باريس / 14 أكتوبر / متابعات :
بعد تأكيد إيران أنها سترد على إسرائيل انتقاماً لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، دعت كل من فرنسا وبريطانيا جميع الأطراف لتهدئة الوضع بالمنطقة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، بعد لقاء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في باريس، إنهما ناقشا الحاجة إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط، وجددا دعوتهما لوقف فوري لإطلاق النار.
ومنذ أواخر الشهر الماضي تصاعدت المخاوف الدولية من توسع الصراع في المنطقة بين إسرائيل من جهة وإيران وأذرعها من جهة أخرى خاصة بعد اغتيال هنية في 31 يوليو، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية بضربة إسرائيلية، وتوعد كل من المسؤولين الإيرانيين وحزب الله برد موجع.
إلى ذلك، تعهد ماكرون بتوطيد العلاقات مع بريطانيا في مجالي الدفاع والأمن، إضافة لمجالات منها الهجرة والطاقة، كما اتفق مع ستارمر على ضرورة مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا للدفاع عنها وتأمينها لما لذلك من تأثير على الدفاع والأمن في القارة الأوروبية كلها.
وباريس هي المحطة الثانية في جولة ستارمر إلى العواصم الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، بعد أن زار برلين حيث التقى المستشار أولاف شولتس.
وعلى غرار ألمانيا، تعد فرنسا شريكا أمنيا رئيسيا لبريطانيا، خصوصا أن باريس ولندن تشغلان مقعدين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهما القوتان النوويتان الوحيدتان في أوروبا الغربية.
كما يقدم البلدان دعما قويا لأوكرانيا في تصديها للغزو الروسي منذ عام 2022.
أما الأمر الأكثر إثارة للقلق فهو قضية المهاجرين الذين يعبرون قناة المانش إلى المملكة المتحدة على متن قوارب، وهي القضية التي تعاونت قوات الأمن في البلدين لسنوات لمحاولة احتوائها.
وكانت هذه القضية الهدف الأول الذي أشار إليه ستارمر في بيان أصدره قبيل زيارته إلى فرنسا، إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي.
واختار الزعيم البريطاني محاورة شولتس وماكرون باعتبار أنهما يتزعمان البلدين الأكثر نفوذا في الاتحاد الأوروبي، لكن كلاهما في وضع سياسي معقد قد يحد من تأثيرهما على إبرام اتفاقات مع بريطانيا.
ويرأس شولتس ائتلافا غير مستقر من ثلاثة أحزاب من المتوقع أن يتعرض لهزيمة في ثلاثة انتخابات إقليمية الشهر المقبل، ومن غير المرجح أن يفوز في الانتخابات الوطنية العام المقبل.
ويواجه ماكرون صعوبة في اختيار مرشح لمنصب رئيس الوزراء بعد أن أسفرت الانتخابات المبكرة التي جرت في يوليو عن جمعية وطنية منقسمة بشدة على عكس الأغلبية البرلمانية الواسعة التي يتمتع بها ستارمر.