نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، مقالا للكاتبة نسرين مالك، تهاجم فيه احتفاء الكونغرس الأمريكي بخطاب نتنياهو الأربعاء الماضي، قائلة إن ذلك “يبشر بمرحلة جديدة من الحرب في غزة، لا توجد فيها خطوط حمراء”.
وأوضحت الكاتبة أن “محو إسرائيل المستمر للعائلات والمنازل والثقافة والبنية الأساسية” دون نهاية، بات جزءاً من حياة الفلسطينيين في غزة، مؤكدة أن “قدسية الحياة البشرية، وفكرة عدم إمكان إنهائها دون أقوى مبرر، هي ما يفصلنا عن البربرية”.
وأشارت نسرين إلى قرارات محكمة العدل والجنائية الدولية في محاولة للحفاظ على “القواعد الهشة للقانون الدولي والإنساني وإنفاذها”، إلا أن ذلك لا يمثل أي أهمية تذكر بالنسبة لأهل غزة “الذين لا يدركون ما يحدث وهم يحاولون تفادي القنابل، والبحث عن الطعام، واستخراج جثث قتلاهم”.
وكل ما نتج عن ذلك بحسب المقال، هو المزيد من “التحدي والعدوان من جانب إسرائيل”، وإدانة حلفائها للأحكام القضائية، وتشويه سمعة أعداد كبيرة ممن لا يرغبون سوى في وقف القتل، ما يعطي رسالة مفادها “تعوّدوا على ذلك!”.
وتقول نسرين إن ذلك يعني أن هناك جماعات معينة من الناس يمكن قتلها، وأن “من المعقول والضروري” أن يموتوا مقابل الحفاظ على نظام سياسي مبني على عدم المساواة في الحياة البشرية.
وبحسب الكاتبة البريطانية، فإن استرخاص حياة الفلسطينيين “يستلزم فصل حياتنا عن حياتهم، وفصل القانون والأخلاق إلى عالمين: عالم يعيش فيه من يستحق الحرية بعيداً عن الجوع والخوف والاضطهاد، وعالم ثانٍ أظهر فيه آخرون بعض الصفات التي تثبت أنهم لا يستحقون الشيء نفسه”.
وتختتم نسرين مالك مقالها قائلة: “بمجرد التوقف عن التعامل مع الآخرين على أساس إنسانيتهم، فإن هذا يعني أن سياسة الموت أنجزت مهمتها”.