إطلاق صواريخ على حيفا وسلسلة غارات تستهدف جنوب لبنان
بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
مع استمرار الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وأحدثها ضربة طالت بلدة زوطر الشرقية، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد قتل قياديين اثنين بحزب الله في بلدة الخيام.
وقال في بيان إن "سلاح الجو الإسرائيلي استهدف وقتل قيادياً في حزب الله مسؤول عن منطقة الخيام فاروق أمين العاصي".
كما أضاف أن "العاصي كان مسؤولاً عن العديد من الهجمات الصاروخية على البلدات الإسرائيلية في منطقة الجليل".
كذلك أشار إلى أن القوات الإسرائيلية "قتلت قائد سرية في قوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة الخيام يوسف أحمد نون".
فيما ختم مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جنوب لبنان، مردفاً أن القوات الإسرائيلية قضت، خلال الغارات الجوية على المنطقة، على عدد من عناصر حزب الله وقوة الرضوان، كما عثرت على عدد كبير من الأسلحة.
بالمقابل، أطلقت الصواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه شمال إسرائيل.
فقد أفادت الأنباء بأنه تم رصد إطلاق 10 صواريخ على عكا وضواحي حيفا.
كما أضاف أن صفارات الإنذار أطلقت في إصبع الجليل بعد تسلل مسيرة.
في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه تم تفعيل صفارات الإنذار خشية تسلل مسيرة إلى الجولان.
يشار إلى أن إسرائيل أطلقت في 23 سبتمبر الفائت عملية عسكرية في لبنان بعد نحو عام على تبادلها القصف عبر الحدود مع حزب الله عقب اندلاع حرب غزة، وكثّفت القصف على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.
في حين قتل مذاك 1930شخصاً على الأقل جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى بيانات وزارة الصحة، لكن من المرجح أن العدد الفعلي أعلى من ذلك.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن رصد إطلاق صواريخ من لبنان على شمالي إسرائيل اليوم الأحد، قائلا إنه قتل قياديين اثنين في حزب الله، في حين تواصلت الغارات الإسرائيلية على قرى جنوب لبنان.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه رصد 10 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه خليج حيفا، مشيرا إلى اعتراض بعضها وسقوط أخرى في مناطق مفتوحة.
وأضاف أنه رصد إطلاق 5 صواريخ من لبنان تجاه الجليل الأعلى والغربي، مردفا أنها سقطت في مناطق مفتوحة.
كما قال إنه اعترض مسيّرة في سماء لبنان قبل تجاوزها المجال الجوي إلى الجانب الإسرائيلي.
وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإطلاق صفارات الإنذار في بلدات عدة جنوب حيفا ورأس الناقورة وشلومي وبلدات بالجليل الغربي. كما أكدت أن صفارات الإنذار أطلقت في بقعاتا بالجولان.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائد منطقة الخيام في حزب الله فاروق أمين العشي، والقائد بقوة الرضوان يوسف أحمد نون، دون تأكيد أو تعليق من حزب الله حتى الآن.
وقال -في بيان- إن أمين العشي وأحمد نون كانا مسؤولين عن تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ وقذائف موجهة ضد بلدات في منطقة إصبع الجليل واستهداف القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وصباح اليوم، أعلن حزب الله استهداف تجمعات الجيش الإسرائيلي في مستوطنات برعام ومتسوفا وشلومي وإيفن مناحم وشوميرا وزرعيت بصليات صاروخية.
وكان حزب الله أعلن مساء أمس السبت استهداف قوة إسرائيلية مؤللة كانت تحاول التقدم باتجاه بلدة حولا جنوبي لبنان بصاروخين موجهين أصابا جرافتين عسكريتين كانتا في مقدمة القوة، مما أدى إلى تدميرهما واحتراقهما، وقتل وجرح من فيهما، وإجبار القوة على الانسحاب.
وأضاف أنه استهدفها مرة أخرى بعد انسحابها بـ3 صليات صاروخية.
كذلك أعلن قصف تجمع لقوات الجيش الإسرائيلي في مستعمرة أفيفيم بصلية صاروخية.
في هذه الأثناء، تواصلت منذ ساعات الفجر الأولى الغارات الإسرائيلية على قرى جنوب لبنان، وقالت الأنباء إن الغارات استهدفت بلدات حومين وجويا وعدلون والبازورية والبرج الشمالي.
وأشارت إلى أن بلدة الخيام تعرضت لقصف من المدفعية الإسرائيلية.
بدورها، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن بلدات كفرفيلا وأطراف أنصار وحانين وشقرا تعرضت لغارات جوية شنتها الطائرات الإسرائيلية.
ووسعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الحرب على لبنان لتشمل معظم المناطق بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 2968 قتيلا و13 ألفا و319 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.
وعلى الرغم من تأكيد إسرائيل أنها ماضية في ضرب قدرات حزب الله في الجنوب اللبناني والبقاع شرقا والضاحية الجنوبية لبيروت، إلا أن حجم الدمار الهائل والنزوح الذي حصل من القرى الحدودية في جنوب لبنان، تشي بشيء آخر.
فقد أظهرت العديد من صور الأقمار الصناعية الحديثة لا سيما في بلدات رامية وعيتا الشعب وبليدا وحيبيب و7 قرى أخرى، أن القوات الإسرائيلية تسعى لفرض سيناريو شبيه لما حصل في قطاع غزة.
إذ بينت تلك الصور فضلا عن عدد من البيانات التي جمعها خبراء رسم الخرائط، اتساع نطاق الدمار في 11 قرية متاخمة للحدود بين البلدين، وفق ما نقلت وكالة أسوشييتد برس.
كما أكد عدد من الخبراء أن إسرائيل ربما تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة خالية من السكان، وهي استراتيجية سبق أن نشرتها على طول حدودها مع غزة.
ففي قرية رامية الصغيرة الواقعة على قمة تلة على بعد مسافة قصيرة من الحدود الإسرائيلية، بدا الدمار كبيرا.
إذ كادت تلك القرية أن تمحى من على الخريطة.
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية في قرية مجاورة، مشهدا مشابها، إذ بعدما كانت التلة مغطاة بالمنازل، تحولت الآن إلى بقعة رمادية من الأنقاض، حسب "أسوشيتد برس".
كذلك بينت المشاهد من عيتا الشعب، مساحات تحولت إلى اللون الرمادي جراء الدمار في تلك البلدة الحدودية.
ومنذ إعلان إسرائيل بدء ما وصفته بعملية برية محدودة في الجنوب، عمدت قواتها إلى تفجير عشرات المنازل اللبنانية على الحدود.
كما حاولت قواتها التوغل في بعض القرى، وعند أطرافها قبل أن تعود وتنسحب مجددا.
بينما نزح ما يقارب المليون شخص منذ تكثيف إسرائيل لغاراتها على لبنان، معظمهم من الجنوب.
ويخشى بعض اللبنانيين من أن تحتل إسرائيل أجزاء من الجنوب، بعد 25 عاماً على تحريره، وألا يتمكنوا من العودة قريباً إلى منازلهم وأرزاقهم وبساتينهم.
علماً أنه عندما سئل الجيش الإسرائيلي عما إذا كانت نيته إنشاء منطقة عازلة، اكتفى بالقول إنه "يشن غارات موضعية محدودة ومحددة الأهداف بناء على معلومات استخباراتية دقيقة ضد أهداف لحزب الله".
إلا أن إسرائيل تسعى بالفعل إلى إبعاد حزب الله نحو شمال نهر الليطاني، وإبقاء الجنوب دون وجود مسلح، بغية السماح لمستوطنيها في الشمال إلى العودة لمساكنهم.