واشنطن / 14 أكتوبر / متابعات :
أقيمت فجر اليوم الأربعاء المناظرة الأولى بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب، حيث شهدت المناظرة التي تابعها الملايين في الولايات المتحدة وخارجها تراشقا حادا بين المرشحين المتنافسين.
المناظرة التي امتدت لأكثر من ساعة وأربعين دقيقة وعرضت على شبكة أ بي سي ABC الأميركية وجهت أسئلة للمتنافسين في العديد من الملفات والقضايا الداخلية والخارجية مثل الصناعة ونظام الرعاية الصحية والإجهاض والمهاجرين وأزمة غزة والأزمة الأوكرانية.
واتهمت هاريس ترمب بالسعي «لقسمة» البلاد من خلال تأجيج التوترات العرقية.
وقالت هاريس «أعتقد أنّها لمأساة أن يكون لدينا شخص يريد أن يصبح رئيساً حاول باستمرار، طوال حياته المهنية، استخدام العرق لقسمة الشعب الأميركي». كما قالت إنه ليس لديه خطة اقتصادية للأميركيين، فيما اتهم ترمب من جهته هاريس بأن انتخابها سيمثل نهاية للولايات المتحدة الأميركية وسيشعل حربا عالمية ثالثة.
من جهته قال ترمب إنه خلال فترة حكمه من عام 2017 إلى عام 2020 صنع أفضل اقتصاد لبلده على مدار التاريخ، مضيفا أنه حصد مليارات الدولارات من الصين خلال ولايته، متهما الديمقراطيين بأنهم دمروا الاقتصاد الأميركي.
وقالت هاريس إن خطط ترمب الاقتصادية سوف تزيد التضخم في بلادنا، مؤكدة أن لديها خطة للنهوض بالاقتصاد. كما سخرت من ترمب قائلة إنه وقف أمام المحكمة لتهربه من دفع الضرائب.
وحول القضية الفلسطينية وأزمة الحرب على غزة، قالت المرشحة الديمقراطية إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وأدانت هاريس هجوم حماس في السابع من أكتوبر ، لكنها في الوقت نفسه طالبت بوقف الحرب على غزة وإبرام صفقة تبادل، معتبرة في السياق ذاته أن حل الدولتين هو الحل الأمثل للقضية.
أما ترمب، فاعتبر من جانبه أن هاريس تكره إسرائيل، مشيرا إلى أنها لم تحضر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس قبل شهرين.
وأضاف ترمب أن «إسرائيل ستزول» إذا ما أصبحت نائبة الرئيس رئيسة للولايات المتحدة، لتردّ عليه نائبة الرئيس بالقول إنّ اتّهامها بكره إسرائيل «غير صحيح على الإطلاق»، مذكّرة بأنّها دعمت الدولة العبرية طوال حياتها ومسيرتها المهنية.
وحول الأزمة الأوكرانية قال ترمب إنه يريد تسوية الحرب في أوكرانيا بشكل عاجل، متهما هاريس بأنها سيئة جدا في التفاوض.
بينما اعتبرت كامالا هاريس أنّ الرئيس السابق لن يكون سوى «لقمة سائغة» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكّدة أنّه لو كان ترامب رئيسا اليوم لكان بوتين جالسا في كييف.
وأضافت «لماذا لا تخبر 800.000 أميركي بولندي هنا في بنسلفانيا بمدى السرعة التي ستستسلم بها تحت شعار خدمة وما تعتقد أنه صداقة مع… دكتاتور سيبتلعك لقمة سائغة».
وقالت المرشحة الديمقراطية إن إدارة بايدن جمعت 50 دولة لدعم أوكرانيا ضد روسيا مضيفة: «حلفاؤنا في الناتو ممتنون لعدم وجود ترمب في السلطة».
وشنّ دونالد ترمب هجوما شرسا على المهاجرين، مكرّراً ادعاءات بأنّ وافدين جدداً من هايتي إلى ولاية أوهايو الأميركية «يأكلون قطط» السكان.
وقال ترمب إنّه «في سبرينغفيلد، (المهاجرون) يأكلون الكلاب – الأشخاص الذين جاؤوا – يأكلون القطط، يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك. هذا ما يحدث في بلدنا».
وقالت هاريس إنها ستحشد المزيد من الموارد لحماية الحدود الوطنية للولايات المتحدة، فيما اتهم ترمب الديمقراطيين بالسماح للمجرمين بدخول البلاد.
اتّهمت هاريس ترمب بنشر «شبكة من الأكاذيب» حول الإجهاض، معتبرة أنّ سياسته على هذا الصعيد «مهينة لنساء أميركا»، مضيفة أنه ليس له أن يجبر المرأة عما يجب فعله في مسألة الإجهاض.
وبعدما شدّدت على “أكاذيب» منافسها الجمهوري بشأن الإجهاض، أطلقت نداء قويا سلّطت فيه الضوء على المعاناة التي تقاسيها النساء الأميركيات نتيجة إلغاء حكم المحكمة العليا الذي كان يضمن الحقّ في الإجهاض في كل ولايات البلاد.
وقال ترمب من جانبه إن رأي هاريس في مسألة الإجهاض مريب، مضيفا أن ما تتهمه به في هذه القضية كذب.
وأكدت هاريس أن أميركا « لن تعود للوراء» داعية الشعب الأميركي لعدم انتخاب ترمب مجددا.
فيما اتهمها ترمب بأنها « أسوأ نائبة رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية » وسخر منها قائلا « لماذا لم تنفذ كل هذه الخطط التي تقولها خلال السنوات الثلاث الماضية».
ودعت حملة هاريس إلى إجراء مناظرة ثانية بين المتنافسين.
واعتبر ترمب أنّ المناظرة التي خاضها ضدّ منافسته الديموقراطية كامالا هاريس كانت أفضل مناظرة له على الإطلاق، متّهما مذيعي الشبكة التلفزيونية اللذين أدارا الحوار بالتحيّز ضدّه.
وكتب ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي «أعتقد أنّ هذه كانت أفضل مناظرة لي على الإطلاق، خاصة أنها كانت مواجهة بين ثلاثة ضد واحد!».