال فتح طرق ونقاط عبور جديدة، مثل معبر كيسوفيم الذي فتح هذا الأسبوع، لضمان وصول المساعدات الأساسية إلى سكان غزة".
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.