لندن / موسكو / بكين / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها استدعت السفير الروسي لدى لندن أندريه كيلين بعد توجيه موسكو اتهامات بالتجسس لستة دبلوماسيين بريطانيين لديها وسحب اعتماداتهم الأسبوع الماضي، بينما أعربت الصين عن استعدادها لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع بريطانيا.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية البريطانية أن لندن "تدين بأشد العبارات الحملة العدوانية الروسية غير المسبوقة والتي لا أساس لها ضد المملكة المتحدة، لا سيما الاتهامات الخبيثة التي لا أساس لها على الإطلاق الموجهة الأسبوع الماضي ضد موظفي وزارة الخارجية".
وانتقدت لندن السلوك "غير المقبول على الإطلاق" و"المخالف لمعايير السلوك بين الدول" من جانب روسيا.
وعدت الخارجية البريطانية أن هذه الحملة الروسية ترمي إلى "تقويض وتهديد الأمن والديمقراطية في المملكة المتحدة وردع دعمنا لأوكرانيا، من خلال التضليل وأعمال التخريب في أوروبا، والمضايقات والقيود ضد بعثاتنا الدبلوماسية في روسيا".
وخلصت إلى أن "هذه الحملة لن تنجح"، مؤكدة أن "على روسيا أن توقف هذه الأنشطة على الفور".
وكان جهاز الأمن الروسي أعلن خلال الـ13 من سبتمبر الحالي أنه سحب اعتماد ستة دبلوماسيين من السفارة البريطانية في موسكو، للاشتباه في ضلوعهم بأنشطة تجسس.
وجاء هذا الإعلان في يوم شهد اجتماعاً داخل واشنطن بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأميركي جو بايدن لمناقشة موافقة غربية محتملة لاستخدام أوكرانيا صواريخ طويلة المدى ضد روسيا، وهو موضوع أثار موجة جديدة من التوترات مع موسكو.
وفي المقابل، أعرب نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ عن استعداد بلاده لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع بريطانيا، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية في ظل تحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد فتور دام أعواماً.
وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استأنفا الاتصالات رفيعة المستوى خلال أغسطس الماضي بعد إجرائهما محادثة هاتفية، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها شي مع رئيس وزراء بريطاني منذ عام 2022.
كما تحدث شي أمس هاتفياً مع وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز وأبلغها استعداد بكين "لتعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما"، وفقاً لوكالة شينخوا للأنباء.
وقال إن الصين تريد أيضاً تعزيز التعاون في الاقتصاد الأخضر والطب الحيوي والذكاء الاصطناعي.
ومن جانبها قالت ريفز إن بريطانيا مستعدة لتعزيز التعاون مع الصين "من أجل تطوير علاقات طويلة الأمد ومفيدة للطرفين بين البلدين"، وفقاً لوكالة شينخوا الصينية الرسمية.
وخلال عام 2015 أشاد رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون بـ"العصر الذهبي" للعلاقات بين لندن وبكين، قبل أن تبدأ العلاقات في التدهور بصورة كبيرة خلال الأعوام الأخيرة.
وكانت بريطانيا واضحة في شأن قانون الأمن القومي الجديد لحكومة هونغ كونغ الذي عدت أنه يقوض حريات الإقليم البريطاني السابق.
وتنازع البلدان في شأن معاملة بكين للأقلية المسلمة الإيغورية في منطقة شينجيانغ الصينية وحقوق الإنسان في التبت.
واتهمت الصين وبريطانيا بعضهما بعضاً بالتجسس، واشتكت بكين من أن لندن تتبع خط واشنطن العدائي تجاه بكين.