تعز/ 14 اكتوبر(خاص)/ محمد ناصر الحكيمي:
في خضم الصراع الذي شهدته اليمن خلال السنوات القريبة الماضية تعرضت العديد من المؤسسات والمنشآت الحيوية بما فيها الرياضية لأضرار جسيمة نتيجة النزاع المسلح الذي لم يفرق بين منشأة مدنية أو رياضية ، وكان نادي الصقر الرياضي الثقافي أحد أبرز تلك الأندية التي نالت نصيباً وافراً من الدمار والتخريب ، والنادي واحداً من أعرق الأندية اليمنية وأكثرها تميزاً، إذ حقق خلال مسيرته الطويلة بطولات عديدة في الدوري اليمني وغيرها من المسابقات في عدة مواسم لكن الحرب قلبت الطاولة عليه، ودمرت بنيته التحتية بشكل شبه كامل .
نيران الحرب .. الدمار والتحديات
مع اندلاع الحرب لم يكن نادي الصقر بمنأى عن آثارها المدمرة ، فقد تم استهداف منشآته بالقصف وتساوت معظم المباني فيه بالأرض وتضررت بشكل شبه كامل بما في ذلك الملاعب والصالات الرياضية والمكاتب الإدارية مما جعله رماداً بعد أن كان صرحاً رياضياً شامخاً يشار إليه بإنجازاته بالإضافة إلى ذلك تعرضت ممتلكات النادي المنقولة للنهب مما ضاعف حجم الخسائر ، وبالرغم من كل هذا لم تقتصر الأضرار على الجانب المادي فقد تحول النادي إلى موقع عسكري تستخدمه أطراف عسكرية دون موافقة إدارته ، وعلى الرغم من هذه الصعوبات التي واجهت النادي فقد استمرت إدارة النادي في المطالبة باستعادته سلمياً وبالطرق القانونية حيث ظلت طوال السنوات الماضية توجه النداءات والطلبات إلى الجهات المعنية بضرورة تسليم النادي وخروجه من دائرة الصراع العسكري ، ولأن للنادي جمهوره العريض وجمعيته العمومية فقد كانوا الأصوات التي لم تهدأ في المطالبة بإعادة فتح أبواب النادي واستعادة دوره الرائد في المجالين الرياضي والثقافي ولم تتوقف الجهود المطالبة بتسليم النادي حتى تم تتويجها بتوجيهات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي الذي أمر بتسليم النادي فوراً في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من مختلف الأوساط وكان هذا القرار من فخامة رئيس مجلس القيادة بمثابة الانتصار الأول في معركة إعادة الصقر إلى حضن الرياضة والثقافة ، والبدء في مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والبناء وبالفعل تم تنفيذ التوجيهات وتم إخلاء القوات العسكرية من النادي .
بداية رحلة إعادة الإعمار
نُفذ القرار وتم تسليم النادي رسمياً إلى إدارته لتعلن الإدارة عبر نائب رئيس النادي رجل الأعمال الاستاذ رياض الحروي من جانبهم عن بدء أعمال إعادة الإعمار في خطة طموحة يشرف عليها رئيس النادي الأستاذ شوقي أحمد هائل وكانت هذه الخطوة هي بداية المشوار نحو استعادة الصقر لعافيته الرياضية حيث تم تكليف فريق من المهندسين الأكفاء لوضع خطة إعادة الإعمار وفق رؤية حديثة تلبي طموحات النادي وجماهيره ومن اليوم الأول لاستلام النادي انطلقت الأعمال الهندسية والفنية على قدم وساق وبدأت عمليات إزالة مخلفات الحرب وإعادة البناء بوتيرة عالية ومتسارعة حيث تعمل إدارة النادي على إعادة بناء المنشآت الرياضية وفق أحدث المعايير الهندسية بهدف توفير بنية تحتية متطورة تلبي احتياجات الفرق الرياضية ومختلف الأنشطة وتلبي احتياجات الجماهير الكبيرة وذلك من مرافق حديثة وملاعب وصالات رياضية وصولاً إلى المباني الإدارية والخدمات الملحقة بالنادي .
قيادة برؤية مستقبلية
ما يميز نادي الصقر هو قيادته التي تمتلك رؤية واستراتيجية واضحة تجمع بين الخبرة الإدارية والتخطيط المحكم تحت قيادة الأستاذ شوقي أحمد هائل ونائبه رياض الحوري ، وهذا الأمر قلّ ما نجده في المؤسسات الرياضية الأخرى وهذه القيادة الحكيمة هي التي تبعث في جماهير النادي الثقة في المستقبل حيث تعمل الإدارة وفق رؤية واضحة هدفها إعادة النادي إلى مكانته الطبيعية كأحد أبرز الأندية على الساحة الرياضية من خلال العمل الدؤوب الذي تقوم به الإدارة بقيادة الأستاذ شوقي والذي يعكس مدى التزامهم بمستقبل النادي ورفعته ويعد اللقاء الموسع الذي تمت الدعوة اليه خطوة جديدة نحو تحقيق هذه الطموحات الكبيرة للنادي .
اللقاء الموسع : توحيد الجهود من أجل البناء
يشكل نادي الصقر الرياضي قصة نجاح تمتزج فيها مآسي الحرب بآمال الإعمار رغم التحديات الكبيرة التي واجهها يواصل النادي السير بخطى ثابتة نحو استعادة عافيته بفضل الجهود المشتركة من الإدارة والرياضيين والجماهير ، وفي إطار هذا التحول الكبير ستعقد إدارة نادي الصقر لقاءً موسعاً يوم الغد السبت الموافق 12 أكتوبر في مقر النادي يجمع أعضاء الجمعية العمومية ومحبي النادي وجماهيره ، ويأتي هذا اللقاء بدعوة من الهيئة الإدارية للنادي بهدف توحيد الجهود والعمل معاً من أجل دفع عجلة إعادة الإعمار، واستعراض ما تم إنجازه حتى الآن ، وكذلك مناقشة الخطط المستقبلية ، ويشكل هذا اللقاء محطة مهمة في تاريخ النادي حيث سيتم التطرق إلى العقبات التي تم تجاوزها والمراحل المقبلة التي سيتم العمل عليها .
ويلقى هذا اللقاء اهتمام كبير لدى جماهير النادي ومحبيه الذين يترقبوا الكلمة التي سيلقيها الراعي الأول للرياضة في تعز رئيس نادي الصقر الأستاذ شوقي أحمد هائل الذي كان له الدور الكبير في قيادة النادي منذ اليوم الأول لتوليه رئاسة النادي وحتى اليوم ، ويتوقع أن تحمل كلمته العديد من المفاجآت التي تصب في صالح النادي وتسهم في تحفيز وتحريك عجلة إعادة الإعمار بوتيرة أسرع ، وذلك بفضل متابعته ودعمه المتواصل وإصراره الكبير على عودة النادي بأسرع وقت ممكن ، كما يتوقع أن يقود هذا اللقاء نائب رئيس النادي الأستاذ رياض الحوري الذي كان ولا يزال جزءاً من هذا النجاح ويتوقع أن يكون هذا اللقاء بمثابة بداية جديدة للصقر حيث سيتوحد الجميع خلف قيادة النادي ومشروعها الضخم الذي يعكس طموحاتهم في رؤية النادي وهو يعود إلى مجده .
تطلعات الجماهير الرياضية
إن التطلعات التي يحملها محبو نادي الصقر لا تقتصر على إعادة بناء المنشآت المتضررة فقط وإنما تتعداها إلى بناء هوية رياضية وثقافية متجددة تواكب العصر وتلبي احتياجات اللاعبين والجماهير على حد سواء ولهذا فإن الأمل معقود على هذا اللقاء الموسع الذي يمثل انعكاس للرغبة الجماعية في استعادة الصقر لمكانته الرفيعة في الرياضة اليمنية وكل المؤشرات الحالية تؤكد أن نادي الصقر يسير في الاتجاه الصحيح نحو مستقبل واعد فالجهود المشتركة التي بذلت من قبل إدارة النادي بدعم من الشخصيات الفاعلة وعلى رأسهم الأستاذ شوقي أحمد هائل تعد مؤشراً واضحاً على أن النادي لن يعود فقط إلى سابق عهده ولكنه سيصل إلى مستويات جديدة من التميز ، ويتطلع الجميع إلى أن تكون هذه المرحلة الجديدة نقطة تحول في تاريخ النادي من تطور نوعي في جميع المستويات من حيث التجهيزات والبرامج التدريبية والاستثمار في المواهب الرياضية .
الدعم الجماهيري والشراكات المحتملة
إن ما يميز نادي الصقر في هذا الوقت العصيب هو الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل جماهيره وأعضائه وهذا الدعم يتجسد في التفاعل الكبير والحرص على متابعة كل خطوة يتم اتخاذها في مشروع إعادة الإعمار ويعتبر الحضور الجماهيري الكبير في اللقاءات والفعاليات التي ينظمها النادي دليلاً على أن هناك التزاماً جماعياً بإعادة بناء النادي وإعادته إلى مكانته الطبيعية كأحد أعمدة الرياضة في اليمن .
كما أن الجهود المبذولة لإعادة إعمار نادي الصقر وعلى رأسها جهود رئيس النادي رجل الأعمال الاستاذ شوقي أحمد هائل قد لفتت الانتباه على المستوى المحلي ، وربما أبعد من ذلك ويتوقع أن تشارك بعض الجهات الدولية والمنظمات المهتمة بالرياضة والتنمية في دعم النادي في مساعيه وإذا حدث هذا فعلاً ووجدت شراكات محتملة فأنها ستكون عاملاً مهماً سيسهم في تسريع وتيرة إعادة الإعمار وتطوير النادي ليصبح مركزاً رياضياً رائداً في اليمن والمنطقة .
النهوض للمستقبل
مع كل طوبة توضع في عملية إعادة الإعمار يقترب النادي أكثر من استعادة بريقه ولمعانه على الساحة الرياضية ، ويؤكد أنه قادرة على تجاوز التحديات مهما كانت صعبة ومع كل خطوة جديدة في عملية إعادة الإعمار يتجدد الأمل في أن يصبح نادي الصقر نموذجاً حقيقي يحتذى به على مستوى اليمن والوطن العربي في كيفية مواجهة الأزمات والتغلب عليها من خلال إصرار النادي على النهوض من تحت الأنقاض وإعادة بناء نفسه من جديد بإرادة مجلس إدارته القوية التي لا تنكسر .
إن نادي الصقر الرياضي الثقافي يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة ، مرحلة يعيد فيها صياغة مستقبله على أسس متينة ترتكز على التخطيط السليم والرؤية الواضحة وتتزايد الآمال والتطلعات في أن يشكل هذا اللقاء نقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق للنادي حيث يتحد الجميع خلف هدف واحد وهو إعادة بناء النادي .