الاحتلال الإسرائيلي يقلص مساحة «المناطق الإنسانية الآمنة» في القطاع
غزة / القاهرة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
استشهد عشرات المدنيين الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم السبت، جراء استمرار العدوان على قطاع غزة لليوم 323 على التوالي.
وأفادت الأنباء بوصول جثامين 50 شهيد على الأقل إلى مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، منذ ساعات الصباح، جراء عمليات القصف الإسرائيلي.
وفي خان يونس جنوب القطاع، أوضحت الأنباء أن 11 شهيدا ارتقوا في استهداف منزل عائلة كلخ بحي الأمل، كما ارتقى 10 شهداء قصف دراجة نارية توكتوك و3 شهداء في قصف بحي الكتيبة، إضافة إلى ارتقاء شهيد في إطلاق نار في محيط حمد، وآخر فى جورة اللوت، وشهيدان بمحيط مدينة حمد.
كما ارتقى 8 شهداء من عائلة عاشور وأبو نعنع في استهداف على منطقة الكتيبة بخان يونس صباح اليوم.
وفى وسط القطاع، وصلت جثامين 10 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح جراء غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات ودير البلح وبلدة القرارة ومدينة حمد بخان يونس منذ الصباح.
فيما أصيب 5 مواطنين، بينهما سيدتان، نتيجة إطلاق نار من طائرات مسيرة «كواد كابتر» تجاه خيام النازحين قرب شارع صلاح الدين شرق دير البلح.
وقصف مدفعية الاحتلال منطقة حكر الجامع بدير البلح، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين.
وفي مدينة غزة، أصيب عدد من المدنيين بعد استهداف تجمع للمواطنين من طائرة كواد كابتر في محيط مدرسة عين جالوت بحي الزيتون.
وأمس، أصدر الاحتلال أوامر إخلاء جديدة لمناطق من شمال قطاع غزة، تزامنا مع تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي على أنحاء القطاع، حيث طالب الاحتلال سكان عدد من من المناطق الشمالية بإخلاء هذه المناطق والتوجه إلى غرب مدينة غزة.
وكثف الاحتلال من أوامر الإخلاء خلال الأسابيع الأخيرة، إذ أصدر نحو 13 أمرا في أغسطس فقط.
وأفاد مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بأن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتتالية في غزة، شردت 90% من سكانها البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأكد المسؤول الأممي، مهند هادي، أن غالبية سكان غزة باتوا مكدسين في 10% فقط من مساحته بفعل أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وأعلنت العديد من الجهات، بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أنه لا مكان آمنًا في قطاع غزة، مما دعا العديد من السكان إلى النزوح مرات ومرات، هربًا من نيران القصف، وسعيًا للنجاة من آلة الحرب الإسرائيلية التي لم تجد حتى الآن من يوقفها.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 40265 والإصابات إلى 93144 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر 2023، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
إلى ذلك كشف جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم السبت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قلصت مساحة المنطقة الإنسانية «الآمنة» في القطاع من 230 كم إلى 35 كم.
وقال الجهاز، في بيان صحفي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومع بداية الاجتياح البري لقطاع غزة مطلع شهر نوفمبر 2023 الماضي دفعت مئات آلاف المواطنين المدنيين في شمال القطاع للنزوح إلى المناطق الجنوبية، بإدعائه أنها مناطق «إنسانية آمنة»، وكانت مساحتها 230 كم مربع أي 63% من مساحة قطاع غزة، وتشمل أراضي زراعية ومرافق تجارية وإقتصادية وخدماتية تصل مساحتها إلى 120 كم مربع.
وأضاف البيان: «وفي مطلع شهر ديسمبر الماضي، ومع اجتياحه محافظة خان يونس قلص الاحتلال الإسرائيلي هذه المناطق التى يدعي أنها «إنسانية آمنة»، لتصل إلى 140 كم مربع بما نسبته 38.3% من إجمالي مساحة القطاع.. وتشمل مساحات زراعية ومرافق اقتصادية وتجارية وخدماتية».
وأوضح البيان أنه في شهر مايو الماضي عند اجتياحه لمحافظة رفح، قلص الإحتلال الإسرائيلي المنطقة الإنسانية إلى 79 كم مربع أي ما نسبته 20% من
مساحة القطاع، وبقيت أيضا تشمل أراضي زراعية ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية. كما يشير البيان.
وتابع جهاز الدفاع المدني بغزة: «في منتصف شهر يونيو الماضي، زاد الاحتلال من تقليصه للمنطقة الإنسانية لتصل إلى 60 كم مربع، أي ما نسبته 16.4% من إجمالي مساحة قطاع غزة، تشمل مساحات طرقات وشوارع وخدمات وحمامات زراعية ومقابر وغيرها من الأراضي التى لا يمكن ان تكون مناطق إيواء آمنة.
وقال: «في منتصف شهر يوليو/تموز الماضي، قلص الاحتلال المنطقة التى يدعي أنها إنسانية آمنة إلى 48 كم مربع أي ما نسبته 13.15% من إجمالي مساحة قطاع غزة تتضمن أيضا مساحات ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية.. وخلال شهر أغسطس/آب الحالي، قلص الاحتلال الإسرائيلي المناطق «الإنسانية» إلى 35 كم مربع بما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة القطاع، شملت تقريبا 3.5% مساحات زراعية وخدماتية وتجارية».
وفي السياق أفادت مصادر باستشهاد 37 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة وسط وجنوبي قطاع غزة منذ فجر اليوم السبت، في حين كشفت كتائب القسام عن تفجير حقل ألغام بقوة للاحتلال بدير البلح، وذلك على وقع اشتباكات ضارية بالمنطقة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال.
وأفادت الأنباء بإصابة عدد من الفلسطينيين بجروح جراء إطلاق مُسيرات إسرائيلية النار على خيام نازحين شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت إن دبابات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة بمنطقة حكر الجامع بدير البلح قصفت بالمدفعية أهدافا بالمنطقة، وسط اشتباكات مع المقاومة.
وفي دير البلح أيضا، سقط شهداء ومصابين في قصف طائرات الاحتلال مواطنين بمنطقة أبو عريف شرقي دير البلح وسط القطاع.
من جهتها قالت بلدية دير البلح إن 100 ألف مواطن نزحوا من شرق المدينة خلال اليومين الماضيين، كما أفادت بخروج 20 مركز إيواء بالمدينة عن الخدمة.
وكانت غارات جوية وقصفا مدفعيا استهدف شرقي دير البلح.
وقالت الأنباء إن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في عين جالوت بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما ذكرت مصادر إعلامية أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت أبراج عين جالوت بمخيم النصيرات.
وفي جنوب القطاع، أفادت الأنباء باستشهاد 11 فلسطينيا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منطقة الكتيبة في خان يونس صباح اليوم.
سياسيا يصل إلى القاهرة، مساء السبت، وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية، بناء على دعوة الوسطاء في مصر وقطر، وذلك للاستماع لنتائج المفاوضات التي جرت في القاهرة، الخميس الماضي.
وأعلنت الحركة التزامها بما وافقت عليه في 2 يوليو الماضي والمبني على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، مؤكدة جاهزيتها لتنفيذ ما اتفق عليه.
وطالبت الحركة بالضغط على إسرائيل وإلزامها بتنفيذ ذلك، ووقف تعطيل التوصل لاتفاق.
في غضون ذلك، من المقرر أن تعقد جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف غدا الأحد.
يأتي هذا بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن واشنطن قدمت مقترحاً يتعلق ببعض تفاصيل الاتفاق يتضمن تقليص عدد القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفي، بحيث يبقى عدد قليل من نقاط المراقبة فقط، وهو ما ترفضه مصر التي طالبت بانسحاب كامل للقوات.
وقبل ساعات، أكد الرئيسان المصري والأميركي أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام اتفاق الهدنة.
وخلال اتصال تلقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الجمعة، من الرئيس الأميركي، استعرض الجانبان آخر تطورات جولة التفاوض التي تستضيفها القاهرة، مؤكدين على ضرورة تذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق.
وأكد السيسي أن التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار، يكتسب أهمية فائقة في هذا التوقيت الدقيق، سواء لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية بالقطاع، أو لإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة ويلات توسّع نطاق الصراع، بما لذلك من تداعيات خطيرة على شعوب الإقليم كافة.
وكان البيت الأبيض قد أكد الجمعة، "تحقيق تقدم" في المباحثات التي تستضيفها القاهرة سعياً للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، مؤكدا أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه" وليام بيرنز يشارك فيها.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "تحقيق تقدم"، مؤكدا أنهم يحتاجون الآن إلى أن يعمل الطرفان من أجل التنفيذ، مشيرا إلى أن المباحثات التي عقدت، الخميس، كانت تمهيدية، قبل أن تجري نقاشات أكثر عمقا.