يعد الأستاذ الصحفي محمد عبدالله مخشف مدرسة صحفية تعلم الكثير منه صياغة الأخبار، ومن الأستاذ محبوب علي نائب مدير التحرير حينها صياغة العناوين والمانشيت، ومن محمد عبدالله فارع الكياسة والعلاقات في العمل الصحفي الرياضي، ومن شكيب عوض الصحافة الفنية والأدبية ، ومن علي فارع سالم التحليلات والمقالات المتعلقة بالشؤون الدولية.. هؤلاء وغيرهم ممن تعلمنا منهم، لهم كل التقدير والعرفان لما قدموه لنا.. ورحمة الله على من قضى نحبه.. ومنا من ينتظر (...)!.
في عام 1980م تم انتدابي للعمل في وكالة أنباء عدن حين كان يرأسها المرحوم نجيب محمد ابراهيم وقد كانت الوكالة معلما صحفيا في التناولات الإخبارية وبامكانات متواضعة استطاعت أن تجاري الوكالات الإخبارية في المنطقة والعالم وضمت فيها نخبة من الصحفيين الذين ساهموا ايضا في صقل سيرتي المهنية.. كان الأستاذ عبدالسلام طاهر وسليمان حنش وسالمين صالح واحمد حسن عقربي وسعيد بجاش واحمد عبدالفتاح، هؤلاء من مدرسة الصحفي الشهيد محمد ناصر محمد الذي أسس الوكالة في مطلع السبعينات.. وواصل ذلك الجيل ما رسمه لهم الصحفي الكبير محمد ناصر.
اشتغلت في الوكالة مدة تقارب العامين الى ان جاءني الصديق الذي كان يحيطني باهتمام بالغ وهو المرحوم الشهيد عبدالرحمن بلجون حينها كان مديرا عاما لتلفزيون عدن.. وابلغني بضرورة الانتداب الى مكتب الأستاذ علي باذيب وزير الاعلام آنذاك وبالفعل قام بلجون بترتيب ذلك ووجدت نفسي اعمل في مكتب الأستاذ علي باذيب وكان معي في ذلك المكتب الأخ عثمان ناصر ومديرة المكتب ملكي علمي وهي من افضل من عمل في إدارة المكتب لأكثر من عقدين.
ظللت عامين في مكتب الأستاذ علي باذيب لكن اشتياقي ظل مرهونا بالعودة الى صحيفة "14 أكتوبر" التي احتضنتني وفتحت آفاقي وعلمتني كتابة الحرف ورسمت عناوين الكلمة في مسيرة حياتي.
عدت إلى "أكتوبر" بعد انتهاء تفرغي من الوكالة والتلفزيون وهنا تم ترتيب وضعي في قسم التحقيقات الصحفية وكان الصحفي معروف حداد رئيسا للقسم. فاستقبلني بعزومة حضرها بعض زملاء القسم وكانت عزومة عزومة أقامها على ساحل جولد مور!.
كان عام 1985م يطل علينا.. وكانت الأجواء السياسية تنذر ببعض الاحتقانات.. كانت ورقة العمل قد تم إنزالها الى الناس.. وكلفت صحيفة "14 أكتوبر" بالتناول في محتوياتها.. ورصدت لها المهرجانات والفعاليات لكنها كانت أشبه بالقشة التي قصمت ظهر البعير.
حكايتي مع المهنة (3)
أخبار متعلقة