غارة جديدة على بيروت.. وإسرائيل تؤكد مقتل مسؤول المسيرات بحزب الله
بيروت / 14 أكتوبر / متابعات :
في ضربة جديدة هي الرابعة من نوعها خلال أسبوع، ضد حزب الله، وفيما تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على الجنوب اللبناني، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت غارة استهدفت حي القائم قرب طريق "هادي نصرالله"، المجاور لمنطقة الجاموس، حيث اغتيل قائد وحدة الرضوان في حزب الله إبراهيم عقيل، بحي الجاموس الأسبوع الماضي.
فيما سمع صوت دوي انفجار كبير في المنطقة، مع تصاعد سحب كثيفة من الدخان.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ "ضربات دقيقة ومحددة الأهداف" على العاصمة اللبنانية، مضيفاً أنه استهدف قائد الوحدة الجوية في حزب الله، المسؤول عن المسيرات، وقتله.
كذلك، أفاد مصدران أمنيان لرويترز أن قائد إحدى وحدات القوة الجوية في الحزب قتل في الضربة الإسرائيلية.
في حين كشفت مصادر بأن القيادي المستهدف يدعى محمد حسين سرور، واسمه الحركي "أبو صالح"، مضيفة أنه لم يمت لكنه أصيب إصابة بالغة.
بينما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 2، وإصابة 15 آخرين في حصيلة أولية للغارة.
ووقعت تلك الغارة التي تمت بـ 3 صواريخ إسرائيلية أطلقتها طائرة إف 35، بالقرب من موقع في الضاحية توجد به عدة منشآت تابعة لحزب الله، في سيناريو شبيه إلى حد بعيد باغتيال عقيل وأحمد وهبي مع 14 عنصرا من وحدة الرضوان الأسبوع الماضي (التي تعتبر قوة النخبة في الحزب)، فضلا عن إبراهيم قبيسي (قائد منظومة الصواريخ في حزب الله) مع مجموعة من رفاقه قبل يومين في الغبيري (24 سبتمبر)، بالإضافة إلى محاولة اغتيال القيادي الرفيع علي كركي، قائد جبهة جنوب لبنان في الحزب والرجل الثالث فيه قبل أيام أيضا (23 سبتمبر). إلا أن الحزب أكد لاحقا أنه لم يصب بأذى ونقل إلى مكان آمن.
هذا وبعد ساعات قليلة من تلك الغارة، استهدفت سيارة في منطقة الكحالة بقضاء عاليه.
يشار إلى أن الضاحية الجنوبية تعتبر معقل حزب الله الرصين وعرينه في بيروت، وهي منطقة مكتظة بالسكان إلا أنها رغم ذلك تضم منشآت ومؤسسات عدة للحزب.
وقد شهدت منذ الأسبوع الماضي اغتيالين ومحاولة اغتيال طالت نخبة من قياديي حزب الله، في ضربات موجعة وشت باحتمال وجود خرق أمني كبير ضمن الحزب المدعوم إيرانيا، لاسيما أنها أتت بعد يومين متتاليين من تفجير آلاف أجهزة نداء اللاسلكي "البيجر" والووكي توكي التي يستعملها عناصره، ما خلف عشرات القتلى بينهم مدنيون، بالإضافة إلى إصابة 1500 عنصر من الحزب في أعينهم وأيديهم، حسب ما أفادت سابقا مصادر مطلعة لرويترز.
لكن غارة اليوم جاءت مفاجئة إلى حد ما، وإن بنفس الطريقة، لجهة التوقيت. إذ تزامن مع تسارع المساعي الدولية لاسيما الفرنسية والأميركية، من أجل وقف النار بين الحزب وإسرائيل.
من جهتها أعلنت السلطات اللبنانية اليوم الخميس أنها أحصت مقتل 1540 شخصاً منذ بدء التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل قبل نحو عام على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، فيما أحصت عبور أكثر من 31 ألف شخص إلى سوريا، أكثر من نصفهم لبنانيون، خلال يومين هرباً من الغارات الإسرائيلية.
وبحسب مستند نشرته "وحدة إدارة مخاطر الكوارث" التابعة للحكومة اللبنانية، فقد قُتل 1540 شخصاً، 60 منهم خلال الساعات الـ24 الماضية، وأُصيب 5410 آخرين بجروح جراء "الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان" التي تكثفت اعتباراً من الإثنين الماضي، وكانت وزارة الصحة اللبنانية أفادت بمقتل 558 شخصاً في غارات الإثنين فقط.
وقالت "وحدة إدارة مخاطر الكوارث" إنه "خلال اليومين الأخيرين، سجّل الأمن العام عبور 15600 مواطن سوري و16130 مواطناً لبنانياً إلى الأراضي السورية".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن مقاتلاته استهدفت بنى تحتية يستخدمها "حزب الله" عند الحدود السورية– اللبنانية، وأفاد بيان للجيش "قبل مدة قصيرة، قصفت مقاتلات (تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي) بنى تحتية على الحدود السورية- اللبنانية يستخدمها ’حزب الله‘ لنقل وسائل قتالية من سوريا إلى لبنان، والتي استخدمتها المنظمة الإرهابية ضد مدنيين إسرائيليين".
ومن نيويورك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواصل ضرب "حزب الله" "بكل قوة" حتى يتسنى لسكان شمال إسرائيل العودة إلى ديارهم سالمين.
وفي وقت سابق اليوم، قال نتنياهو إن حكومته لم تردّ على دعوة الولايات المتحدة وحلفائها إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في القتال بين إسرائيل و"حزب الله". وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو "إنه اقتراح أميركي- فرنسي لم يستجِب له رئيس الوزراء حتى الآن"، مضيفاً أنه أمر الجيش "بمواصلة ضرب ’حزب الله‘ بكل قوة".