نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً للكاتب سايمون تيسدال، سأل في مقدمته: “إذا كانت الحقيقة أن كامالا هاريس امرأة ـ وهي حقيقة مهمة ـ فهل سترجح كفة الانتخابات الأمريكية لصالح دونالد ترامب؟”.
ويوضح الكاتب أن هاريس التي بدأت حملتها الانتخابية بشكل مثير، “شهدت تراجعاً في شعبيتها وفق استطلاعات الرأي، وهناك مخاوف من أن يؤدي التحيز الجنسي إلى دفع الأصوات لصالح المرشح الجمهوري ترامب، إذ من الممكن أن تُشكل كراهية النساء – الخفية والخبيثة – فرقاً حاسماً”.
ويرى تيسدال في مقاله أنه من غير المعقول أن ترامب، الغارق في القضايا، ما يزال في السباق، “ومن المثير للقلق أن هاريس المحبوبة وغير الملهمة لم تحسم الأمر بعد”.
ويشير المقال أن ترامب “يتمتع بالجاذبية”، فالناخبون عموماً يقفون مع الجمهوريين بدرجة أعلى في القضايا الأساسية: الاقتصاد، والتضخم، والحدود، والجريمة، وانعدام الأمن العالمي، “ولكن هذا ليس بالضرورة أن يترجم إلى حتمية فوز ترامب”.
ويرى الكاتب أن هناك قضية واحدة “يُمكن أن تقلب نتيجة هذا السباق الأكثر تقارباً، وهي قضية من النادر أن يذكرها أي من المرشحين، هي: الجنس أو النوع الاجتماعي”.
ويبين الكاتب أن ” مجموعة الضغط إيملي ليست، حذرت هذا الصيف قائلة: “النساء – وخصوصاً المرشحات – يخضعن لمعايير سامة ومعادية للنساء يتم تعزيزها غالباً في المجال العام ومن قبل وسائل الإعلام”. وأضافت: “الصور النمطية التي تهدف إلى التقليل من كفاءتهن، أو قيادتهن، أو مظهرهن، أو علاقاتهن، أو خبراتهن، تشكل جزءاً لا يتجزأ من حملاتهن الانتخابية. ويتفاقم هذا الأمر بشكل خاص مع النساء من ذوات البشرة الملونة”.
ويشرح الكاتب أنه بدلاً من مواجهة هاريس مباشرةً بشأن النوع الاجتماعي، “يستخدم ترامب طرقاً ملتوية عبر تكرار حديثه عن الحاجة إلى “القوة” في قيادة البلاد وانتقاد أعداء أمريكا. و”القوة” هنا هي شِفرته للدلالة على “الذكورة” أو “الرجولة”. أما رفيقه في السباق، جي دي فانس، فقد توقف عن الحديث الصريح عن “السيدة العانس التي تربي القطط”، لكنّ التحيز الجنسي الفج لا يزال قائماً خلف كلماته المنمّقة”.
وبهذه الرؤية، يمكن القول إن الانتخابات تتلخص في مواجهة بين “قوة” ترامب و”فرح” هاريس، وهو الشعار الذي يميز حملتها الناجحة. وكأنها مواجهة بين المريخ والزهرة. أو ببساطة: رجل في مواجهة امرأة، وفق رؤية الكاتب.
وينهي الكاتب مقاله بأن هاريس “لا تستطيع الفوز بمفردها. ولكي تفوز، يتعين على نساء أمريكا أن يرتقين إلى مستوى التحدي، ويوجهن الصفعة التي يستحقها ترامب منذ فترة طويلة”.