الأمم المتحدة توقف عملياتها الإنسانية في (غزة) نتيجة أوامر الإخلاء
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / وكالات :
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 40476 شهيدا و93647 مصابا.
وأضافت صحة غزة في بيان أن جيش الاحتلال ارتكب 3 مجازر وصل منها إلى المستشفيات 41 شهيدا و113 مصابا خلال 24 ساعة.
وأكدت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
في تلك الأثناء، تعرضت تجمعات النازحين في مناطق عدة من قطاع غزة إلى غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي متواصل.
وقالت الأنباء من أمام مستشفى العودة إن عددا من الشهداء قد وصلوا بعد ارتقائهم في قصف عنيف على مخيم النصيرات.
وأشارت إلى أن القصف المدفعي تواصل عبر سلسلة هجمات متتالية على المناطق المحيطة بمحور نتساريم وسط قطاع غزة.
كما أفادت بارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على شقة سكنية بمخيم المغازي وسط القطاع إلى 7 فلسطينيين.
يأتي هذا في حين أصيب 10 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم البريج وسط القطاع أيضا.
وفي مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، أُقيمت صلاة الجنازة على الشهداء الذين ارتقوا في غارة على مخيم المغازي.
ومن أمام مستشفى شهداء الأٌقصى، كشف مراسلنا عن استمرار حركة النزوح بسبب القصف الإسرائيلي على المناطق الشرقية لدير البلح وقرية المصدر.
واستقبل المستشفى شهيدة وعدد من المصابين في قصف مدفعي إسرائيلي على قرية المصدر شرقي دير البلح.
وأوضحت الأنباء بأن مستشفى شهداء الأقصى يواجه تهديدا بسبب قرب العمليات العسكرية الإسرائيلية من محيطه الذي يؤوي نازحين وجرحى.
وتتصاعد المخاوف في أوساط النازحين وسكان دير البلح، من قيام جيش الاحتلال بعملية اقتحام لمستشفى شهداء الأقصى.
كما أكدت الأنباء على أن النازحين بدأوا في التحرك ناحية البحر، فيما سكن بعضهم الأراضي الزراعية هربا من قصف المدن.
في سياق متصل، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على منطقة اليرموك بمدينة غزة والحي الهولندي غربي مدينة خان يونس في قطاع غزة.
وفي جنوب القطاع، استقبل مجمع ناصر الطبي 12 شهيدا منذ صباح اليوم الثلاثاء، بسبب شن الاحتلال قصفا مدفعيا وغارات على مناطق، السطل الغربي والمحطة والكتيبة وبلدتي بني سهيلا وعبسان، في محافظة خان يونس.
وفي غرب مستشفى ناصر، استهدف القصف الإسرائيلي نحو 5 منازل للمدنيين ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين، في خان يونس.
وأِشارت الأنباء إلى صعوبة تحرك النازحين تحت القصف، في وقت يتوافد فيه مزيد من النازحين من دير البلح إلى خان يونس.
كما شن طيران الاحتلال غارات على شمال قطاع غزة، أسفرت عن ارتقاء شهداء وإصابة آخرين، منذ ليل أمس.
ويتزامن هذا، مع كارثة إنسانية بسبب شح الوقود والسلع الغذائية في شمال قطاع غزة.
وكانت غارة إسرائيلية قد استهدفت تجمعا للمدنيين في شارع الهوجا وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من السكان بينهم أطفال ونساء.
ورصد شهود عيان الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الشيخ زايد شمالي قطاع غزة.
إلى ذلك أوقفت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء العمليات الإنسانية في قطاع غزة بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية لدير البلح التي أدت لعوائق خطيرة أمام تسليم المساعدات وتوزيع لقاح شلل الأطفال الذي ظهر بالقطاع لأول مرة منذ 25 عاما.
ونقل موقع بلومبيرغ عن مسؤول أممي تأكيده توقف العمل الإنساني بعد أوامر الإخلاء القسرية الإسرائيلية الجديدة لدير البلح ليلة الأحد، التي كانت المنطقة الوحيدة التي تنسق فيها الأمم المتحدة معظم عملياتها، كما احتوت آلاف النازحين بعد اعتبار الاحتلال أنها "منطقة آمنة".
وشدد المسؤول على أنه رغم عدم إصدار الأمم المتحدة أوامر رسمية بالتوقف، فإنها غير قادرة عمليا على تسليم المساعدات أو الاستمرار بعملياتها الإغاثية.
وأضاف أنه في حين اضطرت الأمم المتحدة إلى تأخير أو إيقاف عمليات التسليم لبضع ساعات سابقا، فإن هذه هي المرة الأولى التي تتوقف فيها العمليات تماما.
ويهدد إيقاف العمليات الإنسانية بتأخير حملة التطعيم التي تقودها الأمم المتحدة، التي من المقرر أن تبدأ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إذ تعتزم الأمم المتحدة توزيع نحو مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال في غزة، بعد اكتشاف إصابة بالفيروس في الأيام الماضية.
وأمس الاثنين، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن قلق بالغ إزاء أوامر الإخلاء الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها تشمل 15 مرفقا يؤوي موظفين أمميين ونشطاء في منظمات غير حكومية، فضلا عن 4 مستودعات تابعة للأمم المتحدة، نظرا لوجودها إما في المنطقة المشمولة بأمر الإخلاء أو قربها.
وقال المكتب إن هذا القرار سيعوق عمل مركز إنساني كامل تم إنشاؤه في دير البلح بعد إخلاء رفح جنوب القطاع في مايو الماضي.
وأكدت الأمم المتحدة أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستواصل عملها، لافتة إلى أن ما ستوفره من مساعدات لن يكون إلا "قطرة في محيط" الاحتياجات.
من جانبها، شددت الأونروا على أن الوضع بقطاع غزة كارثي للغاية، في حين تُرغَم العائلات على النزوح وهي محاصرة بالدبابات والقنابل والغارات الإسرائيلية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي عن استشهاد 40 ألفا و476 شخصا، وإصابة 93 ألفا و647 آخرين، فضلا عن اضطرار مليوني شخص للنزوح مرات عدة نتيجة القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء القسري.
من جهتها كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستمول لأول مرة اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، وسط استمرار التنديد بتلويح بن غفير ببناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى.
وقالت الهيئة في تقرير لها، إنه ولأول مرة، ومن خلال وزارة التراث، ستقوم الدولة بتمويل جولات إرشادية في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف).
وأضافت سيتم تخصيص مليوني شيكل (نحو 545 ألف دولار) للمشروع من ميزانية مكتب وزير التراث عميحاي إلياهو، ومن المتوقع أن تبدأ الجولات الإرشادية للمستوطنين في الأسابيع المقبلة.
وقالت الهيئة إن وزارة التراث تواصلت مع مكتب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، للحصول على موافقة الشرطة على إقامة جولات المستوطنين بالحرم القدسي.
من جانبها، قالت وزارة التراث الإسرائيلية -تعليقا على تقرير الهيئة- إنها تعتزم إطلاق جولات إرشادية في جبل الهيكل، التي ستسمح لأول مرة لآلاف اليهود ومئات الآلاف من السياح الذين يصعدون (يقتحمون) إلى الجبل كل عام، بالاطلاع على التراث اليهودي للجبل على حد زعمها.
وبدورها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الزيارات ستتم كجزء من الزيارات المنتظمة لما تصفها بمنطقة جبل الهيكل، وفقا لقواعد الزيارة المعمول بها.
ويوم الاثنين الماضي قال بن غفير -في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي- إنه ينوي إقامة كنيس يهودي فيما سماه جبل الهيكل، وهم الاسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الأقصى.