مع كل رنين لجرس المدرسة بعدن، يبدأ فصل جديد من قصة تعليمية محفوفة بالتحديات ولكن هذا العام، تبدو تلك التحديات أكثر وضوحاً، فظلال الأزمة الاقتصادية الخانقة قد امتدت لتغطي بعتمتها على أحلام الطلاب وأسرهم.
ولعل ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية الجنوني، من كتب ودفاتر إلى حقائب وأزياء مدرسية، قد حوّل حلم التعليم إلى كابوس بالنسبة للكثيرين من العائلات، فكيف للأب أو الأم أن يوفر لأبنائه أبسط مستلزمات الدراسة، وهم يكافحون لتوفير لقمة العيش؟
تلك الأعباء المتزايدة لا تؤثر فقط على الأسر، بل تمتد لتشمل المعلمين والمؤسسات التعليمية، فمع انخفاض الرواتب وتدهور البنية التحتية للمدارس، يصبح الحفاظ على جودة التعليم أمراً بالغ الصعوبة.
ومع ذلك، يبقى الأمل شمعة تضيء الظلام. فالأسر جميعها، رغم كل الصعاب، ما زالت تتمسك بأهمية التعليم وتسعى لتوفير أفضل فرص لأبنائها. والمعلمون، بدورهم، يواصلون جهودهم لتقديم أفضل ما لديهم، رغم الظروف القاسية.
ولكن، هل يكفي الأمل وحده؟
إن مواجهة هذه التحديات تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف. فالحكومة مطالبة بتوفير الدعم اللازم للأسر المتعففة، وتقديم برامج تعليمية مبتكرة تتناسب مع الظروف الراهنة، والمجتمع المدني والأهلي مدعوان لتقديم يد العون وتوفير المستلزمات الدراسية بأسعار مخفضة. أما المنظمات الدولية المعنية فمطالبة بمضاعفة جهودها لمساعدة الشعب في تخطي هذه الأزمة الإنسانية.
إن بداية العام الدراسي الجديد في عدن تعتبر فرصة سانحة للتذكير بأهمية التعليم، ودوره في بناء مستقبل أفضل لليمن. ولكنها في الوقت نفسه، هي دعوة إلى العمل الجاد من أجل توفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب، بغض النظر عن ظروفهم المادية.
ختاماً، يبقى التعليم هو الاستثمار الأهم في المستقبل، وهو السلاح الأقوى لمواجهة التحديات. فبالعلم والمعرفة يمكن للوطن أن يتجاوز هذه الأزمة، وأن يبني مستقبلاً مزدهراً لأجياله القادمة.