إدارة التغذية تعمل على تقليل نسبة الوفيات بين الأطفال دون الخامسة
عدن /14 اكتوبر / خاص :
مؤشرات الرضاعة في الحديدة ٨,٤ وأبين ٢,٦ وحضرموت الوادي ٣,٨ و شبوة ١,٢ وهو ما يعكس تدني الوعي بأهميتها
نسبة مخيفة من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية
تعتبر مشكلة سوء التغذية في اليمن من أسباب تأخر عجلة التنمية والتطور، ويزداد أثر ذلك بارتفاع معدل وفيات الأطفال أقل من (5) سنوات والأمهات الحوامل والمرضعات، اذ يستهدف النمو الجسمي والعقلي للأطفال، وبالتالي يؤثر على الأداء والتحصيل العلمي، كما تعد نتائجه وخيمة على القوى والكفاءات البشرية وانخفاض إنتاجيتها، مما يشكل عقبة رئيسة في طريق النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي؛ ذلك لأن التغذية هي أساس الصحة، والصحة أساس التنمية.. حول محورية هذا الموضوع التقت صحيفة «14 أكتوبر» بالدكتورة مرام عقيل واكد - مديرة برنامج تغذية الرضع وصغار الأطفال في إدارة التغذية بوزارة الصحة العامة والسكان ودار معها الحوار التالي. :
بدأنا مع الدكتورة مرام واكد حول كيفية الحد من الوفيات بين الاطفال الرضع حيث أجابت بالقول: تعمل وازرة الصحة العامة والسكان قطاع الرعاية الصحية الأولية إدارة التغذية على تقليل نسبة المراضة والوفيات بين الأطفال دون الخامسة من العمر، وكذا الأمهات الحوامل والمرضعات عن طريق مكافحة أمراض سوء التغذية المختلفة والحد من انتشارها، وذلك من خلال الاهتمام ببرامج الرضاعة الطبيعية وتغذية الرضع وصغار الأطفال.
واضافت: بحسب تحليل التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية ( Ipc - AMN) الذي نفذ في فبراير ٢٠٢٢م أوضح أن حوالي (٢,٢) مليون طفل يعاني من سوء التغذية الحاد وحوالي (٣›١) مليون حامل ومرضع يعانين من سوء التغذية الحاد على مستوى الجمهورية اليمنية.
حيث تعتبر الرضاعة الطبيعية وممارسات التغذية الملائمة ذات أهمية لصحة ونمو وتطور الرضع وصغار الأطفال، وبالتالي بقاMهم على قيد الحياة، لذا فإن تحسين ممارسات الرضاعة الطبيعية قد تؤدي إلى إنقاذ حياة مليون طفل في السنة، بالإضافة إلى أن إتباع ممارسات التغذية التكميلية الملائمة إلى جانب الاستمرار في الرضاعة حتى عامين أو أكثر قد تنقذ حياة نصف مليون طفل آخر..
وتضيف الدكتورة مرام واكد: إن إتباع الممارسات الصحيحة من قبل العاملين في المرافق الصحية من خلال قيامهم بتشجيع ومساعدة الأمهات بالبدء المبكر للإرضاع بعد الولادة مباشرة أو خلال الساعة الأولى من الولادة يضمن إنجاح الإرضاع والتغلب على أي مشاكل قد تصادف الأمهات، حيث أنه يسهم في تحقيق المرامي الانمائية للألفية المتعلقة بالحفاظ على حياة الطفل، إذ يمكن إنقاذ ١٦% من وفيات حديثي الولادة إذا بدأوا الرضاعة منذ اليوم الأول و ٢٢% إذا بدأوا من الساعة الأولى ؛ وأن الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية خالصة أقل عرضة للإصابة بأمراض ( الإسهالات والالتهابات الرئوية )، بأكثر من عشر مرات من الأطفال الآخرين.
هناك عدد كبير من الارشادات المتعلقة بالتغذية المثلى للرضع واطفال مابعد العامين، حدثتنا الدكتورة مرام واكد حول هذه المحورية المغذية اذ قالت: البدء في الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة (خلال الساعة الأولى)، والرضاعة الطبيعية الخالصة خلال الأشهر الستة الاولى من العمر «الطفل يرضع من ثدي أمه بدون إضافة أي أطعمة او سوائل أخرى حتى الماء لمدة ستة أشهر كاملة».. والاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى العاملين مع ادخال التغذية التكميلية من بداية الشهر السابع.
واستعرضت مديرة برنامج تغذية الرضع وصغار الأطفال في إدارة التغذية بوزارة الصحة العامة والسكان مفهوم بدائل التغذية بالقول : نقصد ببدائل لبن الأم هو ان اي غذاء يتم تسويقة او تقديمه بأي طريقة كبديل كامل او جزئي للبن الأم سواء كان هذا مناسبا أو غير مناسب لهذا الغرض، مثل : «الحليب الصناعي، وأي منتجات حليب أخرى، وأيضاً خليط الخضروات، وعصائر وشاي الأطفال»..
وتقول د. مرام في حديثها : « وفقاً لتقرير مسح سمارت الذي تم تنفيذه عام ٢٠٢١م، بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة ومراجعة جميع الوثائق والدراسات التي أجريت في اليمن عموماً فيما يخص الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية كانت النتائج كالتالي : « نسبة الرضع الذين رضعوا من أمهاتهم خلال الساعة الأولى من الولادة ٤٠% الرضاعة الطبيعية الخالصة حتى عمر ستة أشهر ١ ,٢٠ % التغذية باستخدام الزجاجة حتى العامين ٤٤,٤%، والرضاعة الطبيعية حتى العام ٦٨,٥، والرضاعة الطبيعية حتى العامين ٣٣,٦، والتغذية التكميلية ٧٦%.
سألناها عن مؤشرات الرضاعة ونسب التفاوت بالأرقام ومدى الوعي من محافظة الى اخرى فأجابت : على مستوى كل محافظة قد نجد تدهورا أكبر بكثير من التدهور الحاصل، فمثلاً نسبة الرضاعة الخالصة في الحديدة ٨,٤، وفي أبين ٢,٦، وفي حضرموت الوادي ٣,٨، وفي شبوة ١,٢، مما يعكس تدني الوعي، فيما يتعلق بأهمية الرضاعة الخالصة وممارستها من قبل الأمهات وهو مؤشر خطير، حيث توصي منظمة الصحة العالمية ألا يتناول الطفل خلال الـ ٦ أشهر الأولى من عمره الا لبن أمه فقط وهذا ما لا نجده لدينا في أغلب المحافظات.
حماية الرضاعة الطبيعية وتشجيعها
وعن خطوات حماية الرضاعة والام المرضعة تحدثت د. مرام عقيل واكد مديرة برنامج تغذية الرضع وصغار الأطفال في إدارة التغذية بوزارة الصحة العامة والسكان عن هذا الإجراء المهم قائلة: لقد أولت وزارة الصحة على مدى عقدين الكثير من الاهتمام بالرضاعة الطبيعية لثقتها بأهميتها كتدخل فعال لخفض مؤشرات سوء التغذية، وذلك من خلال إصدار قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (١٨) لسنة ٢٠٠٢م بشأن لائحة تشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية، والذي يضم عددا من الأبواب تتضمن عددا من الفصول والمواد تتعلق ببزازات الإرضاع واللهايات، العاملين الصحيين، والترويج والتسويق، إلى جانب الإعلام والتثقيف، والعقوبات، كما تم إصدار قرار وزاري لسنة ٢٠٠٤م، بشأن السياسة الوطنية لتشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية من خلال المؤسسات الصحية.
وأوضحت ان وزارة الصحة كانت منذ عقدين وهي تولي اهتماما بحماية وتشجيع الرضاعة الا ان الوضع الراهن والظروف التي تمر بها البلاد أدت إلى تدهور مؤشرات الرضاعة وتغذية الرضع.
ووصفت الدكتورة مرام واكد اهتمام الدولة وسياستها تجاه المرضعات بالقول: ان راسمي السياسيات وشركاء التنمية هدفهم التركيز على مشاريع الاستجابة للوضع الطارئ مما ساهم في اهمال البرامج الوقائية وكانت النتيجة تدهور مؤشرات تغذية الرضع ؛ الآن يتم الانتقال من التركيز على الجانب الطارئ والتدخلات سريعة الاستجابة إلى الجانب الوقائي.
وتعزو د. مرام ذلك الى لائحة وزارية صدرت في 2023 م وتقول حول ذلك... أصدر وزير الصحة ا.د. قاسم بحيبح في يناير 2023م، تعميما لمدراء مكاتب الصحة في جميع المحافظات للالتزام بشأن لائحة القرار 18 الصادر 2002 لتشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية إيمانا منه بأهمية الرضاعة الطبيعية وممارسات تغذية الرضع الصحيحة في خفض معدلات سوء التغذية لدى الأطفال أقل من 5 سنوات.
رفع وعي المجتمع
الوعي والتثقيف عمل اساسي لمجابهة أي خطر صحي قد يستهدف الصحة المجتمعية.. حول ذلك تضعنا د. مرام عقيل واكد امام عدد من الفعاليات وتقول: هناك العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج الموجهة لرفع وعي المجتمع بأهمية ممارسات الرضاعة الطبيعية سواء كانت على مستوى المجتمع من خلال المتطوعات، والعمال المجتمعيين أو على مستوى المرافق الصحية ( أركان المشورة)، حيث يتاح لكل امرأة إمكانية الحصول على مشورة مفيدة ولائقة بشأن الرضاعة الطبيعية من عاملين صحيين مدربين.
وأضافت واكد: إن دعم الأمهات مسئولية تقع على عاتق الجميع بدءاً من الأب والأسرة وانتهاء بالبيئة الأكبر فرسالتنا هي : «نؤمن بأن كل أم تستحق الدعم الكامل للاستمرار بالرضاعة الطبيعية، وسنسعى إلى توفير بيئة آمنة ومحفزة تدعم الأمهات في كل خطوة من خطوات هذه الرحلة.. حيث سنهدف إلى بناء مجتمع يقدر قيمة الرضاعة الطبيعية، ويقدم الدعم اللازم للأمهات من جميع الخلفيات والمستويات الاجتماعية ».
وختامه مسك..
وفي ختام حديثها وجهت د. مرام عقيل واكد رسالة توعوية قالت فيها: دعونا نجعل الرضاعة الطبيعية خيارا سهلاً ومقبولا لجميع الأمهات ؛ وفي هذا العام نلتزم بتمكين الأمهات المرضعات من ممارسة الرضاعة الطبيعية، وتوفير بيئة آمنة ومحفزة تدعم الأمهات في كل خطوة من خطوات هذه الرحلة، إذ تحتاج الأمهات المرضعات إلى الدعم والمساندة في المرفق الصحي والمنزل ومكان العمل وأي مكان.. « والرضاعة