تطال المعاناة الاقتصادية مجتمعات كثيرة الا انها لا تبلغ حد المجاعات الا لدى بعضها.. اللافت ان مجتمعنا يمضي صوب المجاعة وهذا امر موجع ومؤسف بكل ما في الكلمة من معنى لان الاذلال حين يطال رغيف الخبز تكون المعاناة جدا موجعة ولايمكن الحديث عن أمن واستقرار المواطن إذا داهم البلاء غذاءه.
لاشك ان مجتمعنا في ضائقة لا توصف جراء ما حدث مؤخرا من ارتفاعات سعرية بحكم فقدان العملة المحلية جزءا كبيرا من قيمتها افقد الناس امنهم الغذائي تماما.. واقع يعيش تحت سطوته ملايين السكان وهو لم يكن مسبوقا في مجتمعنا والاصل أن تؤمن السلطات ذلك عبر دعم يشمل رغيف الخبز بدرجة اساسية ناهيك عن اشياء اخرى تتعلق بغذاء الاطفال وهذا موضوع سنتناوله لاحقا.. مانحن بصدده اهمية دعم غذاء السكان بصورة عامة عبر تأمين وصول الخبز بسعر معين وان لا يستمر تناقص اوزانه كما هو عليه الحال.
مفصلية في غاية الاهمية ولا توجد بدائل اخرى لذلك مطلقا لا عبر رفع مستويات الاجور كما يقال فذلك لايشمل الا جزءا من شرائح المجتمع الذي يعاني وبقسوة من تبعيات البطالة وندرة الانشطة السكانية التي ربما تسهم في الابقاء على حياة معيشية بحدها الادنى.
ان ما يجري مرعب للغاية فالاسعار بلغت ذروتها أما في الارياف فهي تتضاعف جراء اجور النقل وزيادة اسعار النفط ومشتقاته ما جعل حتى المنتجات الزراعية المحلية والاسماك ليست في متناول السكان الفقراء .. تضييق الخناق بهذا المستوى له تبعات مؤسفة لاشك على صحة الناس وعلى الحياة بصورة عامة.
فهل يستعصى التقليل من مستويات الإنفاق على جوانب ثانوية بدلا من توظيف الامر بحماية المجتمع من المجاعات؟
فهل هناك اولويات تفوق اهميتها رغيف الخبز؟!!
وهل هناك ماهو ابشع من الجوع.