نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بعنوان “إيران تصعد محاولاتها لتدمير إسرائيل”.
يستهل الكاتب التحليل قائلاً إن إسرائيل “تتعامل مع مرض عضال”، وإن المحللين الغربيين، وكذلك الإسرائيليون، “يدركون أن النظام الصهيوني، رغم قوته، تعرض لهزيمة ساحقة على يد مجموعة مقاومة صغيرة، ولم يحقق أقل قدر من أهدافه”.
ويضيف أن البعض يرون أن الحرب الحالية ستغير العالم كله: “في شوارع لندن، وفي ميادين باريس، وفي الجامعات الأمريكية، يردد الناس شعارات لصالح الشعب الفلسطيني وضد إسرائيل”.
ويضيف أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، قال إن “الهجوم معجزة إلهية، وحدث في أفضل لحظة ممكنة، قبل أن يتم التطبيع، وقبل أن تتحقق الخطة الإسرائيلية الأمريكية للسيطرة على الشرق الأوسط”.
“إن هذا التصريح يعكس تنامي المفهوم داخل النظام الإسلامي منذ بدء هذه الحرب، بأن الحكومة الإيرانية تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وتقترب من تحقيق رؤية إبادة إسرائيل”، على حد قول الكاتب.
ويرى الكاتب أن “حلقة النار” التي تضعها إيران حول إسرائيل تشكل تحدياً رئيسياً في الحرب المستمرة. ويقول إن إيران “رسخت نفوذها أينما كانت المجتمعات الشيعية تعاني من الفوضى السياسية، وكانت مبادرتها الأولى والأكثر أهمية هي تأسيس حزب الله في عام 1982”.
ويبين الكاتب أن فكرة إيران بأن الظروف والأمور تسير لصالحها أصبحت أقوى في السنوات الأخيرة “في ضوء تراجع تأثير الولايات المتحدة على العالم بشكل عام، والشرق الأوسط بشكل خاص”. فبعد أن ظلت في منصب “ضابط الشرطة العالمية” لعقود عديدة، تواجه واشنطن الآن تحدياً متزايداً، كما انعكس في غزو روسيا لأوكرانيا، إلى جانب الإحراج الناجم عن انسحابها من أفغانستان. كما عززت الإدارة الأمريكية الحالية نهجاً أكثر ليونة تجاه إيران، مما دفع العديد من الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إلى الاستنتاج بأنه ليس لديها مصدر دعم استراتيجي في أمريكا الشمالية وسيكون من الأفضل لها تعزيز المصالحة مع “الشيطان القادم من طهران”.
ويذكر الكاتب أن “حلقة النار” لها عدة أغراض من وجهة نظر إيرانية: “ترسيخ النفوذ الاستراتيجي في الشرق الأوسط؛ التعامل مع إسرائيل دون أن تكون طهران في طليعة الصراع، وبالتالي تقليل الأضرار العسكرية والسياسية؛ مع إلحاق الضرر بخصوم إقليميين آخرين”.
وينوه الكاتب إلى أنه “تم إحكام قبضة إيران على البلدان مثل (سوريا ولبنان واليمن والعراق) باستخدام مزيج من الدعم العسكري، في المقام الأول توريد الأسلحة المتقدمة، بالإضافة إلى فرق التدريب والقيادة، إلى جانب الجهود المدنية، مثل مشاريع تصدير الثورة في مجالات مثل التعليم والثقافة والسياسة والدين”.
ويرى الكاتب أن “حلقة النار” هي المظهر العملي لـ “محور المقاومة” وهو الهدف الذي ظلت إيران تسعى إليه منذ عقود.
ويحلل الكاتب أن إيران لجأت إلى خيار “بناء تحالف إقليمي يتألف من منظمات غير تابعة للدولة تدافع عن أيديولوجية دينية متعصبة، وتسعى جاهدة إلى مواجهة التفوق الإسرائيلي في مجالات مثل الجيش والتكنولوجيا والاستخبارات”. مضيفاً: “هذا الهدف يجب تحقيقه باستخدام الحرب غير المتكافئة (الإرهاب، حرب العصابات، الصواريخ)، ومنع إسرائيل من تحقيق الغلبة، وذلك من خلال إظهار الاحتواء إلى جانب الصبر والصمود”.
ويفيد الكاتب في تحليله أن إيران وفرت دائماً الدعم لهذه المنظمات، وخاصة حزب الله وحماس. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، “نجحت في توحيدهم، وتشكيل معسكر يتبع رؤية مشتركة، ويتم تنسيقه بشكل أوثق من أي وقت مضى”.
ويقول الكاتب إنه بهذه الشاكلة “اكتسبت المنظمات الإرهابية وحرب العصابات قدرات الجيوش التقليدية، كما ظهر خلال هجوم 7 أكتوبر ومن خلال هجمات حزب الله”.
ويؤكد الكاتب أن أعضاء هذا المعسكر لم يعودوا يكتفون بمبدأ “الفوز من خلال عدم الخسارة”، بل يسعون بدلاً من ذلك إلى إلحاق ضرر استراتيجي شديد بإسرائيل من خلال استخدام أسلحة إيرانية متطورة ودقيقة. علاوة على ذلك، في العقود الأخيرة، أصبحت هذه المنظمات ذات سيادة وتحكم الأقاليم والمجتمعات بعد أن شكلت آراءها. وبالتالي، فإن العديد من هؤلاء السكان المحليين يتعاطفون مع هذه “المنظمات الإرهابية، التي تعمل نيابة عنهم، كما كان بارزاً بشكل لافت للنظر في غزة”.
ويرى الكاتب أن حركة حماس السنية تعد إلى حد ما “غريبة” في معسكر أغلبيته شيعية. وبينما تتلقى مساعدات عسكرية ومالية واسعة النطاق من إيران، فإنها تحافظ على استقلالها، كما تجلى في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي يبدو أنه لم يتم تنسيقه بشكل كامل مع طهران أو حزب الله، الذي انضم إلى الصراع في اليوم التالي، ولم يلبِ توقعات الفلسطينيين بدخول الحملة “بكامل قوته”.