تتوالى علينا المصائب عند الانتهاء من هطول الأمطار على العاصمة عدن لنكتشف كوارث اختبرتها أمطار لا يمكن وصفها بالغزيرة .
لا ينفع رفع الاذان في مالطا، مثلها مثل سلطاتنا المحلية أنه لا ينفع معها النصح والتحذير وتبيان المشكلة قبل وقوعها .
شرعت اليونبس ومعها بيوت تجارية كبيرة بالتعاضد مع خبرات هندسية وازنة وبإسناد من المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي عدن لتنفيذمشروع تصريف مياه الأمطار في حي القطيع ومنطقة المرسابة بطول 360 مترا الى البحر .
كان مشروعا يؤمل منه قطع دابر عقدة (القطيع والمطر) فرفعنا أيادينا إلى السماء ندعو بالتوفيق والسداد وتصريف مياه الأمطار على العباد .
توالت مشاريع تصريف مياه الأمطار وتحديث واستحداث شبكة التصريف التي بلغ طول احد المشاريع ٣٦٠ مترا وبعرض متر ونصف وارتفاع متر واحد. وأتذكر تصريح المهندس وليد الصراري مدير عام مكتب الاشغال أن عملية إنشاء قناة تصريف مياه الامطار ستتكون من صناديق خرسانية مسلحة مستطيلة مسبقة الصنع او آنية ووضعها في اول نقطة واكثرها انخفاضا في منطقة المرسابة بحيث ترتبط مع شبكة التصريف لمياه الامطار التي نفذت في منطقة القطيع بتمويل من مجموعات شركات هائل سعيد انعم. ومن ثم تمديد تلك الصبيات الخرسانية مرورا بالشارع امام مبنى الهجرة والجوازات وحتى بحر صيرة .
وفي أواخر شهر يوليو 2021م تحدثت قيادة السلطة المحلية أثناء تسليمها للمشروع بأن مديرية صيرة ستستعيد الإرث الحضاري لها عندما كان لها مناهل تصب في البحر.
حقيقة أن كل متتبع لتلك التصريحات والاستعدادات كان يستنتج انه سينتج مشروع ضخم يفك عقدة اهالي القطيع المكلومين بسبب الامطار التي تغرق بيوتهم المتواضعة والمتهالكة في كل هطول للمطر متسببا بخسائر مادية كبيرة لفئة من المواطنين لاتحتمل تلك الخسائر المتتابعة بسبب هطول الأمطار .
لكن امطار يوم الخميس/ الجمعة لم تستمر طويلا ولم تك قوية بالمعنى الحرفي للوابل من المطر ، ومع ذلك عجزت تلك المشاريع التي نفذت في مديرية صيرة وتحديدا في حي القطيع من تصريفها فتكونت برك بنصف قامة إنسان ، واختلطت مع مياه الصرف لتكون بؤرة خبيثة تنطلق منها الآفات .
وهو ما يعلن فشل تلك المشاريع ، واحتمال وجود انسدادت منعت تدفق مياه الأمطار عبر الشبكة الى البحر كما خطط لها وصرفت عليها مئات الآلاف من الدولارات وهنا يلح علينا سؤال يجب الإجابة عنه ماذا حدث وبسبب من ؟ .
لئن كانت الإجابة حاضرة أو لم تحضر، لكنها بكل المقاييس صدمة أصابت سكان حي القطيع وهم يشاهدون بيوتهم تغرق وكانوا يأملون من تلك المشاريع العديدة التي أشرفت عليها قيادة السلطة المحلية في المديرية أن لا تصبح كسراب يحسبه أهالي حي القطيع ماء .
كنا قبل أيام نتحدث عن مشاريع الطرقات وإرهاصاتها، واليوم نغوص في برك مياه الأمطار المتراكمة لعدد من المديريات في العاصمة عدن ، كل تلك صدمات مدفوعة القيمة غابت عنها الدقة و الحرص في التنفيذ والإشراف والاستلام والصيانة .