قالت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية إن مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس نصبت فخا في المناظرة الرئاسية مساء الثلاثاء وقع فيه خصمها الجمهوري دونالد ترامب مرات ومرات.
ففي أول مواجهة مباشرة بينهما، سخرت هاريس من الرئيس السابق بسبب تباهيه بحجم الحضور في فعاليات حملته الانتخابية، وحالات الإفلاس السابقة التي تعرض لها، وثروته التي ورثها من أبيه، وأمور أخرى.
ووفقا لتقرير الصحيفة، فقد جعلت تلك الانتقادات ترامب في موقف دفاعي، محاولا توجيه ضربات حتى بعد أن تحوّل النقاش إلى قضايا يألفها ويرتاح للحديث عنها مثل الهجرة والاقتصاد.
وعن “مشروع 2025″، وهو مخطط للحكم صيغ برعاية مؤسسة “هيريتيج” لتسترشد به إدارة الحزب الجمهوري المقبلة إذا فاز مرشحه في الانتخابات الرئاسية، والذي وصفته هاريس بالأجندة التي ستتبناها إدارة ترامب، رد الرئيس السابق قائلا “أنا لا أريد قراءته”.
ولفتت بوليتيكو إلى أن إحدى اللحظات الأكثر إثارة للانتباه خلال المناظرة عندما انتقل مديرا المناظرة ديفيد موير ولينسي ديفيس من شبكة “إيه بي سي نيوز” إلى موضوع الهجرة “المفضل” لدى ترامب. وعندها اتهمته هاريس بوأد اتفاقية الحدود التي صاغها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، ثم سخرت منه بسبب تبجحه بحجم الحشود التي التأمت في تجمعاته الانتخابية.
وقالت الصحيفة إن ترامب، الذي نصحه حلفاؤه بأن يتحلى بالهدوء، لم يتمالك نفسه ورد بالقول “الجماهير لا تغادر تجمعاتي (الانتخابية). لدينا أكبر الحشود، وأروعها في التاريخ السياسي”. وبينما كان يتحدث كانت هاريس ترمقه بنظرات وبدت الابتسامة ترتسم على محياها وهي تهز رأسها.
ولاحظت الصحيفة أن ترامب بدأ المناظرة متحفظا ومتماسكا بشكل أعاد إلى الذاكرة مناظرته في عام 2020 مع جو بايدن، الذي فاز آنذاك بالانتخابات.
ووصفت إستراتيجية هاريس في المناظرة بأنها كانت فعالة ووضعت ترامب في موقف الدفاع أغلب فترات المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، لكن الوقت لم يسعفها لتقديم نفسها للناخبين الذين لا يعرفونها جيدا، ولشرح رؤيتها السياسية.
وقد استهدف ترامب منافسته هاريس في مستهل المناظرة بموضوع التضخم، مشيرا إلى الارتفاع الحاد في أسعار السلع والمواد الغذائية على مدى السنوات الثلاث الماضية، والذي صنفه الناخبون باستمرار على أنه مصدر قلق كبير. كما حاول مهاجمة بايدن في مجموعة من الموضوعات، متهما إياه في مرحلة ما بالاستيلاء على أجندته وتبنيها على أنها خاصة به. لكن هذه الإستراتيجية -برأي الصحيفة الأميركية- ارتدت إليه حيث بدأ يركز على مهاجمة بايدن أكثر من انتقاد خصمه المباشر هاريس.
وما إن انتهت المناظرة حتى سارعت حملتا المرشحيْن لإعلان النصر. فقد قالت حملة ترامب إن الرئيس السابق “تتبع سجل فشل هاريس الذريع الذي أضر بالأميركيين على مدى السنوات الأربع الماضية”. وسرعان ما ردت حملة هاريس معبرة عن اهتمامها بمناظرة ثانية، إذ قالت مديرة حملتها جين أومالي ديلون إن مرشحتها “مستعدة لمناظرة ثانية، فهل ترامب مستعد أيضا؟”.
وفي تقرير آخر بالصحيفة نفسها، أفادت المراسلة ميغان ميسيرلي بأن مديري المناظرة لم يطلبا من المرشحين التعليق على موضوع التعليم، ومع ذلك فقد انتقد ترامب خطة بايدن لإعفاء الطلاب من أداء قروض بملايين الدولارات.
ومع أن المتناظِريْن استغرقا وقتا أطول في تناول قضايا السياسة الخارجية بالحديث عن إسرائيل وأوكرانيا والصين، إلا أنهما لم يتطرقا كثيرا إلى كوريا الشمالية، على الرغم من أن ترامب تفاخر في إحدى اللحظات متحدثا بضمير الغائب بأن بيونغ يانغ “كانت خائفة منه” عندما كان رئيسا.