نيويورك / 14 أكتوبر / متابعات :
تبدأ الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر الحالي، وتستمرّ ستة أيام. ويحمل موضوع هذا العام عنوان: «عدم ترك أي أحد خلف الركب: العمل معًا من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمستقبلية».
وتنعقد اجتماعات الجمعية العامة في خضمّ لحظة متفجّرة تنعكس من خلال عجز المجتمع الدولي، عن وضع حدّ للحرب في غزة أو أوكرانيا أو السودان، ومع تصاعد المخاوف من اتساع رقعة الحرب على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية، عقب تفجيرات منسوبة إلى إسرائيل، استهدفت أنظمة اتصال تابعة لحزب الله.
ومن المقرّر أن يُلقي نحو 87 رئيس دولة، و3 نواب رؤساء، واثنان من أولياء العهد، و45 رئيس حكومة، و8 نواب رؤساء حكومات، و45 وزيرًا، و4 رؤساء وفود خطابات أمام الجمعية العامة.
وجرت العادة أن تكون البرازيل الدولة التي تُخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة أولًا. ويعزو مسؤولون في الأمم المتحدة الأمر إلى أنّها كانت في السنوات الأولى من عمر الهيئة العالمية تتقدّم للتحدّث أولًا، عندما كانت الدول الأخرى تتردّد في القيام بذلك.. وتليها الولايات المتحدة باعتبارها الدولة المُضيفة لمقرّ الأمم المتحدة في نيويورك.
ثم تستند القائمة إلى التسلسل الهرمي. وعادة ما تكون للدولة التي تصل أولًا، الأولوية في الحديث. ويتحدّث رؤساء الدول أولًا، يليهم نواب رؤساء الدول، فأولياء العهد، ثمّ رؤساء الحكومات، فالوزراء، ثمّ رؤساء الوفود.
ورغم غياب الرئيسين الروسي والصيني عن هذه المناسبة الدبلوماسية، كما حصل في السنوات الأخيرة، فإن قائمة القادة السياسيين المعلنة في نيويورك طويلة، وتتضمن الرؤساء: الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والهندي ناريندرا مودي، والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر.
وتشهد الجمعية العامة في دورتها الـ 79 عقد «قمة المستقبل» يومي الأحد والإثنين، وخلال هذه القمة، ستتبنّى الدول الأعضاء الـ 193 «ميثاقا من أجل المستقبل» يهدف إلى تعزيز الأدوات الدولية لمواجهة تحديات القرن الـ 21 وتهديداته، وتأكيد أهمية التعددية، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، وإصلاح المؤسسات
المالية الدولية، وتعزيز التعاون الدولي، فضلا عن التطرق إلى مكافحة تغير المناخ، ونزع السلاح، وتطوير الذكاء الاصطناعي.
واختلفت الآراء والتوقعات حول قمة المستقبل ونتائجها المرتقبة، خاصة مع فشل سابق للمفاوضات الـ «مكثّفة» وغير المنتهية التي تتعلّق بالقضايا آنفة الذكر. وقال أحد الدبلوماسيين ساخرًا لوكالة فرانس برس: «يتمثل أحد الأخطار، وهو أكثر من مجرد خطر، في أنّ قمة المستقبل تبدو أشبه بقمة الماضي، أو بقمة الحاضر في أفضل الأحوال».
بينما ترى ليتيسيا كورتوا، ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى الأمم المتحدة، أنّ «المستقبل يبدأ الآن، من خلال التعامل مع النزاعات»، مضيفة أنّ من المهم ألّا يكون هذا مجرد «هدف للجيل المقبل».
وفي السياق، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إنّ هذه اللحظة الرئيسية للدبلوماسية الدولية «لا يمكن أن تحدث في وقت أكثر أهمية»، مشيرة إلى قائمة طويلة من النزاعات والعنف والأزمات الإنسانية، في غزة وأوكرانيا والسودان وهايتي وبورما.
وأشارت إلى أنّه «في مواجهة هذه التحديات، من السهل الوقوع في التشاؤم والتخلي عن الأمل ونبذ الديموقراطية، لكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك».
مع ذلك، من غير المرجّح أن يؤدي هذا الاجتماع إلى نتائج ملموسة لملايين المدنيين الذين يدفعون الثمن باهظا.
ومن جهته، قال ريتشارد غووان من مجموعة الأزمات الدولية، «من الواضح أنّ غزة ستكون من أبرز الصراعات التي سيتم التطرّق إليها في خطابات القادة».
وأضاف: «لكنني لا أعتقد أنّ هذا سيُحدث فرقا حقيقيا على الأرض».
ومن المقرر أن يشارك في اجتماعات الجمعية العامة الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، غير أنّ أحد الدبلوماسيين يقول إنّه يكافح من أجل «البقاء في دائرة الضوء»، ولم تتوقع سلوفينيا، التي ترأس مجلس الأمن في شهر سبتمبر أي حدث مهم، لكن من المرتقب عقد اجتماع رفيع المستوى للمجلس الثلاثاء بحضور زيلينسكي، بناء على طلب الأوكرانيين.