صدامات برّية على الحدود اللبنانية... وإسرائيل تعلن مقتل قائد مجموعة بالجيش وجندي
تل أبيب / بيروت / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
توالت الدعوات العربية والدولية المحذرة من تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط على خلفية الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل.
فقد دعت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني إلى اجتماع افتراضي لقادة دول مجموعة السبع، اليوم الأربعاء، لبحث أزمة الشرق الأوسط بعد أن شنت إيران هجوما مباشرا على إسرائيل.
وقالت للوزراء بحسب مصدر حكومي، إن «إيطاليا ستواصل العمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي، أيضا بصفتها تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، لقد دعوت إلى اجتماع على مستوى القادة بعد ظهر اليوم.
وأعلنت الرئاسة السويسرية لمجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، أن المجلس سيعقد اجتماعا طارئا، اليوم الأربعاء، للبحث في التصعيد بالشرق الأوسط.
وبحسب فرانس برس، قالت الرئاسة: لقد حددنا موعدا لعقد اجتماع» في العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك (14:00 بتوقيت غرينتش).
كما دعت وزارة الخارجية الإيرانية مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمنع التهديدات المحدقة بالسلام والأمن الإقليميين، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، دعت فرنسا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، الأربعاء، لمناقشة الوضع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، على وقع التوترات التي تشهدها المنطقة.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في منشور على «إكس»: «الدوامة الخطيرة من الضربات والهجمات الانتقامية تنذر بخطر الخروج عن السيطرة».
وأضاف: «هناك حاجة إلى وقف إطلاق نار فوري في أنحاء المنطقة».
ومن جانبها، حضّت الصين، اليوم الأربعاء، قوى العالم على منع الوضع في الشرق الأوسط من التدهور أكثر بعد آخر موجة تصعيد في المنطقة.
وقال ناطق باسم الخارجية الصينية، في بيان نشر على الإنترنت: «يدعو الجانب الصيني المجتمع الدولي، خصوصا القوى الرئيسة النافذة، إلى أداء دور بنّاء في منع الوضع من التدهور أكثر».
كما عبّر الكرملين الروسي عن قلقه حيال التصعيد الأخير في الشرق الأوسط، داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف إن «هذا الوضع يتطور وفق السيناريو الأكثر إثارة للقلق».
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إن الوزير سيرجي لافروف عقد اجتماعا مع ممثلي دول عربية وناقش التصعيد في الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء.
وحذر مجلس الوزراء المصري، اليوم من أن تصاعد الأحداث اليوم في المنطقة ينذر بمنعطف خطير، مطالبا بضرورة تدخل المجتمع الدولي والقوى الفاعلة للعمل على وقف فورى لإطلاق النار.
وأعرب المجلس، في بيان، عن قلقه البالغ إزاء التطورات الجارية في لبنان، مشيرا إلى «تضامن مصر الكامل مع الحكومة والشعب اللبناني في هذا الظرف الدقيق، وبذل كل المساعي للحفاظ على استقرار لبنان ووحدته وسيادته».
وقال وزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم، الأربعاء، إن المملكة تأمل في خفض التصعيد في الشرق الأوسط واللجوء إلى الحوار.
وقال الوزير في مؤتمر حوار برلين العالمي إنه بالنظر إلى الاقتصاد العالمي ككل، وبالنظر إلى منطقتنا، من الواضح أننا نعمل بأقل من إمكاناتنا، والعمل بأقل من إمكاناتك هو عمل بخسارة وأعتقد أننا لا نستطيع تحمل العمل كاقتصاد عالمي، كمجتمع عالمي يخسر.
ميدانيا وبعد دقائق من إعلان حزب الله اللبناني صباح الأربعاء، أنه تصدَّى لقوة إسرائيلية حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة الحدودية، وأجبرها على الانسحاب، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن قتالاً عنيفاً يدور في جنوب لبنان.
يأتي إعلان الطرفين، بعد يوم من التقارير المتضاربة، عن بدء الجيش الإسرائيلي عملية برّية بهدف فرض منطقة عازلة على الحدود.
وقال الحزب، في بيان، إن مُقاتليه كبّدوا العدو خسائر، لكن لم يتسنَّ التأكد من صحة هذا الإعلان، مشيراً، في بيان منفصل، إلى أن عناصر حزب الله استهدفوا أيضاً قوات إسرائيلية في 3 نقاط مختلفة، عبر الحدود، بالصواريخ والمدفعية.
وقال الحزب، في بيان لاحق الأربعاء، إن عناصره استهدفت، صباح الأربعاء، قوات إسرائيلية في جنوب كريات شمونة بالأسلحة الصاروخية. وأكّد أن أفراده هاجموا تجمّعات للجيش الإسرائيلي جنوب كريات شمونة بصَلْية صاروخية، وحقّقوا فيها إصابات مؤكَّدة.
واستهدفت عناصر حزب الله أيضاً قوات إسرائيلية في ثكنة الشوميرا، وفي مستعمرتَي شتولا ومسكفعام بالأسلحة الصاروخية، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية.
وأفاد الحزب، في بيان لاحق، بأنه استهدف مناطق بشمال مدينة حيفا الإسرائيلية بصلية صاروخية كبيرة.
كما أعلن حزب الله أنّ أفراداً منه يخوضون اشتباكات مع جنود العدو الإسرائيلي المتسلّلة إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، وأوقعوا في صفوفهم إصابات عدة، وما زالت الاشتباكات مستمرة.
وأكّد مسؤول الإعلام بحزب الله اللبناني محمد عفيف، الأربعاء، أن عدد القتلى بصفوف الجيش الإسرائيلي في معارك اليوم كبير جداً، وهناك تعتيم من قِبل العدو. ونقلت قناة الجديد اللبنانية عن عفيف قوله، في مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء بالضاحية الجنوبية، أن «ما حدث في مسكاف عام ومارون الراس والعديسة، الأربعاء، ليس سوى البداية»، مشيراً إلى أن المقاومة اشتبكت الأربعاء مع قوات العدو في العديسة ومارون الراس.
ومن جهته، أكّد الجيش اللبناني، أن قوات إسرائيلية توغّلت داخل الحدود اللبنانية في الجنوب لمدة قصيرة قبل أن تنسحب، وذلك بُعيد إعلان حزب الله خوضه اشتباكات مع قوات إسرائيلية متسلّلة إلى إحدى البلدات. وقال الجيش في بيان: «خرقت قوة تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق لمسافة 400 متر تقريباً داخل الأراضي اللبنانية في منطقتَي خربة يارون وبوابة العديسة، ثم انسحبت بعد مدة قصيرة.
وأعلن الجيش أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت إحدى وحداته أثناء عملها على فتح طريق في جنوب لبنان، ما أدّى إلى إصابة عسكري بجروح.
وقال الجيش في بيان: أصيب أحد العسكريين نتيجة اعتداء طائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي، أثناء عمل وحدة من الجيش على فتح طريق مرجعيون - حاصبيا، عند مدخل بلدة كوكبا لتأمين عبور المواطنين.
في المقابل، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي صباح اليوم الأربعاء، إن قتالاً عنيفاً يدور في جنوب لبنان متهماً الحزب باستغلال البيئة المدنية والمدنيين دروعاً لهجماته.
وحذّر سكانَ جنوب لبنان من الانتقال بالمركبات من شمال نهر الليطاني إلى جنوبه، متوعداً بأن الجيش سيعمل على تعطيل تحركات عناصر (حزب الله)، ومنعهم من تنفيذ هجماتهم»، ودعا إلى عدِّ التحذير سارياً حتى إشعار آخر.
في حين أعلن الجيش الإسرائيلي انضمام الفرقة 36، وقوات إضافية إلى العملية البرّية في لبنان.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل ضابط وجندي إسرائيليين في المعارك، ووفق موقع 0404 الإسرائيلي، «أعلنت بلدية كريات آتا مقتل ناظر إيتكين، وهو مقاتل في وحدة أغوز، في معركة لبنان». وقال رئيس بلدية كريات آتا، يعقوب بيرتس: «تأتي الأخبار المريرة عشية رأس السنة الجديدة، وتوضح الثمن الفظيع الذي تفرضه الحرب على شعب إسرائيل من أجل وجودنا»، وكانت بلدية موديعين مكابيم ريعوت الإسرائيلية أعلنت مقتل النقيب إيتان أوستر، من وحدة تابعة لتشكيل الكوماندوز بمعركة في لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم الأربعاء، بعد ساعات من سلسلة غارات مماثلة استهدفت المنطقة. وقالت الوكالة إن «الطائرات الإسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية بغارة»، في حين شاهد مصوّر «وكالة الصحافة الفرنسية» ازدياداً في تصاعد الدخان من المنطقة.
ومنذ صباح اليوم الباكر أطلق حزب الله ما يقرب من 100 صاروخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، فيما يقرب من 20 دفعة منفصلة، «وفي إحدى هذه الهجمات، أطلقت المجموعة الإرهابية، المدعومة من إيران، ما يقرب من 20 صاروخاً باتجاه منطقة خليج حيفا، وسقطت في مناطق غير مأهولة بالسكان، وفي وقت سابق أُطلق نحو 30 صاروخاً باتجاه الجليل، جرى اعتراض معظمها»، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
يُذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ الثامن من أكتوبر الماضي، بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وإعلان حزب الله مساندة غزة.
تأتي هذه التطورات بعيد اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة العديسة، جنوب لبنان، إثر محاولة تسلل قوات إسرائيلية إلى الداخل اللبناني.
كذلك شهدت بلدة مارون الراس أيضا قتالا عنيفا آخر، إذ أفادت الأنباء بأن اشتباكات اندلعت بين مقاتلين من حزب الله وقوات إسرائيلية في تلك البلدة، بعد أن حاولت التسلل إليها.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم أنه بدأ "عملية برية محدودة" في بعض القرى اللبنانية الحدودية. إلا أن قوات حفظ السلام المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أعلنت أنها لم ترصد أي تسلل على الحدود.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، مشيرة إلى أنها تستهدف مناطق نفوذ ومخازن لحزب الله.
كما عمدت إلى اغتيال عدد من كبار القادة في الحزب، أبرزهم قائد وحدة الرضوان ابراهيم عقيل و15 آخرين من عناصر الوحدة.
أما الضربة الأكثر إيلاماً لحزب الله فتمثلت في اغتيال أمينه العام حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي، بأكثر من 80 قنبلة أسقطتها على مقر القيادة للحزب في منطقة حارة حريك بالضاحية.
فيما أدت الغارات إلى نزوح الآلاف من الضاحية والجنوب والبقاع (شرق البلاد) حيث بلغ عدد النازحين وفق الحكومة اللبنانية منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي مليونا.